اطبع هذه الصفحة


فتاوى عنصريّة بخصوص نقل الأعضاء اليهوديّة

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
أعتقد أنه من الواجب أن أتوقف عند فتاوي تتعلق بحدث قد يكون فريداً من نوعه جدّ مؤخراً على الساحة الفلسطينية، موقف شاذّ بطبيعته نال القبول من القلة والرفض من الأغلبية ..
من منا لم يفغر فاه وهو يتابع الأم الفلسطينية، وهي تعلن رضاها التام عن نقل أعضاء طفلها -الذي هُدر دمه بالرصاص الصهيوني- لعدد من أطفال اليهود!! من منا لم يندهش وهو يتابع تعليلات والده الإنسانية الكامنة خلف هذا التبرع..!! من منا لم يُعد النظر في القضية مرة تلو المرة، وهو يتابع حديث الصبية رفاق القتيل الرافض لهذا التبرع!! بل من منا من لم يتعجب من كونهما لم يتوقفا عند أطفال فلسطينيين ينتظرون دورهم في قائمة طويلة في المستشفيات الفلسطينية، أطفال مرضى بحاجة لمثل هذه الأريحية!! ولمثل هذين الوالدين .. ولمن صوّب وأيّد موقفهما أكتب هذه السطور..
ذكر(إسرائيل شاحاك) البروفيسور الصهيوني، في كتابه (الأصولية اليهودية في إسرائيل) فتاوي تتعلق بتلك المبادرة أطلقها الحاخام (شينبرجر) جاء فيها: (ينص القانون الديني اليهودي على أنه من المحظور زرع الأعضاء اليهودية لدى غير اليهود.. ومن الواضح أنه محظور تحت أي ظرف من الظروف زرع أعضاء اليهود لدى العرب أو لدى من يكره اليهود..)!!
إذاً والحالة هذه لا يمكن لهذين الوالدين المنكوبين، ولا لشعبهما المحتل وبأي حال من الأحوال التطلع لزراعة أعضاء يهودية في أبدان قد تكون في أمس الحاجة إلى هذه الزراعة، بل ليس مستبعداً أن ترفض سلطات الكيان الصهيوني السياسية والدينية هذا النقل، وعلى فرض أن أحد اليهود وافق عليه- وهو مستبعد -، فلن نعجب لو تدخلت إدارة الكيان الصهيوني لفرض موقفها الرافض ولو بالقانون.
أما فيما يتعلق بموقفهم من نقل أعضاء غير اليهود لليهود..فالأمر يختلف جملة وتفصيلاً، فالديانة اليهودية تجيز زرع أعضاء غير اليهود لليهود من أجل إنقاذ حياتهم، أما العلة في هذا الاختلاف التشريعي، فيوضحه الحاخام (إسحاق جينسبرج) وهو رئيس إحدى المدارس الدينية بالقرب من نابلس؛ إذ قال عام 1996م ، ما يلي: "إذا كانت كل خلية من الجسد اليهودي تنطوي على ألوهية، فإنها بذلك تكون جزءاً من الله –معاذ الله أن تكون – ولذا فإن كل حمض نووي أميني هو جزء من الله، وعليه فهناك شيء ما مميز وخاص في الحمض النووي الأميني اليهودي .." كما أضاف في هذا الشأن قوله: "إذا كان شخص يهودي بحاجة إلى كبد، فهل يمكنه أن يأخذ كبد شخص غير يهودي بريء لإنقاذ حياته؟ إن التوراة تسمح بذلك على الأرجح، فالحياة اليهودية لا تُقدّر بثمن، فهناك شيء ما أكثر قداسة وتفرداً في الحياة اليهودية عنه في الحياة غير اليهودية"، هذا الحاخام أباح دم ابنكم؛ إذ قال: "إن قتل اليهود لغير اليهود لا يُعدّ جريمة تبعاً للديانة اليهودية، وإن قتل العرب الأبرياء بغرض الانتقام يُعدّ فضيلة يهودية"!!
إذاً فمن قتل ابنكما الطفل البريء قام بفضيلة بالمفهوم اليهودي، كما أن نقل أعضاء الأبرياء من غير اليهود لليهود جائز، فالحياة اليهودية هي من وجهة نظرهم أكثر قداسة وتفرداً من حياة طفلكما... تغمّده الله برحمته، وهدى عباده إلى سواء السبيل ..

 

أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط