اطبع هذه الصفحة


الوجه الحقيقي للمبتعثات في الخارج؟!!

مرفت عبدالجبار


إن الصورة الحقيقية والراقية التي تعكسها كثير من المبتعثات في الخارج تفوق كل معاني الروعة التي يمكن أن يوصفن بها.

المبتعثة بهذا السلوك الراقي لم تأتِ بجديد مخترع أو فعل مصطنع، بل هي ثوابت دينها وقيم مجتمعها تنعكس عليها تلقائياً في كل مكان، كما أنها شخصية سليمة الفكر الذي لا يموج مع رياح الأفكار والتيارات الدخيلة والواهنة، بل راسخ رسوخ الرواسي الشامخات والجذور الثابتات، ومن ذلك: الوعي التام بدسائس المفسدين التي تمثل إحدى صورها ما أخبرتني به محدثتي ورفيقاتها، وذلك عندما استشففن من بين سطور ظاهرها حسن وباطنها قبيح، وجزء منه \"حق أريد به باطل\"؛ حيث جاء على لسان معلمتهن و\"الداعية النصرانية\" ما مختصره: انبهارها بمثابرة المبتعثة السعودية وجديتها التي تفوق جدية نظيرها الشاب السعودي دراسياً، عطفاً على الملاحظة العامة كما تقول، وكيف أن فتيات مثلهن بكل هذه المواصفات لا يحصلن على حقوق كثيرة، وعدّدتها، مضيفة بأن كل هذا مما يدل على عدم التقدير الحقيقي على المستويات الدينية والثقافية والعلمية والحقوقية كافة.. إلخ ما يسمى بـ\"الهياط\".

هذه الحيل لو نُسجت على صاحبات الهوى وبنيان على شفا جرف هار لعلقن في شركها، ولاتخذنها ملاذاً آمناً، وهو واهن، ولألقين الكلم منه على عواهنه، ولكان التأييد في نفوسهن الجزئي أو الكلي التام والزاحف رويداً رويداً نحو هويتهن حتى ينسلخن منها، ونسمع حينها عن فتاة في أردى أنواع الاستجابة تنصّرت، وأخرى في أسوأ أنواعها تعلمنت فهي \"داعية تغريبية بامتياز في مجتمعها\".

لكنه أُلقي على صاحبات نظرة بعيدة وفطرة سليمة تعين على استشفاف ما بين السطور لينتقين لها أجود ما يلجم الغرض الخفي في نفسها بكل ثقة واعتزاز بما هن عليه من دين وصيانة وثقافة.

هذه مجرد صورة واحدة من العديد من الصور المشرفة التي رسمها بنات الحرمين والمسلمات الواعيات عامة، من إحساس بالمسؤولية، والاعتزاز بالهوية والتمسك بالثوابت، ومثاله: الحجاب هنا هو الحجاب هناك، لا الذي يتبرأ منه مع أول صعود للطائرة!! فاحترام المرأة لدينها وبيئتها يفرض على الآخرين احترامها والإعجاب بصنيعها وأحياناً الغيرة منها! كالمعلمة الحسناء المتجملة بمناسبة ودون مناسبة عندما غارت من المحجبات لأن خطيبها أعجب بطريقة لباسهن واحتشامهن!

إن صورة المبتعثة المسلمة مكتملة شروط الابتعاث الشرعية قبل النظامية ساهمت في تغيير النظرة السوداوية التي فهمها الغرب عن الإسلام كله، وعن المسلمة خاصة، وفي أمور كثيرة، وذلك بفضل الله تعالى ثم بحُسن التطبيق الفعلي للإسلام والتقاليد الحميدة. ومثالها أيضاً: تلك المعاملة الراقية التي لفتت نظر الأساتذة والأستاذات وزملاء الصف في أحد المعاهد بين زوجين مسلمين، وحرص الزوج على استغلال أوقات الفراغ لتزويدها بما يملك من خبرة كافية في اللغة؛ ما يلغي ولو بشكل يسير صورة الرجل المسلم السلطوية الصحراوية المتخلفة التي كوَّنتها شعوبهم عن المسلمين.

وأخيراً..


• مجتمع يحسن التربية في أشكالها ومراحلها كافة في نفوس بناته يخرج صوراً مشرقة لخير سفيرات لأمتهن وبلدانهن.

• ذا كانت هناك صور سلبية عن بعض المبتعثات تُكتب هنا وتقَصّ هناك فالمسؤول الأول عنها هو ضَعْف الرقابة الذاتية التي أهملتها صاحبتها.


نشر في صحيفة سبق 6/12/1433

 

مرفت عبدالجبار
  • فكر وقضايا معاصرة
  • جهاد وهموم أمة
  • دعويات
  • أسرة ومجتمع
  • موقف وقصة
  • عامة
  • لقاءات
  • مع الحسبة
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط