اطبع هذه الصفحة


الحرب ضد الثوابت

مرفت عبدالجبار
@Mjabbar11


يخوض العالم من حولنا حروباً طاحنة شردت أناساً، وأبادت آخرين، وما سوريا الجريحة، وبورما المكلومة، واليمن المهددة، والعراق المستنزفة وغيرها من بقاع المسلمين إلا نماذج للطغيان البشري المرئي للجميع الذي فاقت بشاعته الوصف والحد.
وفي الوقت الذي يلهج فيه المسلمون بالدعاء لإخوانهم، ويشاركونهم أحزانهم، كل بقدر استطاعته، أو نفع أمته وشبابها بالعلم والإصلاح والدعوة، وكافة أوجه الخير الداخلية والخارجية، وجدنا نفراً عجيباً من الناس ممن اعتادوا النبش عن كل ما يعكر صفو الأمة، ويفرّق شملها، ويضعف وحدتها حد الاستماتة في إذكاء نار حروب وفتن من نوع آخر، مستهدفين في ذلك الثوابت، أو من يمثلها بالمقام الأول، وتصفية الحسابات، ومطامع الذات، وحظوظ النفس في درجاتها الأخرى، يتحركون في كيفيات واتجاهات متعددة لهدف متحد .. " الحرب ضد الثوابت " .

فترونهم ينشطون في التأليب على الصالحين، وتحميل كلامهم ما لايحتمل، بتجرد تام من كل معاني الإنصاف، متناسين ضوابط الشرع في الاختلاف، والمنطق السليم في الحوار؛ لكونهم يختلفون معهم، وبخاصة إذا تولى زمام هذه المهمة البائسة - أدعياء السلفية - الخبراء بالتربص، والتأليب، وحبك المؤامرات، ودس السم في العسل باسم الدين والنصح للمسلمين!!
وترونهم في بعض المنبابر إلإعلامية التي يتسابق أصحابها على النعيق، أو الخربشة بالتجني على الثوابت والتحريض عليها، ولم يسلم في ذلك منهم حتى خير القرون! ناهيكم عن بث الأمنيات في إيقاف شعيرة الحسبة، والافتراء على المحتسبين، واتهام حلقات الذكر التي لم يمروا حتى من أبوابها!، ومايرونه تحريضاً في أفعال الغيورين، يرونه حقاً مشروعاً في أفعالهم المخالفة للدين والنظام !
كما ترون الأبواق الليبرالية سباقة لأي اجتزاء من الدين وتفصيله وفق الأهواء، أو بالتحجيم، والوصم بالتخلف، والجرأة على النص بالتحريف، والتأويل، بل والنبذ، وهي رهن إشارة كل طلب يدعوا لذلك !
وترونهم كألغام مزروعة في وسائل التواصل الاجتماعي لهدف تخوين كل ناصح، ونبذ كل نصيحة قيلت في سياق الخير، والخير فقط نصحاً ومناصحة للبلاد والعباد، ملغين من أرشيفهم قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: ( الدين النصيحة ).
حتى وصلوا أخيراً لمرحلة متقدمة من التضحية الذاتية، والفدائية المستميتة في بيع الدين، والتلبس بالإلحاد، أو التنصر تأييداً للحريات (الانفلات الديني والقيمي " بمعنى أصح! خدمة لمن؟ ..

هؤلاء ينخرون في مجتمعنا المحافظ نخر السوس في أصول الشجر، في حرب معلنة نحتاج معها جهوداً مضادة ومكثفة ومنظمة بشكل صريح تحت عنوان " ثوابتنا خط أحمر "، بتعاون بين وسائل الإعلام النزيهة والضمير الحي في غالب الجماهير، وهي حملة لن تعجز أكثرية المجتمع التي تصدت ولازالت لكل تلك المزاعم والمفتريات، مقارنة بطابور التخلف، وجاليات الفتن التي يؤازر بعضها بعضاً، ليزدادوا يقيناً بضآلة حجمهم، وقلة تأثيرهم، وأنهم مكشوفون للجميع، فلا هم للإصلاح سعوا، ولا للحوار تقبلوا، ولا لأدنى معايير الخلاف احترموا .. (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ).
_ _

* لابد للصادق في طريقه من جاهل يؤذيه لكنه يزداد ثباتاً وحلماً .
* ويل للظالم من دعوة يلهمها المظلوم في جوف الليل.

المصدر: صحيفة تواصل.


 

مرفت عبدالجبار
  • فكر وقضايا معاصرة
  • جهاد وهموم أمة
  • دعويات
  • أسرة ومجتمع
  • موقف وقصة
  • عامة
  • لقاءات
  • مع الحسبة
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط