اطبع هذه الصفحة


وماذا بعد يا دكتورة سُهيلة؟!

مرفت عبدالجبار


لقد أثار استغرابي العديد من ردات الفعل الداخليَّة والخارجيَّة بعد إعلان قرار دخول المرأة لمجلس الشورى! وتحديدًا تلك التعليقات التي تُصَوِّر المرأة السعودية وكأنها تعيش خارج التاريخ! والتي تلغي معها كُلَّ جهد وتفان وتاريخ مشرق لمساهمة المرأة في المجتمع على كافَّة المستويات، بمباركة بعض وسائل إعلامنا!

ومع غرابة هذه النَّظْرة الخارجيَّة القاصرة، والداخلية المبالغ فيها، تزداد الغرابة: لما يترك البعض المشكلات الجوهريَّة والحقيقية الموجودة، والتي لا يخلو منها مجتمع، والتي ينبغي أن تعدَّ للطرح وأن تأخذ حقَّها مِن الجديَّة والبحث والمناقشة ليهتم بمظاهر شكليَّة بحتة ليس لها علاقة من قريب أو من بعيد بالمشكلات والحقوق التي لم يتركوا وسيلة إعلامية إلا وطرحوها كثائرين بلا قضية، تماماً كالتي تطالب بها الدكتورة سهيلة زين العابدين!

في خبر منشور : "سُهيلة زين العابدين تُطالب بمنع أيِّ حواجز بين النساء والرجال في "الشورى"! مستشهدة بكمٍّ من الأدلة والحوادث التاريخيَّة، وكلام تصوري لا يمت إلى الواقعقائلة: "إن وضع السواتر أو الحواجز يعيق عمل المرأة، ويحُدُّ من مشاركتها في المجلس، ويجعلها مهمَّشة، إضافة إلى أن ذلك يؤثر عليها نفسيا"، وتقول: "الدين الإسلامي أعطى وكفل للمرأة حقوقها، فلو تم وضع سواتر وحواجز في مجلس الشورى فسيصبح هناك تناقضٌ"!

والرد على كلامها بسيط ولايحتاج لمزيد أخذ ورد، وخالي من عسر التحليل النظري الذي تفضلت به الدكتورة الكريمة، وهو باختصار: قول الباري - جلَّ شأنه: {قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ} [البقرة: 140]، وقوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ} [الأحزاب: 53].
يتبعه الدليل الواقعي بوصول المرأة السعودية لأعلى المراتب الأكادمية والعلمية والوظيفية، بذات الطريقة وبلا عقد نفسيَّة، لا يراها سوى الدكتورة سُهيلة!

ولا أدري حقيقةً هل انتهت (كلُّ) مشكلات المرأة في المجتمع؛ بحيث لم يعد هناك متسع للحديث عنها سِوى هذا الكلام الذي يُناقض بعضه بعضًا؟ وما الفائدة المرجوة من طرحه وخلق مشكلة مِن لا مشكلة؟! وهل يشكل بالفعل وبناءاً على الواقع كل تلك الهالة الضبابية الجاثمة على صدر التقدم والإدلاء بالرأي للمرأة؟!

* في حتمية هذه المرحلة: تحتاج المرأة لصوت نسائي حريص على مصلحتها العامة والخاصة، يوصل مشكلاتها "الحقيقية" قبل الثانوية، ولا يخلط بين المُسلَّمات والمتغَيِّرات، ودون أن يشغله حجز المنصب عن صدق المنطق!


 

مرفت عبدالجبار
  • فكر وقضايا معاصرة
  • جهاد وهموم أمة
  • دعويات
  • أسرة ومجتمع
  • موقف وقصة
  • عامة
  • لقاءات
  • مع الحسبة
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط