صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







على رسلك يا إسحاق .. !

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
(هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ) [الحشر:2] ها هو ذا التاريخ يعيد نفسه؛ فكما غادر بنو النضير المدينة المنورة وهم صاغرون، ها هم هؤلاء الأحفاد يهدمون بيوتهم بأيديهم ويغادرون قطاع غزة وهم صاغرون مندحرون كأجدادهم .. فعلوا ما لم يكن بحسباننا ولا بحسبانهم ..خُذلوا على عظم عتادهم .. ولله الحمد والمنة..
حالة من الذعر انتابت المجتمع الصهيوني كافة، قد لا تصدقون أن الكلاب والقطط في هذا المجتمع تعيش حالة من الرعب، مما استدعى إمدادها بالمهدئات، فعلى سبيل المثال ذكر أطباء بيطريون أن الكلاب تبدأ في النباح، وتصبح أكثر عدوانية وترتجف "لا إرادياً"، وقد تفقد التحكم في مثانتها ما أن تسمع دوي إطلاق النار ..بل إن آخر يؤكد أن الكلاب ترفض الخروج من المنازل ..!!
رعب أصاب أصحاب الكلاب كما أصابهم، لقد تحولت المستشفيات اليهودية إلى معامل بحث لدراسة هذه الظاهرة: الموت أو المرض بالرعب وحده، الحالة التي تنتاب الشعب الصهيوني، والتي لا تكاد توجد لدى الفلسطينيين الطرف الأضعف مادياً، فقد ذكرت البيانات أن الإقبال على العيادات الطبية ارتفع بشكل كبير مع أنهم لا يعانون في الحقيقة من أي مرض عضوي، إنما يعانون من التوتر والضغوط النفسية، كما أشارت إلى ارتفاع بنسبة 50% في استهلاكهم للمهدئات والمسكنات، وهذا ما دفع وزارة الصحة إلى إنشاء خدمة عامة لا مثيل لها في العالم؛ إذ أوجدت مراكز استشارية هاتفية للمحتاجين إلى استشارة نفسية عاجلة .. لقد انهزموا من الداخل إلى درجة أن يوئيل ماركوس كتب في (هآرتس) يقول: "الحقيقة أننا لم ننجح في تصفية الإرهاب ودحره بالقوة، بل إن الفلسطينيين نجحوا في زرع الرعب في صفوفنا ..في حين أخفقنا في إخافتهم"!!
ومن جراء هذا الوضع النفسي المتردي للمجتمع الصهيوني المحتل زاد عدد الرافضين للخدمة العسكرية، والمتحايلين للإفلات منها بالأعذار الواهية، وقد أعلنت مصادر في الشرطة العسكرية الإسرائيلية أنه خلال عام 2003و 2004م أُعيد أكثر من عشرة آلاف فار من الخدمة العسكرية إلى صفوف قوات الاحتياط والجيش النظامي، بل توقع ضباط في الجيش الصهيوني ازدياد ظاهرة التهرب من الخدمة العسكرية وارتفاع نسبة الجنود الذين يرفضون الخدمة في المناطق المحتلة - غزة والضفة الغربية-، وقد كتب جندي احتياط رسالة مفتوحة نُشرت في صحيفة (يديعوت أحرونوت) جاء فيها: "أخاف من الموت، بلا سبب كالأبله على الرمال النتنة المسماة قطاع غزة .. ". وبالتالي كان طبيعياً أن يزداد عدد المهاجرين إلى الخارج، أما العقل فكان يحتم بتزايد عدد المطالبين بالانسحاب الفوري من الأراضي المحتلة بدون شروط.

إن الواقع الذي دفع الكيان الصهيوني للانسحاب من قطاع غزة، هو أن السلام والأمن لستة ملايين إسرائيلي مرهون بوجود (300) ألف مستوطن في الضفة الغربية وغزة، إن هذا الواقع هو ما سيدفعهم للانسحاب من بقية الأراضي المحتلة كما دفعهم إلى الانسحاب من قطاع غزة ..وعلى رأس تلك الأراضي القدس الشريف بإذن الله.
لقد استطاع أطفال الحجارة والمقاومة الفلسطينية محدودة العتاد زرع الرعب في قلوب هؤلاء، فهم الذين أعلنوا رفضهم مبدأ الأرض مقابل السلام، وها هم اليوم يطالبون بنزع سلاح المقاومة في مقابل مزيد من الأرض! هذه الحالة النفسية الانهزامية دفعت دبلوماسياً يهودي الديانة أمريكي الجنسية أن يقول: "أوضحت الانتفاضة جهلنا بالعرب وعدم معرفتنا بمدى مقاومتهم وتضحياتهم ..كما كشفت عن ضعفنا المعنوي، مع أننا نملك أقوى جيش في المنطقة...".
نعم .. فعلى الرغم من أن الكيان الصهيوني عضو في نادي أقوى خمسة جيوش في العالم، ونادي الدول النووية الثماني، فقد بلغ إلى حال لا يمكن أن يصل فيها إلى حل عسكري مع الفلسطينيين!! نعم هو جيش قوي بعتاده .. لكنه ضعيف بشعبه ..منهزم بروحه..!!
سأختم كلامي ببعض أبيات للشاعر الصهيوني(إيلي رندان) فهي تحكي واقعاً يعيشه هذا الرجل وقومه، واقعاً سيحرّر لنا الأرض.. وسيرجع لنا القدس الشريف بإذن الله .. وإليكم بعض ما قال:
على رسلك يا إسحاق .. !
إلى أين أنت ذاهب؟
إلى بلد السمن والعسل؟!
رجعت لكي تحيا فيها إلى الأبد.
هم لن يتركوك تنعم بالراحة والسكينة.
هم لم يخبروك الحقيقة.
هم لم يقولوا لك: إن هناك قوماً آخرين غيرنا يدّعون أن السمن والعسل ملكهم.
وأن لا حق لنا في تناوله.
هم يقولون لك: إن هناك بعض الرعاع الذين بالإمكان معالجتهم.
هم لم يقولوا لك الحقيقة.
الموت يا إسحاق مزروع في هذه البلاد.
كل حديثهم عن انتصارات خداع.
أي انتصارات تلك التي لم تجعل الفلسطينيين – على ضعفهم – يسلمون لنا بالحقيقة التي نريدها؟!
أي انتصارات تلك التي لم تقنعهم أن يتخلوا عن الإيمان بآيات قرآنهم؟!
وبوعد الرب لهم بالنصر من جديد.
إسحاق أخي!
يخيل لي أن المعركة بدأت للتوّ ..
إسحاق أخي!
رحمة بأطفالك ..
ارجعْ ونمْ!!

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط