اطبع هذه الصفحة


كم نصيبك من السُنَّة؟

أم عبد الرحمن بنت مصطفى بخيت
@AmatulRahmaan


جلست جمانة تنصت بإهتمام لحوار رفيقاتها.

فقد كان الحوار غاية في المتعة والجمال .

تحدثت فيه إحداهن بكلام يدغدغ الأرواح ،
كيف لا وقد كان الحديث عن حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم.

وكانت تجيب على أسئلتهن بطريقة جعلتهن يشعرن بالشوق الشديد لصحبة النبي صلى الله عليه وسلم .

فقد أشعلت حبه بداخلهن وربطت هذه المشاعر بواقعهن الحالي بشكل عجيب، حتى أنهن عزمن النية على الاجتهاد بتعليم أطفالهن الاقتداء به في جميع شئون حياتهن.

عادت جمانة لبيتها وهي تفكر بحماس
ما هي السنن التي يمكن لأطفالي مشاركتي فيها ؟

ثم قالت ربما الأفضل أن يبدأن بما التزمت به فعلا ثم نتدرج معا للبقية.

بدأت جمانة تفكر بالسنن التي تطبقها بالفعل.

بدأت تبحث وتبحث
ولم تجد شيئا
ظلت تعصر عقلها محاولة أن تتذكر متى كانت آخر مرة طبقت فيها أي من السنن التي كانت تحافظ عليها،
ولم تجد

أصاب جمانة حالة من الذهول وهي تردد: ما هذا ؟
أين السنن التي كنت أطبقها؟
مستحيل
لا يمكن أن تكون هذه أنا
معقولة أني لم أعد أطبق أي منها

لا أصدق ما أنا فيه
منذ متى وأنا في هذه الغفلة؟
منذ متى وأنا في هذا الحرمان ولم أشعر به؟

كانت فاجعة جمانة كبيرة للغاية
ولم تدري ماذا تفعل؟

كانت تفكر، كيف تطلب من أبنائها الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي لم تعد تطبق أي من سننه، والمصيبة الأكبر أنها لم تنتبه لذلك إلا الآن .

وظلت تردد:
اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها.
اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها.
اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها.

شعرت جمانة بالابتلاء الشديد الذي تعيش فيه.

فبدأت تستغفر ربها
تستغفر لكل ذنب اقترفته علمت به أم لم تعلم.
تستغفر لتقصيرها وتفريطها في الاقتداء بحبيبها المصطفى .
تستغفر لغفلتها وإنشغالها بالدنيا التي أوصلتها لتلك الحالة .

وتستغفر لأنه كان من هديه صلى الله عليه وسلم الإستغفار على أي تقصير يقوم به، رغم أنه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر،
فقد قال صلى الله عليه وسلم: (واللَّهِ إنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إلَيْهِ في اليَومِ أكْثَرَ مِن سَبْعِينَ مَرَّةً) [رواه البخاري]

••••••••••••••••••

ومن هنا كانت بداية جمانة وقد عزمت النية على عدم التفريط في السنن قدر المستطاع والاجتهاد بتعليم أبناءها.

لكن ما زال هناك الكثيرات مثل جمانة، ومنهن طالبات للعلم، أشغلهن طلب العلم عن التطبيق.

فكيف سيكون حالهن إذا جلسن مع أنفسهن في مواجهة صريحة؟
كم من السنن سيجدن في حياتهن؟
واحدة ... إثنين ... ثلاثة ... أم لا شيء.

نسأله سبحانه أن لا يفجع قلوبنا ولا قلوبكم بمثل هذا الإبتلاء،
وأن يرزقنا بصحبة حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم في جنة الفردوس الأعلى.


رفيقتك
سوزان بنت مصطفى بخيت
أكتوبر ٢٠١٩


رابط القناة
http://t.me/SuzanneBekhit

 

أم عبدالرحمن
  • مـقـالات
  • استشارات
  • همسات رمضانية
  • رفقًا بعقيدتي
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط