اطبع هذه الصفحة


شعائر حج إيمانية أم شعائر حج سياسية ؟!

مرفت عبدالجبار


في دعاوى غريبة وأصوات نشاز لإقامة ثورات ومظاهرات عقدية بطريقة مسيسة، وفي أطهر بقاع الله وأشرف زمان "الحج"، كان للعلماء كلمة لرفض واستنكار هذه الدعاوى ودحض الدوافع التي يرى أصحابها صحتها واعتقادها.
فقد بين الدكتور محمد بن سليمان البراك، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى السبب الذي يدعو لهذه الثورات قائلاً: يزعم المطالبون بتسيير هذه المظاهرات أن البراءة من المشركين تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم، حين أرسل علي بن أبي طالب بسورة براءة ليبلغها للناس قبل العام الذي حج فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهو استدلال في غير محله لأن النبي صلى الله عليه وسلم حين أرسل علياً ليقرأها على الناس ويبين لهم حكم الله تعالى في أمر المشركين بأن لايقربوا المسجد الحرام بعد هذا العام كما جاء في قول الله تعالى :{ إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا}, حيث كان المشركون يحجون البيت، فبينت الآية حكم الله تعالى بأنه لن يؤذن للمشركين بحج البيت بعد هذا العام.
كما حصل في السنة التي حج فيها النبي صلى الله عليه وسلم، حيث لم يحج فيها مشرك.
فإدعاء أهل الفتن أن هذه المظاهرات صحيحة إدعاء باطل وفهم خاطئ للشرع، وبين الدكتور محمد البراك أنه من عادة القوم: الفهم الخاطئ لنصوص الكتاب والسنة، وهم أولى من ينبغي منعه من قرب المسجد الحرام لأن عقائدهم تنطوي على جملة من الشركيات كدعاء الأموات من دون الله والاستغاثة والتوسل بهم، التي لو أظهروها لكان لزاما على ولي أمر المسلمين منعهم من دخول الأماكن المقدسة.
وبين أن ثمة سبب آخر لقيامهم بهذه الأفعال: وهو محاولة تشويه عقيدة أهل السنة والجماعة وإظهارهم بموالاة أعداء الدين لأنهم يمنعون البراءة من المشركين.
كما أوضح أن الحج ليس مكاناً لمثل هذه المظاهرات، ولم يعرف في تاريخ الإسلام أن موسم الحج كان مكاناً لتسيير المظاهرات إلا من قبل هذه الفئة التي لا يستبعد أن يكون من جملة أهدافهم إفساد هذه الشعيرة المباركة وإشغال المسلمين عن أداء شعائرهم.
كما أن المظاهرات التي يزعمون أنها من شعائر الحج لا يوجد مستند شرعي يدل على مشروعيتها فلم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم بالناس حين حج بالناس حجة الوداع التي أمر فيها المسلمين بالاقتداء به فقال: خذوا عني مناسككم.
ولم يفعلها الخلفاء الراشدون من بعده ولا أحد من حكام المسلمين لمدة تزيد على ألف وأربعمائة عام أنهم فعلوها.
فهل تغيرت أحكام الدين.
وقال: لو نظرنا للأماكن التي يؤدي فيها المسلمون شعائر الحج لوجدناها تزدحم بالحجاج ولا تتسع لهذه المظاهرات، سيما والأعداد كبيرة فكيف يكون الحال لو سمح لهم بهذه المظاهرات؟
كما أبدى تأييده لموقف الحكومة السعودية بقوله: ولقد أحسنت الدولة السعودية التي شرفها الله بحماية الحرمين صنعا بتعاملها الحازم مع هؤلاء الغوغاء وعدم تمكينهم من إشاعة الفوضى في الأماكن المقدسة.
والله نسأل أن يسدد المسئولين في هذه البلاد وأن يوفقهم لما فيه خير الإسلام والمسلمين.
كما استنكر الشيخ والباحث الإسلامي فايز بن عبد الله العريني هذه الدعوات المطالبة لإقامة ثورات ومظاهرات عقدية بطريقة مسيسة في أطهر بقاع الله تعالى وفي أشرف زمان قائلاً: أن ما يحدث من تسييس أو شعارات لا علاقة لها بالحج لا تجوز بل وهي كبيرة من كبائر الذنوب إذ أن الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، وهو شعيرة عظيمة من شعائر الله تعالى، وهوالمقام الذي يستوي فيه الفقير والغني، والذي يتبين من خلاله مقياس التقوى كما بين النبي صلى الله عليه وسلم في سنته، ولأجله ي المسلمون أشرف البقاع سائلين الله تعالى أن يتقبل منهم العمل،لذلك يحق لولي الأمر منع مثل هذه المظاهرات والتعامل مع أي موقف يثير الفتنة ويضر بجموع المسلمين،فضلا على أنها لم تثبت شرعاً، ذلك لأن دفع المفسدة مقدم على جلب المصلحة، وإني لأعجب كيف أن هذه العادات تخالف الشريعة الإسلامية وتصدر من أي دولة تدعي الإسلام!.
وأضاف مبيناً: لقد نهى الله تعالى عن الإفساد في بيته الحرام قائلاً سبحانه{ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب السعير}.
فكل من أراد السوء بهذا البيت أوالمسلمين موعود بالعذاب، ومعلوم عند أهل السنة: أن أي آية أو حديث فيه وعيد هو كبيرة من كبائر الذنوب، فالحج عبارة عن اجتماع سنوي يسمى بالموسم، وكان الناس قديماً يجتمعون لسماع حديث الأئمة، وهو أشبه اليوم بالمؤتمرات التي يجتمع فيها الناس لنيل خير الآخرة بالقيام بالحج، وخيرالدنيا بالقيام بالمصالح الشخصية كالبيع والشراء، ومن يقوم بتخويف المسلمين جاهل بمقاصد العبادات ولايفهمها.
وأضاف: والدولة عندما تصدر أي قرار ترى أنه يضر بالبيت الحرام أوالمسلمين تصدره ليس لأنه ملك لها، بل لأن الله تعالى شرفها بخدمة هذا البيت ولا أدل على ذلك من الألقاب التي تسمى بها ملوك هذه البلاد المباركة الملك فهد بن عبد العزيز يرحمه الله وتلاه أخوه الملك عبد الله آل سعود، فهذه الأمة أمة واحدة، وهذه القرارات التي تصدر ممن يبتغون الفتنة مقصودة ومضرة للأمة جميعاً.
وإني أشكر كل العلماء الذين بينوا موقفهم من هذه الأفعال كمنظمة المؤتمر الإسلامي، وينبغي نصح مثيري الفتن ومحدثو الفساد في هذه الأجواء المباركة التي أجواء تفرح المسلمين وتحقق وحدتهم.


المادة منشورة بملحق الرسالة في جريدة المدينة كمادة مشتركة بتاريخ : الجمعة 20 نوفمبر 2009

 

مرفت عبدالجبار
  • فكر وقضايا معاصرة
  • جهاد وهموم أمة
  • دعويات
  • أسرة ومجتمع
  • موقف وقصة
  • عامة
  • لقاءات
  • مع الحسبة
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط