اطبع هذه الصفحة


متخلفو القرن وأزمة الثقة في المرأة..!!

مرفت عبدالجبار

 
على الرغم من الثقافة الإسلامية الراقية التي ضربت أروع الأمثلة في فن التعامل مع المرأة، وعلى الرغم من وصية الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بالمرأة خيراً في كل مجال وميدان، وعلى الرغم من التقدم العلمي والتطور الحضاري الذي تشهده أمتنا والأمم كافة، إلا أن (البعض) لا يزال مستمسكاً بثقافة (كن جاهلياً)، وكن (رجعياً)، في أفكاره وتصوراته الضحلة ضد المرأة!!
والأدهى والأمرّ أن يأتي هذا السلوك المشين باسم (العلم) تارة، وباسم (المنطق) تارة أخرى، فالنساء في قاموسهم كما قال الشاعر:

إن النساء شياطين خلقن لنا** ونعوذ بالله من شر الشياطين

فمرة يرونها: خلقت من ضلع أعوج، ومرة أخرى ناقصة عقل ودين، بجهل واضح بمعاني الألفاظ التي أطلقها النبي صلى الله عليه وسلم على المرأة في الوصفين السابقين، فكلها تنصب في باب الرحمة والتعامل الراقي والإنساني مع المرأة.
إلا أن بعض من تعطلت عقولهم استعصى عليهم الفهم الصحيح لهذه المعاني، فقاسوها بفهمهم المتحجر المنطبق تماماً على قسوة فطرتهم، (إلا من رحم الله).
_ ذكرت لي أخت كريمة أنها احتاجت لمعونة شخصية تتعلق بأوراق عمل، ورغبت في من يوصلها للقسم الرجالي، فاستعانت بأخ كريم كونه رجلا وأسرع في التعامل مع بني جنسه، فما كان من المسؤول هناك إلا أن أجابه: ائتني بأي شخص من طرفك عدا أن يكن
" نساء "!!
سبحان الله!! هذا التصرف على سبيل المثال، والأمثلة كثيرة، ألا يدل دلالة واضحة على مدى الثقافة الضحلة التي يتمتع بها بعض الذكور تجاه الأنثى، كونها (أنثى فقط)، هذه الأنثى يا أخي: أليست أمك وأختك وقريبتك؟؟ أم أنها مخلوق آتٍ من كوكبٍ آخر!!؟
أين هذا وذاك من التاريخ الإسلامي العظيم الذي سطر أروع الأمثلة في التعامل مع المرأة؟!!، فتلك أم عمارة الشجاعة الباسلة وما وجدته من تكريم لها من قبل الرجل، وتلك عائشة أمنا الراوية والفقيهة، وتلك أسماء وخنساء ووو... رضي الله تعالى عنهن.
فيا أيها الرجل (الرجعي) في (القرن العشرين)، قف على سيرة نبيك في تعامله مع النساء قاطبة، ولا تجن على الإسلام باسم الإسلام بما ليس فيه تارة، أو باسم العرف والعادات تارة أخرى، أو تحت أي اسم ينسب إليه زوراً وبهتاناً، وما هو في الحقيقة إلا تخلف سلوكي تحمله وحدك، وتذكر قول الشاعر شئت هذا أم أبيت.

وقفــة:
كما أن هناك رجالاً متخلفين سطروا أسوأ الأمثلة بتصرفاتهم الفردية المحسوبة على بني جنسهم مع الأسف، هناك آخرون سطروا أروع الأمثلة في التعامل الراقي مع أختهم المرأة ويستحقون منا الشكر والإشادة.
 

مرفت عبدالجبار
  • فكر وقضايا معاصرة
  • جهاد وهموم أمة
  • دعويات
  • أسرة ومجتمع
  • موقف وقصة
  • عامة
  • لقاءات
  • مع الحسبة
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط