اطبع هذه الصفحة


هل هي امرأة من فولاذ؟

مرفت عبدالجبار
@Mjabbar11


أتاها المنادي بخبر ارتقاء ابنها؛ فبادرته على عجل بهتاف الحمد والتكبير والتهليل، وخرجت في جموع الناس تنثر حلوى الفرح كأن على رأسها تاج الانتصار..!، وثانية تغالب دموع الوداع بإرادة إبصار المآل عند ارتحال رفيق الدرب لدحر الأعداء، بلا إشهار منها لكواهل العتاب وزجر الابتعاد..!، وثالثة يُؤسر أخوها فتودع زاوية البكاء دافعة أسرتها لجمع الاعتصام والمطالبة بحق الإفراج، وشاعرة صفت حروف الصمود وكتبت في شجاعة أبيها من بديع نظم القصيد ..!، وأسيرة داهمتها يد الغدر ومكائد الاعتقال فرفعت راية النصر وأطلقت تحدي الابتسام!

مواصفات عدة اجتمعت في كيانها وتصوراتها .. أفكارها ورؤاها .. واقعها ومستقبلها..

إنها ليست مخلوقة من فضاء .. أو رواية من خيال .. أو حديثاً عن أساطير .. ولا هي قصة في مسرح .. أو مشهداً من تراجيديا .. ولا نسمع بخبرها فقط في جزء من كتاب .. أو أقصوصة من مجلة .. أو عمود في صحيفة..!

" بل هي حقيقة نشاهدها كل يوم" .. فكل ما عليك أن تقلب في قنوات الأخبار، ومواقع الإنترنت، ووسائل التواصل، لتجدها ماثلة أمامك بكل عز وشموخ وإباء...!.
إن رأيتها طفلة: فهي فسيلة جميلة بين باساقات نخيل الشجاعة والكبرياء، كلامها كثمر جوز الهند الناضج بالعزة والكرامة، إن رمت به أدمغت العدو، وألجمت أذنابهم في صفوفنا!
https://www.youtube.com
 
وإن رأيتها صبية أو شابة؛ فكأنما تجاري غليان النصر وثورة الانتفاضة في عروقها، بإرادة تفتت الصخر ليكون حجارة تجمعها لإخوتها المجاهدين، وشموخ الجبل الأشم في عدم التنازل عن المبادئ، فهي تحيا وتموت معتزة بدينها وحجابها وكرامة أرضها..!


وإن رأيتها زوجة؛ لقيتها نعم الصابرة والمعينة على رحلة كفاح النصر القريب -بإذن الله تعالى-، وتنشئة الأبناء على اللهفة لميدان المعارك ..!

وإن رأيتها أُماً: فهي تسابق حور الجنة لتجهيز ابنها لعرس النصر أو الشهادة بكل ثبات وفرح واعتزاز!

أي إرادة هذه؟!، وأي امرأة هي! وعن أي مضاء عزم أتحدث؟!

إنها من اتخذت ممن سبقها من الصحابيات الصالحات -رضي الله تعالى عنهن- القدوة والمثل الحسن، فهذه خنساء زماننا تتيمن بخنساء الصبر والتضحية في سبيل الله تعالى، وثانية تأست بأم سليم الشجاعة والنفس المشرئبة للذود عن العرض والدين، وباقيات يبادرن بالإنفاق والصدقات بالمال والذهب وصنع الطعام ومداواة الجرحى وبذل الغالي والنفيس إعلاءً لكلمة الله تعالى!، واتباعاً لهدى شامخات الرعيل الأول ..

هل هي من فولاذ حقاً؟!!، كلا بل هي قاهرة الفولاذ!!، إنها امرأة من صناعة قوة الإيمان بالله تعالى والاعتصام بحبله المتين..

فأمّة هؤلاء نساؤها لن تعدم الخيرية والنصر والتمكين بحول الله تعالى.

إنها " #الفلسطينية_المرابطة !، و#أم_الشهيد #زوجة_الشهيد و#ابنة_الشهيد و#المعتقلات في سجون الاحتلال، وكل الحرائر صاحبات الأهداف العليا، وصناعة النصر الأكيد.

 

مرفت عبدالجبار
  • فكر وقضايا معاصرة
  • جهاد وهموم أمة
  • دعويات
  • أسرة ومجتمع
  • موقف وقصة
  • عامة
  • لقاءات
  • مع الحسبة
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط