اطبع هذه الصفحة


احتياجات أولية ..

نبيلة الوليدي


بسم الله الرحمن الرحيم


التقدير والإعجاب ..لونان من الحب يمثلان الاحتياج الأول للرجل ..كل زوجة تريد امتلاك قلب زوجها للأبد , حري بها إدامة إظهار إعجابها به ومنحه على الدوام جرعات مناسبة من التقدير..
كثير من الرجال لا يدركون كنه احتياجاتهم ..ولا أولوياتها !
وبصوت من فطرته , وتشويش من أفكار سائدة مغلوطة , تراه عند اختياره لشريكة الحياة يبتعد عن المرأة الواعية ويفضل الاقتران بالمرأة الأقرب للجهل !
ظانا أن الثانية كونها أقل منه ستمنحه الإعجاب وتغدق عليه بالتقدير ..
غير أن الواقع يؤكد أنها قلما تفعل !!
ذلك لأنها ببساطتها لا تدرك أصلا قيمة ما لديه من مميزات فكيف تبدي الإعجاب والتقدير بما هو غائب عن إدراكها !!
وتكون ردة فعله الطبيعية المزيد من العطاء لها ..تراه يضاعف الجهد في سبيل إرضائها ..يريد سماع كلمة شكر..يرجو سماع عبارة ثناء..يتمنى رؤية نظرة إعجاب .. لكن هيهات هذا لا يحدث إلا نزرا وقلما يحدث كما يجب . إنها لا تمنحه سوى الشيء اليسير من ذلك ..ويدوي صمتها بشعار دائم : هل من مزيد .. ويبقى هو يدور في دوامة محاولة إرضائها لتمنحه إعجابا وتقديرا !!
المرشدون الأسريون يراقبون هذه العلاقات المعتلة بتعجب !
الإسلام جعل وجود التكافؤ شرطا , ويعطي في حالات عدة الولي الحق في فسخ العقد عند غيابه . في القديم كانت قضية التكافؤ لا تتعدى النسب والمهنة وأحيانا المال ..
أما في زماننا ومع تعقد العلاقات بين الناس والتنوع في الاهتمامات وتفاوت الثقافات وتعدد درجاتها , فقد أضحت قضية التكافؤ أوسع , وأعظم أثرا في إحداث الانسجام بين الزوجين .
وصار الاحتياج للتوافق بينهما في الجانب الروحي والعقلي والثقافي وفي جانب الاهتمامات ملحا وعاملا أوليا لاستقامة العلاقة وثرائها .
نحاول جاهدين تنبيه الجميع لضرورة الاختيار الصحيح . معرفة الاحتياجات الأولية .رفع الوعي بالذات . منح الثقة للذات .الاستمتاع بصحبة الأذكى .
التخلص من عقدة " أنا أفضل لأني ذكر "
نسعى في مجتمع منغلق على أفكار قديمة على بث الوعي كناحت في الصخر!
كل إنسان من حقه الحصول على ألوان الحب من شريكه , ويجب على الشريك
الاجتهاد في سد هذه الاحتياجات .
كثير ممن أخطأ اختيار شريكة حياته في البدء تراه متورطا على الدوام في علاقات عابرة أضاعت هيبته في محيط أسرته وذهبت بمروءته أمام الفتيات العديدات اللاتي أوهمهن بحب كاذب ثم تركهن ورحل مخلفا جرحا عميقا في نفوسهن..مغامرات وهفوات عديدة ساهمت في وئد الفضيلة في المجتمع , كما أنها تخدش سمعة الرجل وتبدد إيمانه !!
وهو يفعل كل ذلك لسد احتياج أولي غير مدرك وغير مشبع !!


 

نبيلة الوليدي
  • مقالات دعوية
  • بحوث علمية
  • هندسة الحياة
  • سلسلة في العلاقة الزوجية
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط