اطبع هذه الصفحة


أنتَ وقاتلي .. مشهد بلا أعذار !!

مرام شاهين


كيف لي أن أرى وجهك يبسمُ لقاتلي ، ثمّ أصدّق أنك لي ناصر ، كيف ذاك ؟
كيف لي أن أصدّق أنك تألمُ لبترِ يدي وانتهاكِ عرضي وتفتيت رأس صديقتي واقتلاع حنجرة جاري والدّعس على جسد جدّي وزميل والدي وابن حارتنا .. وأنتَ تضعُ يدك في يد قاتلي وتشدّ على أطرافها !
لا تقل ياسيّدي أنك لاتملكُ معيناً .. أو أنّك مخذول تحتاجُ إلى نصير
وهل لسوريـا معين ؟
أليست سوريا ياسيدي .. يتيمة ؟!
ألستَ مثلها يتيم ؟ تحاولُ الاستنصارَ بمن يدمّرها وتدّعي أنها ستنقذك ! كيف ذاك ؟

موقف إنسانيّ واحد .. إنسانيّ فحسب ، لا أخضرَ بلون الإسلام ولا أسود بلون الجهاد ، كفيل أن يستردّ المسرى !
بعضٌ من توحيد الصفّ والكلمة ضدّ العدوّ ، قادرٌ أن يجعلنا نستيقظ غداً على أنسام الأندلس !

أنا ياكـرام ، لا أستطيعُ أن أبتلع مبرّرات تقول أنّ موقفاً ما هو أصعبُ من رائحة الدمّ ، على أناس يعرفون الدمّ ويميّزون رائحته !
لا أستطيعُ أن أبتلع حججاً تنادي بمصالح مرتهنة ، وأنا أشاهد الطّفل "حمزة بكور" بلا فم ، بلا وجه ، بلا حياة !
لا أستطيعُ أن أُكملَ سماعي لخطاب مبدوء بالبسملة منتهٍ بالسّلام على قاتلي ، و "خالد أبو صلاح" كل يوم يناشدنا ويستغيث !

بابا عمرو اليوم لا تمتلكُ طاولة لمفاوضاتٍ تناقش فيها كلمة حضرتك وتستنتجُ المفهوم والمستور والجواب ..
الزبداني اليوم ، ملآى بالأشلاء التي لا تجدُ تراباً يحتويها بعد أن فني التـّراب ..
في بلادي .. يقفُ فارسيّ على السطح مصوّباً سلاحه على رأس فتاة تلعب ، يحطّمه ، فيصرخُ من حولها .. يسكتهم برصاص مثيل فيبكون .. تخمدُ الأصوات بطلقاتٍ جديدة إيرانيّة الصنع ، حقودة المنبَت !
في الخالديّة ، لا تلفاز ينقل لهم ما بثّه الإعلام من ترّهات ! فتياتهم أجّلن أعراسهنّ حتى تُصبَغ الشوارع بالأبيض من جديد .. واحتفلتَ أنت ! ناسياً ، متناسياً ، غاضّاً الطّرف .. بصحبة قاتل أحلامهنّ ، قابر الأعراس !
بالأمس في دوما .. قبل أعوام ، كانوا يهتفون باسمك مؤسساً لخلافة إسلاميّة .. ينادون بكلّ الدعم والمؤازرة .. إنّهم يسمعون اليوم الجواب مجلجلاً وسط خيمات العزاء ، فلا تدري الثكلى أتبكي ابنها المحروق أم تبكي العروبة !

كيف لنا أن نصرخَ في وجه علماء الشّام مثلاً لائمين .. وننظرُ إلى بسماتك عاذرين ؟
عدا أنّهم صمتوا فقط ، صمتوا فحسب ! فانتفض الشّارع لهم يُعاتِب ..
لا تقل لي اضطراراً ، لا تقل مسجداً وقِبلة .. لا تنبس أمام حديث حرمة دم المسلم وهدم الكعبة ببنت شفة !
هَب أنّك وقفتَ أمام طفل يموت ، وسلّمت على قاتله بعِناق .. صرخ الطّفل في وجهك : إنه يقتلني ! فقلتَ له : لكنّه سينقذ ابني ! هل سيصدّقك ؟ بعيداً عن التصديق ، هل ستحترمك أمّه أو أباه أو أقرانه ؟ بماذا ستجيبه يوم القيامة إذا جاءك بدمائه مقتّصاً .. بماذا ؟؟

الطّريقُ إلى الأقصى ممتدّ من ربوع الغوطة وكَرم إدلب .. بدأها القسّام وسيكملها أحفاده ، نعم .. أحفاده !!


بقلم : مرام شاهيــن
12-2-2012

 

مرام شاهين
  • مقالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط