اطبع هذه الصفحة


عندما يصبح الولاء للجنسية... فلك الله يا إسلامنا..!

مرفت عبدالجبار

 
لقد شرع الله تعالى لنا الإسلام وجعله منهجاً ودستوراً، فكان حياة أخرى شاملة لكل شؤوننا الدينية والدنيوية..
ولما امتثل الرعيل الأول تشريعاته حق امتثال، ووقفوا عند حدوده وأحكامه واحتكموا لأمره سادوا في العالم، وأعزهم الله بدينه، ومكنهم في الأرض، وجعل كلمتهم هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى..
ومن تلك المظاهر: مظاهر الاهتمام بالأمة والعمل على وحدتها ووحدة كلمتها, فقد كان المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها كبنيان واحد إذا اشتكى منه عضو في الشام شعر به العضو الذي في اليمن.. وهكذا..
لكن اليوم تغير الحال وتبدل شيئاً كثيراً..
ولا نقول: زالت عرى الإسلام ومظاهره!
بل هو باقٍ ما شاء الله تعالى أن يبقى..
قال صلى الله عليه وسلم: (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ).
أقول: في هذا العصر غيب كثير من معاني الوحدة الإسلامية..
فضعفت مع الأسف وتفككت وتمزقت بسبب ضعف الاحتكام لهذه الشريعة الغراء..
التي جعلت صالحة لكل زمان ومكان..
والتي جعلت اليوم مجزأة...
فما وافق منها الهوى قيل حيّهلاً!
وما عارضها من أحكام وضعية, كالديمقراطية وأخواتها, قبل بلا تردد...!
ومثلها القرارات, والخضوع لمتطلبات الغرب, والركوع لأوامرهم, كأننا أمة لا رأي لها ولا (كرامة)! وقبل ذا ((تشريعات))!
تكالبت علينا الأمم بسبب ضعفنا, وتنكرنا لبعض مظاهر ديننا, فأصبحنا أضحوكة لأنفسنا, قبل الأمم الأخرى...
ونوهم أنفسنا بجامعة عربية! ووحدة إسلامية... بينما إن نظرت لأرض الواقع رأيت عجباً!!!!!
اليوم أصبح ما نريده أن يكون حلماً, وما هو كائن وواقع ((كابوساً))!
_ نريد إسلاماً يعطي كل ذي حق حقه, صغيراً كان أو كبيراً, حراً أو عبداً, قوياً أو ضعيفاً, رجلاً أو امرأة, يراعي في ذلك الفروقات التي حددها الشرع المطهر, فلا ظلم لأحد, ولا فضل لعربي ولا أعجمي إلا بالتقوى!
لكن الواقع اليوم: فشت فيه التفرقة والعنصرية والإقليمية واللا مبالة (بالإخوة الإسلامية)!
لا نريد عروبة وجنسية تحقر الفقير، وتنبذ الضعيف، وتزدري الدخيل (المسلم).
لكن النقيض من ذلك يكاد يكون اليوم ظاهرة!!
نريد إسلاماً يجمع شملنا, ويوحد كلمتنا.. لا جنسية وإقليمية تبعدنا عن قضايا أمتنا. وتشغلنا بأنفسنا..
ولا تجعلنا ننظر في قضايا أمتنا إلا في الكوارث, فنهرع للتبرعات.. وما علمنا أن كل أيامهم كوارث ونكبات بفعل العدو للملة والدين، وتقوية اقتصادهم بأيدينا!
_اسألوا الواقع: ماذا فعلت بنا الإقليمية؟؟
ألم تفرقنا وتجعلنا مستقلين بدويلاتنا؟؟
ألم تنمي فينا العنصرية وازدراء الآخرين؟؟
ألم تتسبب في تقوية شوكة الأعداء والتدخل في قضايانا؟؟
ها نحن اليوم نعيش في ظل هذه التقسيمات متقوقعين فيها..
فلم تعد صرخة المسلم في الأفغانستان تحرك فينا ساكناً..
ولم يعد أنين المكلومات في العراق يلامس مشاعرنا..
ولم يعد انتهاك الحرمات وإذلال الكرامات يقض مضاجعنا..
ولا بكاء الأطفال ودمعات اليتامى تجري دم النخوة والعروبة - بعد إسلامنا - في عروقنا..
أصبحنا مخدرين بفعل الواقع المرير الذي أخمد مشاعرنا أو كاد! وأوشك أن يغيب إخاء الدين في نفوسنا..
أين نحن من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر)؟
وأين نحن من قول عمر رضي الله تعالى عنه: (لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله عنها: لِمَ لم أسوي لها الطريق)؟
وأين نحن من الإمام عبدالله بن المبارك رحمه الله تعالى؟..
وأين وأين؟؟؟...

فأين أبو عبيدة لو رآنا **************لما رقدت بأغماد سيوف؟
وأين مضاء زيد والمــثني؟ *********وأين صلاحنا البطل الحصيف؟
فلو كانوا لطأطأ كل وغد************يمط لسانه وله حفيــــف
ولو كانوا لما غابت ذُكاء ************ولا عاد الكسوف ولا الخسوف
ولا ارتفعت مآذننا إباءًً **************تعانقها السحائب والطيوف
ولو كانوا لعاد الفجر طلقاً ***********على ربواتنا أبداً عكـــــوف

نرى اليوم صوراً من (عقوق) الأخوة الإسلامية..
فالمسلم في بعض البقاع يؤاخي الرافضي من بني جنسه بحجة الجنسية!!
بينما تجده يجافي أخاه في بقعة أخرى ولا يتفقد شأنه بحجة أنه إرهابي!!
نرى المسلم في بعض البقاع يردد شعارات القومية, بينما ينظر إلى العقيدة الصحيحة بأنها ((إرهابية))!!
هذا ما يريده لنا الصليبيون.. التشكل وفق ما يهوون.. والمعاداة على حساب ديننا وإخوتنا الإسلامية!
لا كما شرع الله تعالى لنا..
لكن عزاءنا أن هناك رجالاً حملوا على عاتقهم همّ نصرة الأمة, والعمل على إبراز هويتها..
متخذين شعار:
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ** إن التشبه بالكرام فلاح

قدوة لأصحابه وسيراً على خطاهم...
أعلم ربما ذكرت جانباً من العقوق ولم أذكر جانب البر للإخوة الإسلامية المشرقة... وما ذاك إلا لغلبة الأول ونسيان هموم المسلمين على الثاني...
ولا أدل على ذلك من هذا الإعلام الفاسد الذي استعد بكل ما يملك ليغيب هذا الجانب في شهر حري بالمسلمين تفقد إخوانهم والاهتمام بقضاياهم والمساهمة في تخفيفها مادياً ومعنوياً...
وخاتمة القول رسالة أبعث بها إلى كل مسلم غيور:
فنحن إخوة في العقيدة، وأذكر بضرورة الدعاء الدائم للمسلمين في كل مكان، فلا تنسوا إخوانكم من دعواتكم ودعمكم, ونبذ ألوان التفرقة والعنصرية, وتجديد روح الأخوة الإسلامية وتفعيلها في ذواتنا...
وجعل هذا الشعار سلاحاً يغيظ الأعادي الذين يفرحون بشق صفنا وفرقتنا...
والله تعالى أعلم...
 

مرفت عبدالجبار
  • فكر وقضايا معاصرة
  • جهاد وهموم أمة
  • دعويات
  • أسرة ومجتمع
  • موقف وقصة
  • عامة
  • لقاءات
  • مع الحسبة
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط