اطبع هذه الصفحة


عداء المرأة للرجل ... لماذا ؟!

 لبنى شرف / الأردن

 
الانتقادات التي تقع أحياناً بين بعض الرجال و النساء ، و العداء الذي بينهم ، و انتقاص كل فريق من شأن الآخر ، ما سببه ؟ .. " أنتن معشر النساء ناقصات عقل و دين " ، " و خلقتن من ضلع أعوج " .. و غيرها من العبارات و النعوت ؛ يقولها بعض الرجال لنسائهم من باب التعيير و الاستهزاء و الانتقاص من شأنهن ! مما ولّد الحقد و الكراهية في قلوب النساء عليهم ، و جعل بعضهن يرفع شعار " ظل حيطة و لا ظل رجل " !! .. لماذا هذه الندية في الحياة ؟ أما كان من الأجدر بكلا الفريقين أن ينشغل كلٌّ بما ينفعه في دينه و دنياه ، و أن يعرف كلٌّ ما له و ما عليه ؟ حتى تسير الحياة بدون هذه الصراعات التي لا داعي لها أصلاً ، كالذي ينشغل عن المعركة الحقيقية بالمناوشات الجانبية التي لا تُقدم ، و لكنها تُؤخر ، و التي هي من صالح العدو !! ، فهذا أنقى للقلوب ، و " إنما النساء شقائق الرجال " [ صحيح ، الألباني – السلسلة الصحيحة : 2863 ] .

هذه المقدمة سقتها لتوضيح بعض الأسباب التي يمكن أن تكون الدافع وراء هذا العداء و هذه الكراهية التي تكنها بعض النساء للرجال ، و حبهن في التمرد و الخروج عن سيطرتهم و الاستقلال بحياتهن .

من هذه الأسباب قسوة الآباء على بناتهم ، فحنان الأب يعني الكثير عند البنات ، و خاصة عند النوع الحساس منهن ، فالحاجات النفسية و العاطفية تختلف من بنت لأخرى ، و لكن الغريب أن نجد أن الأم أحياناً تقسو على ابنتها ، و لكنها في المقابل تتلطف مع ابنها ، و تُحابيه في بعض الحقوق و الميزات على حساب ابنتها ، فهذا ربما يولد الحسرة في قلب هذه البنت ، فمن البنات من يتأثرن بطريقة المعاملة هذه ، فلماذا هذا التمييز بين الذكور و الإناث ؟! .

و كذلك عدم رحمة الإخوة بأخواتهم ، فمن هنا ربما تبدأ بذرة الكراهية و العداء ، و تبدأ البنت تشعر بأن حقوقها مهضومة ، فتبدأ بالتمرد و الخروج عن طبيعتها المؤنسة .

ثم إن بعض الأزواج يتعالون على زوجاتهم ، و يعاملوهن و كأنهن مخلوقات من درجة ثانية ، و قد يحرمونهن من حقوقهن الإنسانية و الشرعية !! .

إن معاملة الرجل القاسية للمرأة ، و عدم إعطائها حقوقها ، و التضييق عليها ... ، يجعل منها شخصية عصية متمردة و عنيدة ، و من النساء من هن مؤهلات لهذا أكثر من غيرهن ، فالطباع تختلف من امرأة لأخرى ، و لكن الرجل الحكيم الذي يتقي الله لا يجعل المرأة تصل إلى هذه المرحلة ، لأنه يعرف كيف يتعامل معها وفق طبيعتها التي خلقها الله عليها ، فهي انفعالية و متقلبة المزاج إلى حد ما ، و القليل من اللطف و الإحسان و المعاملة الحانية ترضيها ، و لكن الأقل من القليل من الإيذاء و القسوة يغضبها ، ثم إنه ليس من الحكمة عدم فتح باب الحوار الهادئ المنضبط و الذي يخاطب العقل و القلب مع المرأة ، بنتاً كانت أم أختاً أم زوجة ، و إجبارها قسراً ببعض الأمور دون أن تتبين الخطأ من الصواب ، و الذي يجوز من الذي لا يجوز ، فإن هذا ربما يجعلها تتمسك أكثر برأيها ، و إن لم يكن صواباً ، و تتصرف بشكل عدائي مع الذي يحاول فرض رأيه عليها ، و لقد قال د.مصطفى السباعي – يرحمه الله – كلمة عن النساء ، و يبدو أنه استنتجها من خلال معاملته لهن ، و من تجاربه في هذه الحياة .. قال : (( المرأة طفل كبير يريد منك أن تعامله معاملة الكبار )) ! .

و طبعاً لا يخفى على أحد تأثير الإعلام الفاسد و المُفسد ، و دوره الخطير في تلويث العقول و القلوب ، و في هدم البيوت ! .

و لكن ليت الأمر يقف عند هذا الحد ، فهؤلاء الرجال و النساء يورثون أولادهم هذا التصور العدائي ، ليستمروا في سلسلة النكد الذي جنته البشرية على نفسها ببعدها عن منهج خالقها !! .

أنا أرى أن الأمر متوقف على تقوى الله و خشيته ، و زرع هذا في نفوس الأولاد منذ الصغر ، فالقضية قضية حقوق و واجبات ، و على المرأة و الرجل أن يدركا ان الله خلق كلاًّ منهما بطبيعة معينة تتناسب مع الدور المناط به في هذه الحياة ، فالخروج عن هذا الخط سيحدث اضطراباً و خللاً في التصور ، ينتج عنه ما نراه من هذه السلوكيات الخاطئة بين الرجال و النسـاء .

اللهم اجعل إلى رحمتك مصيرنا و مآلنا ، و اصبب سجال عفوك على ذنوبنا ... اللهم آمين ، و الحمد لله رب العالمين .

لبنى شرف – الأردن .

 

لبنى شرف
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط