اطبع هذه الصفحة


رسالة عاجلة لمجلس التعليم العالي الحالي..

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
آمل أن يتمكن المجلس اليوم من إضافة بند في جدول أعماله لمراجعة التوصيات التي رفعها للمقام السامي خلال فترة اجتماعه السادس والثلاثين القاضي بإنزال الغرامة على أبناء لنا يستحقون التكريم

لأني أعلم يقينا من هو معالي الدكتور خالد بن محمد العنقري، عقدت العزم للحديث عن موضوع قد يقال إنه قتل بحثا.
ولأكون واضحة في إدراكي لأبعاد هذا اليقين سأشير للحس الإنساني في معاليه، فمع ما عرف عنه من الحرص على تنفيذ القوانين والأنظمة، إلا أن خلف هذا القناع المقنن غيرة وطنية تعدت بنود تلك الأنظمة التي قد تتسم بالجفاء حينا والظلم حينا آخر، هذه الغيرة تتمثل في احترامه للعاملين في وزارة التعليم العالي، وسعيه لتمكنهم مما هو من شأنه تحفيزهم لمزيد من العمل والمثابرة..ولو كان الطريق لذلك يتطلب منه ومن معاونيه قرارات شجاعة.
ولمعالي الدكتور خالد بن محمد العنقري نائب الرئيس الأعلى لمجلس التعليم العالي، ولبقية الأعضاء بشكل عام وللعضو الدكتور محمد بن عبد العزيز الصالح أمين المجلس العام للتعليم العالي بشكل خاص أطرح هذه الملحمة وكلي أمل أن يأخذ هذا المجلس الذي يفترض أن يبدأ اجتماعاته صباح اليوم بعين الاعتبار الحيثيات المترتبة على قرار صدر عنه، والقاضي بإنزال العقوبة على فتية وفتيات من أبناء الوطن نذروا أنفسهم لخدمة الإنسان، وعندما أقول نذروا أنفسهم فأنا أعني الأبعاد النفسية لهذه الكلمة..
آمل أن يتمكن المجلس اليوم من إضافة بند في جدول أعماله لمراجعة التوصيات التي رفعها للمقام السامي خلال فترة اجتماعه السادس والثلاثين القاضي بإنزال الغرامة على أبناء لنا يستحقون التكريم.. ممن يقضون سنة الامتياز، سنة جني الثمار..

وليسمح لي هذا المجلس الموقر ببث هموم هذه الفئة الكادحة أمامه.. فبحكم تدريسي لطالبات كلية الطب والتمريض والعلوم الطبية ولسنوات عدة، أعتقد أني مؤهلة - نوعا ما - لنقل ما يلي:
* هذه الفئة من أبناء الوطن والتي أهلها تحصيلها العلمي للالتحاق بهذه الكليات دون غيرها تشعر أنها كوفئت بغير ما تستحق.
* هذه الفئة التي جاهدت وعزلت نفسها طيلة سنواتها الجامعية رغبة في التحصيل، ومجاراة مواد تأبى إلا تحدي صبر أبى أن ينفد- بحمد الله - تعتقد أنها قوبلت من المجلس بالصد والإنكار.
* هذه الفئة مع إدراكها أن مشوارها التحصيلي قد يصل لضعف سنوات غيرها ممن اختاروا تخصصات أخرى، صمدت اعتقادا منها أن تميزها آت لا محال فالوطن اعتاد تعويض أمثالها معنويا وماديا..
* هذه الفئة تجعل من أولوياتها الاطلاع على كل جديد يتعلق بمجال دراستها.. وتبذل في سبيل ذلك كل غال ونفيس.. ولو تطلب ذلك التضحية بمعناها الواسع.
* هذه الفئة تعلم يقينا أن الألم رفيقها الذي اختارته، وأن زوارها يتطلعون دوما لحل معضلات صحية ..وأن عجزها عن فك طلاسم داء ما، قد يقابل من قبل المرضى بما لا يليق.
* هذه الفئة تعلم يقينا أنها اختارت الجهاد منهاج حياة، وأن دراستها الجامعية وما بعدها وضعت حياتها الخاصة والعامة تحت المجهر..فقد يقبل من غيرها ما لا يقبل منها.
* هذه الفئة تعلم يقينا أنها لن تنجح في تحقيق مراد الوطن إلا ببذل نفسها بالكلية لرواد المستشفيات والمستوصفات الصحية.
* هذه الفئة تعلم أن احتمال إصابتها بأمراض معدية محتمل مهما اتخذت من احتياطات.
* هذه الفئة تعلم أنها عندما تبدأ النظر في تكوين أسرة خاصة بها، تكون قد أمضت سنوات تقدم الرعاية الصحية لأسر وأبناء زملاء لها اختاروا دراسة مفردات غير صحية.
* هذه الفئة وعلى الأغلب نتاج أسر مكافحة نقلت فلسفة الكفاح والبذل لأبنائها، أسر تستحق منا الدعم لمشوارها الذي بدأ مع خطوات أبنائها الأولى.
* هذه الفئة اعتقدت أن القائمين على مجلس التعليم العالي سيقفون موقف التقدير للأسباب التي دعت خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز لبذل مكرمته الملكية بزيادة 15% لكل موظفي الدولة على اختلاف مواقعهم.
* هذه الفئة اعتقدت أن مجلس التعليم العالي سيسعى لأكثر من ذلك، فيرفع توصياته للمقام السامي بزيادة هذه المكرمة، مدعمة بالإحصائيات والأسباب الداعية لذلك كحاجة المملكة لزيادة العاملين في القطاع الصحي، فغني عن البيان قلة السعوديين العاملين في المجال الطبي، والمحددة بنسبة لا تتعدى 23% بالنسبة للأطباء، و2% بالنسبة لأخصائيات التمريض.
* هذه الفئة ظنت أن مجلس التعليم العالي سيراعي طبيعة عمل طلبة الامتياز، فهم ملزمون بعمل قد يفوق عمل الأطباء.. بحجة تدريبهم.
* هذه الفئة أصابها الإحباط ففي حين شملت ميزانية هذا العام بخيرها كل رمال الوطن، غضت الطرف عنهم دون غيرهم، ولم تكتف بذلك بل سعت لتقليص مخصصاتها.

وأخيرا ليسمح لي أعضاء هذا المجلس الموقر أن أشيد أمامه بسياسة التعليم العالي الداعمة معنويا وماديا لهؤلاء، والتي كان نتاجها أطباء وطبيبات من أبناء هذا الوطن وصلوا للعالمية، وممرضين وممرضات وفنيين وفنيات مؤهلين تأهيلا عاليا للتعامل مع أكثر الأمراض خطورة..
واسمحوا لي بالاستفسار عن المردود المادي الذي سينتج عن هذا التقليص، والذي لن يساوي الخسائر التي سيجنيها الوطن من إحباط وصد أبنائنا ممن امتازوا بمؤهلات عقلية ونفسية تمكنهم من التخصص في مجال قال عنه الإمام الشافعي رحمه الله: (صنعتان لا غنى للناس عنهما، العلماء لأديانهم، والأطباء لأبدانهم) كما قال: (لا أعلم علما بعد الحلال والحرام أنبل من الطب)
 

أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط