اطبع هذه الصفحة


أوقفوا إبادة الحمير

 لبنى شرف - الأردن


قرأت حديثاً خبراً عن إحدى الممثلات في بلد من البلاد، تنادي بوضع حد لإبادة الحمير التي تُربى وتُقتل لصالح الاستغلال البشري في الصناعات الغذائية والتجميلية، حيث يتم في هذه الفضيحة الوحشية ـ على حد تعبيرها ـ القضاء على 300 ألف حمار سنوياً.

وأشار مصدر الخبر إلى أن هذه الممثلة تهتم بمؤسسة للدفاع عن الحيوانات، وتخوض المعارك القضائية لتحقيق هذا الهدف.

إيه أيها الحمار! لقد ارتقيتَ مرتقاً صعباً؛ أصبح هناك من يهتم بك، وينادي بحقك في الحياة والعيش الكريم، بل ويخوض المعارك القضائية لأجلك، ولمَ لا؟ فمن الإحسان الرفق بالحيوان، ولا بأس بصداقة الحيوان إذا شحت صداقة الإنسان، وصار الإنسانُ عدواً لأخيه الإنسان.

إنك أنت أيها الحمار، بل وسائر الحيوانات، من تستحقون الحياة على هذه الأرض؛ فأنتم لم تخرجوا عن طبيعتكم التي خُلقتُم عليها؛ وأما البشر فهم من يستحقون الإبادة؛ لأنهم ملأوا هذه الدنيا دماراً وفساداً بانحطاطهم الخُلُقي والإنساني: فتكوا بالبشر بجميع أنواع الأسلحة التي اخترعها البشر، ودمروا الطيور بالإنفلونزا، وساقوا البقر إلى الجنون، أسمعتم قط أن حيواناً أصاب آدمياً بالجنون؟ ولكنّ البقرَ جُنَّ من البشر، وجُنَّ البشرُ من البشر، أَفَتُريدُ منهم بعد كل هذا ألا يُبيدوكَ أيها الحمار المسكين؟

إنك أيها الحمار أفضل من كثير من بني البشر، وظلمٌ لك أن يشبهوا بعض الناس بك، وعلى الرغم من أنك تتصف بالبلادة، ومَن قال: «من استُغضِبَ فلم يغضب فهو حمار» ما خالف الحقيقة؛ ولكن من أراد أن يعيش في هذا الزمان في أسعد حال، مرتاح البال؛ فعليه بالبلادة، كما دعت إحداهن مرة أن يجعلها الله من البلداء. وإذا كانت البلاهةُ ـ على رأي من قال ـ نباهةً في بعض الأحيان؛ فإن البلادةَ راحةٌ في كثير من الأحيان، فهنيئاً لك أيها الحمار.

 

لبنى شرف
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط