اطبع هذه الصفحة


كفاكم حديثاً عن الإبداع

 لبنى شرف - الأردن


يا من ملأتم الدنيا بحديثكم عن الإبداع، هلّا رفعتم عندكم سقف الإبداع وأبدعتم لنا طريقاً لتحرير الأقصى؟ أو سبيلاً لكسر حصار غزة؟ أو وسيلة لفكاك الأسرى؟

ماذا أبدعتم يا من تتحدثون عن الإبداع؟

هل أبدعتم لنا عيناً إلكترونية يبصر بها الأعمى؟ أو (انترنت) نطوي به الدنيا، ونستخرج منه المعلومات في لحظة؟ أو طريقة نقضي بها على الفقر، أو نشبع بها الجوْعى؟

إذاً ماذا أبدعتم؟

هل أبدعتم لنا مركبة فضائية نكتشف بها أسرار الفضاء؟ أو غواصة نسبر بها أعماق البحار؟ أو سلاحاً نقاتل به الأعداء؟ أو عربة يجوب بها ذوو الاحتياجات الخاصة الأرجاء؟ أو صنبوراً يغلق تلقائياً فور امتلاء الكأس بالماء؟ أو جهازاً لتنقية الهواء؟ أو ابتكاراً نستفيد به من الأشعة تحت الحمراء؟ أو مادة هلامية (جل) يتنظف بها من فقد الماء؟ أو مشروعاً نستر به من يعيشون في العراء؟

يا من تحدثوننا عن الإبداع، أجدادنا كانوا هم أهل الإبداع، وأصحاب براءة الاختراع، وأما أنتم فإبداعكم ليس فيه إبداع؛ هو ليس سوى أفكار أخذتموها من هنا وهناك، ليس لكم فيها فضل أو سبق اختراع.

سلِمْتُم يا أطفال الحجارة والمقلاع، ويا من هُديتم لشق الأنفاق، ويا من وقفتم في وجه الظلم والطغيان، وكسرتم القيد والأغلال، فأنتم في زماننا أهل الإبداع.

يا من تتحدثون عن الإبداع، يقول لكم من أخذتم عنهم الإبداع: كونوا الإصدار الأول من أنفسكم، ولا تكونوا الإصدار الثاني من غيركم.

اعذروني إن كنت «أبدعت» في مضايقتكم أو إزعاجكم، ولكننا مللنا حديثَكم عن إبداع ليس له على الأرض قدم أو ذراع.

ودمتم بإبداع يا.. أهل الإبداع.

 

لبنى شرف
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط