اطبع هذه الصفحة


دور الإعلام في تغريب المرأة

مرفت عبدالجبار


المتابع لواقع المرأة الاجتماعي، يجد العديد من مظاهر التغريب المتعددة، والتي تتفاوت في نسبتها بين امرأة وأخرى.. وبيئة وأخرى.
وهذا الزحف التغريبي الملحوظ في صفوف النساء المسلمات يزداد كل يوم عن اليوم الذي قبله، والسبب المباشر في هذا يعود لوسائل الإعلام ويأتي في مقدمتها: الفضائيات العربية، التي تحتضن وتبث المادة الغربية باحتراف وتعمد على مدار الساعة، مستهدفة في ذلك كل شرائح المجتمع بما فيهم المرأة.
ولا شك أن المرأة جزء مؤثر ويتأثر في المجتمع، والإعلام بات ضرورة ملحة لا تستطيع المرأة أن تكون في منأى عنه متابعة أو مساهمة، وخاصة الإعلام الجديد!

لكن الأهم من ذلك هو: هل هذا الأثر والتأثير سلبي أم إيجابي؟
الواقع يقول إن محصلة التأثير السلبي أخذت مساحة كبيرة في صفوف النساء، مع إيماننا بدور الإعلام الإيجابي وبصماته الملموسة على المرأة المحافظة.
وهذا الأثر السلبي التغريبي الذي تركه الإعلام المعاصر متعدد الاتجاهات حسب الآتي:

منه ما يتعلق بعلاقة المرأة بزوجها وتصوير الطاعة نوعاً من التخلف والانقياد، بل لابد أن تكون نداً عنيداً غير خاضعة لأي قانون شرعي أو عرفي في علاقتها بالزوج.
ومنه ما يتعلق بعلاقة المرأة بالأطفال والإهمال المتزايد وإيعاز أمر الأبناء إلى الخادمات، والمفاخرة بذلك.
كذلك: علاقة الفتاة بقيّمها: حيث يستمرئ الإعلام التغريبي علاقة المرأة بالرجل في غير إطارها الشرعي، ويشجعها على التمرد على المجتمع عبر المسلسلات المكثفة والتي تمتد لحلقات طويلة.
وتصوّر الفتاة في وسائل الإعلام بأنها لابد من أن تكون خليلة وعشيقة ومتمردة على كل التعاليم دينية وعرفية، ومع تعدد وسائل التقنية الحديثة يشهد ببعض التجاوزات المستغربة على مجتمعنا المسلم بسبب الإعلام التغريبي.

وقد جاء في تقرير نشرته الجزيرة نت بعنوان: الدراما الأميركية تغير المجتمع السعودي 19/12/2010 عن موقع ويكيليس ما نصه:
جملت مذكرة سربها موقع ويكيليكس وحملت عنوان "الاتجاهات الأيدولوجية والملكية في الصحافة السعودية"، أرسلتها السفارة الأميركية في المملكة العربية السعودية، دور وسائل الإعلام العربية في تحقيق مآرب الدعاية الأميركية، وأظهرت حجم الاهتمام الذي توليه البعثات الأجنبية للصحافة العربية ومتابعة الشأن الثقافي في أدق تفاصيله.

وتسرد برقية صنفت تحت خانة "سري" وأرخت في 11 مايو/أيار 2009 مجريات لقاءات بين دبلوماسيين ومسؤولين إعلاميين في السفارة الأميركية من جهة، ومسؤولي تحرير ومديري قنوات تلفزيونية من جهة أخرى، لمناقشة التوجهات الأيدولوجية وإجراءات وزارة الداخلية السعودية ضد الصحفيين الذين لا يلتزمون بالتوجهات الجديدة التي اعتمدها الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز.

وتحدث في اللقاءات أشخاص -حذفت أسماؤهم وبقيت صفاتهم- عن أهمية الدور الذي تلعبه البرامج والمسلسلات الأميركية المدبلجة التي تبث على قنوات "إم بي سي" في تغيير توجهات وثقافة المجتمع السعودي، بطريقة عجزت عنها الدعاية المباشرة التي تنتهجها قناة الحرة وماكينات الدعاية الأميركية.

وبحسب أحد المتحدثين السعوديين، فإن البرامج الأميركية التي تبث على قنوات "إم بي سي" هي الأكثر شعبية بين السعوديين، وفي نظرة على الدورة البرامجية لشهر ديسمبر/كانون الأول تتبين المساحة التي تحتلها هذه البرامج على مدار اليوم.

وأشار إلى مدى تأثير مسلسلات مثل "ربات بيوت يائسات" (Desperate Housewives) وبرنامج ديفد ليترمان وأصدقاء(Friends) التي تبث -مع ترجمة عربية أسفل الشاشة- على الشعب السعودي، فلم تعد ترى في أنحاء المملكة بدواً ولكن أطفالاً باللباس الغربي.

كما يبرز الدور التغريبي للإعلام تجاه المرأة عبر:

* استنهاض همة المرة في الدفاع عن حقوقها بطرق لا تمتّ للشرع بصلة، وفي الغالب تكون ليست حقوقاً حقيقية وماسة، وإنما تبرز فيها روح التقليد الغربي وتهميش القضايا الحقيقية التي تحتاجها المرأة، كقضايا الفقر، والعنوسة، ومشاكل المعنفات.
* تسليط الضوء على القضايا الشاذة ونادرة الحدوث وتضخيمها لتصوير أن المرأة في المجتمع المحافظ لديها مشكلة حقيقية.
* تصوير الكمال العام في المجتمع الغربي، وبث برامجه وترجمتها لمحاولة التأثير على المرأة المسلمة.
* أصبح تأثير التغريب على النساء المسلمات جلياً من الناحية الفكرية والتطبيقية.

وغيرها من مظاهر باتت ملموسة ولا تخفى على كثيرين؛ مما يوجب - وخصوصاً مع مظاهر تعددها - مقابلتها بجهود مضادة أجملها فيما يلي:

* ضرورة تكثيف التأصيل الديني العميق في المدارس والجامعات؛ لأنه الحصن الحصين من الشبه ودعوات التغريب التي تعج بها وسائل الإعلام ومنها الفضائيات العربية.
* انتشار التوعية الواسعة بالتغريب وأبعاده وآثاره، عبر وسائل الإعلام، وحبذا استغلال وسائل الإعلام التغريبية ذاتها ليس إقراراً لفعلها ولكن محاجّة لضيوفها عبر البرامج الحوارية مع ضمانة عدم تهميش رأي المشارك.
* إعداد اللقاءات النسائية المتعددة للتوعية بالتغريب عبر المؤسسات والجامعات.
* الحرص على صناعة جيل نسائي مثقف من الصغيرات والعمل على متابعتهن وتشجيعهن.

 

مرفت عبدالجبار
  • فكر وقضايا معاصرة
  • جهاد وهموم أمة
  • دعويات
  • أسرة ومجتمع
  • موقف وقصة
  • عامة
  • لقاءات
  • مع الحسبة
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط