اطبع هذه الصفحة


أي رجل نحتاج..؟!!

نبيلة الوليدي


كانت العبارات تنساب كأعذب لحن من لسان ذلك الداعية الموفق , استرسل قائلا وهو يسهب في أساليب إدخال السرور على من حولنا : إذا أردت أن تدخل السرور إلى قلب جدتك العجوز ببساطة اجلس بين يديها .تاملها ..وقل لها بكل عفوية : لابد أنك كنت جميلة في صغرك ياجدة.
ثم انظر إلى وجههاوقد استنار سرورا بمقالتك واستمع لها وهي تحدثك عن جمالها الفتان وعن غيرة صويحباتها منها وهي من لا ينقطع الخطاب عن بابها.
وهكذا انطلق جزاه الله خيرا يسرد لنا طرائق بسيطة نجلب بها السرور إلى قلوب من حولنا.
لكم أكبرته سأسميه داعية السرور بل أحد دعاة الفرح .
أليس من حق المسلم على أخيه المسلم أن يمسح عنه ولو قليلا من كدر العيش .ألم يقل (صلى الله عليه وسلم) من أعظم الأعمال أجورا عند الله سروراتدخله إلى قلب أخيك المسلم؟
ووالله ليس هناك من هو أفقر إلى ذلك من المرأة.
لكن المأساة أن الرجل الذي تعرفه جل النساء أبا..أخا..زوجا..بعيد كل البعد عن هذاالهدي النبوي.
فترى أحدهم إذا وطئت قدمه البيت تحول إلى محور كآبة !!
لماذا أيها الغالي؟؟!ايها الأب الحاني العطوف يامن ملىء قلبي حبك.
شموخك يأسرني..بهاؤك يدهشني..حبات العرق اللؤلؤية المتناثرة على جبينك وأنت عائد من العمل تفجرالرقة في قلبي لك..أراك كبيرا عظيما ..عيناك اللتان تفيضان حنانا كلما نظرت إلي تنادياني لأرتمي بين أحضانك ..أنغمر أمنا وسكينة . في قلبي عطش لايرويه إلا عطفك.قربك...
إلا أنك تتباعد فتجافي..لماذا أبتي؟ّ!
مهما كبرت أتمنى أن أبقى طفلة في عينيك .
حتى متى تظن أني لا أحتاجك؟؟
ألم يأتك أخبار كثر عن خطوات الرسول الأب الحنون (صلى الله عليه وسلم) يطوف على بناته يتفقدهن, وجلوسه في فراش فاطمة وتوسطه بينها وبين زوجها وكذا سعيه لإصلاح ذات بينها وبين زوجها وتعليمه إياها ومناصحته لها بكل لطف ولين ومسارتها وهو في سياق الموت بما يرفع عنها كآبة ذلك الموقف وكثير كثير من مثل هذا لا يحصى..
هذا هو الأب الذي أحتاج أبت فاقتد...
أخي وشقيق روحي: قالوا إن الأبناء هم أكبادنا تمشي على الأرض لكني أقسم أنك أنت كبدي تمشي على الأرض..قطعتني فقمت الليل أدعو :اللهم صله بخير ماوصلت به الواصلين ,لأني لا أتصور أن أمتلىء لك عطفا وحنواولا تبادلني شيئا من ذلك...
واخترعت لك أسفارا من الاعذار ..
إذا طرقت بابي في يوم عيد شعرت بك ..أنبأتني نبضات قلبي أنك أنت قبل أن تكتحل عيناي برؤياك ..أصبح عيدي أنت وأصبحت أنت العيد.
أخي وشقيق روحي : إذا تقاذفتني الهواجس وتناوشتني الأحداث أحتاجك .أحتاج عقلك الراجح وقلبك الدافئ الرؤوف ..حتى متى أستجدي اهتمامك؟
لا تلته عن أخياتك ..جاء الخبر عن جابر بن عبدالله (رضي الله عنه) وقد قال له النبي (صلى الله عليه وسلم)حين تزوج ثيبا: هلا بكر تلا عبها وتلاعبك..ترى ماكان رده (رضي الله عنه)؟؟
لقد قال قولا أبكاني وهيج شجون نفسي.قال: يارسول الله .إن أبي قتل يوم أحد وترك تسع بنات فكرهت أن أجمع إليهن جارية خرقاء لا تحسن شيئا ولكن امرأة تمشطهن وتقوم عليهن. فقال له النبي(صلى الله عليه وسلم) : أصبت..ألله اكبر حمل هم أخياته حتى نسي نفسه وترك هواها..
هذا هو الأخ الذي أحتاج فكنه.
وأنت أيها الزوج الغالي , يامن جعلك النبي (صلى الله عليه وسلم ) جنتي وناري..أنت يامن خلقت من ضلعه فجبلت على فقري إليه ..هلا جلست يوما تفكر كيف تدخل السرور إلى قلبي؟
دوما تردد أن المرأة مخلوق غريب من الصعب فهمه ..لكن هل حاولت يوما فهمي؟ حتى متى أنا آخر من يشغل تفكيرك؟
أما سمعت خبر الحبيب المصطفى (صلى الله علي وسلم) وحواره مع زوجه!
قال : "إني لأعلم ياعائشة متى تكونين عليّ غاضبة ومتى تكونين عني راضية". قالت: ووكيف ذاك يارسول الله ؟ قال: "إن كنت غاضبة قلت لا ورب إبراهيم وإن كنت راضية قلت لا ورب محمد"..دقة وتفحص لحال الزوجة..فكم بلغ ياترى فرح عائشة بذلك!!
أين أنت من هذا التحسس والتنبه لمواطن رضى وغضب رفيقة العمر,وأين أنت من فرحها؟!!
أيها الأب ..الأخ..الزوج: لاتتجاف .فكل دفء الكون لا يغني عن دفئك ..إملىء حياة من حولك سرورا ليمتلىء ميزان أعمالك أجورا....وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.


 

نبيلة الوليدي
  • مقالات دعوية
  • بحوث علمية
  • هندسة الحياة
  • سلسلة في العلاقة الزوجية
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط