اطبع هذه الصفحة


بين القيمة والفكرة!

مرفت عبدالجبار
@Mjabbar11


تمثل القيم الأعمدة الراسخة، والمرجع الأصيل للأخلاقيات والسلوكيات الاجتماعية، والإنسانية، والفكرية، وكافة التعاملات على المستويين الفردي أو الجماعي. وهي التي تمنح المجتمع القوة والهوية والسمة الثقافية التي تميزه عن غيره من المجتمعات.

وإذا ما تحدثنا عن ماهية الفكرة فإننا نستطيع أن نصنفها بأنها إحدى بنيات القيم المنبثقة من الاقتناع الكامل بجوهر القيمة، وما تمثله في حياة الإنسان.


يتعامل البعض مع الفكرة تعامله مع القيمة الراسخة؛ بفرضية عدم قبولها للتغيير أو التطوير!

وهذا تحجير يضيق ذرعا بالفكرة ذاتها، ويحجم فسيحا، فالفكرة أكثر مرونة من القيمة التي بنيت على أساس مرجعي مستمد من مصادر وأخلاقيات وثوابت أصيلة.

لابأس أن تنطلق الفكرة من مصدر يمدها بالنور والإشعاع كالقيمة، ولنقل كـ (القيمة الاجتماعية) مثلا، لكن لا نجعلها حجر عثرة أمام قابلية الفكرة للأخذ والرد، والتغيير أو الابتكار، بما لا يتعارض -إن لم يوافق- القيمة التي تنبثق منها الفكرة.

وكمثال يسير: لو اعتبرنا أن الاجتماع الأسري الدوري قيمة مستمدة من أصل راسخ يسبقها، وهو (صلة الرحم وبر الوالدين) فما الإشكالية في أن تأتي الفكرة بصورة حديثة لآلية هذا الاجتماع، بما يتماشى مع ظرف الفرد -المغترب مثلا- وذلك عبر تحقيق هدف وجوده الدائم في هذا الاجتماع، ومن على طاولة طعامه مع الأسرة التي يشاهدها وتشاهده من خلال أجهزته الالكترونية، ويهديها ويقبل منها وسائل إهداء بديلة تعزز قيمة التهادي الاجتماعي المرتبطة ارتباطا وثيقا بقيمة هذا الاجتماع عبر الوسائل الحديثة!

نجد هنا أن الفكرة لم تتصادم مع القيمة، بل هي تسبح معها في كل اتجاه؛ تحقيقا لمصلحة القيمة، وبأفكار خارجة عن المألوف، غير خاضعة للاستغراب غير المرحب به!

الحياة أصبحت أكثر سهولة من ذلك التحجير الذي يمارس على الأفكار، ويحد من إبداعها وتطورها، وتماشيها مع نمط حياتنا المعاصر السهل بحجة معارضتها للقيمة!

 

مرفت عبدالجبار
  • فكر وقضايا معاصرة
  • جهاد وهموم أمة
  • دعويات
  • أسرة ومجتمع
  • موقف وقصة
  • عامة
  • لقاءات
  • مع الحسبة
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط