صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







تعهدات شركة(آرلا) تفتقد التوثيق

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
لا ندري ما قد يطالعنا به الغد القريب، فقد تتبدل الإدارة الحالية للشركة بإدارة يمينية متشددة تنتهج منهج الحكومة الدنماركية المتعنت .. فتعمد إلى إلغاء وإنكار هذه التعهدات الشفوية بل وتسفيهها وتسفيه المتعهدين بها

تطبيقا لتوصيات(المؤتمر العالمي لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم) الذي انعقد مؤخرا في مملكة البحرين، والتي نصت على تثمين المؤتمر لموقف الشركة الدنماركية (آرلا) في إعلانها واستنكارها وإدانتها للرسوم، ورفضها لأي مبرر لتسويفها،أكرر شكري وتقديري لهذه الشركة وللقائمين عليها، وأثمن بتقدير عظيم مواقفها المعلنة من سياسة بلادها تجاه مصابنا.
إلا أني وبحكم كوني من أفراد هذه الأمة الإسلامية أعتذر عن الموقف الشعبي الحذر من الدعاوى التي طالبت باستثنائها من المقاطعة، فما وصل إلى علمنا من استعدادها لدعم المشاريع الإسلامية وتوفير جزء من أرباحها لمساعدة المرضى والتبرع للمجاعات في إفريقيا وإقامة مراكز إسلامية بالدنمارك، هو بالنسبة لنا كعوام استعداد غير ملزم، إذ لم نر -إلى لحظة كتابة هذه السطور- ما يوثق هذا الاستعداد، وعلى فرض أننا كشعوب نثق بإدارتها الحالية وبحسن نية القائمين عليها ، وهو أمر غير مستبعد بالمطلق، إلا أننا لا ندري ما قد يطالعنا به الغد القريب، فقد تتبدل الإدارة الحالية للشركة بإدارة يمينية متشددة تنتهج منهج الحكومة الدنماركية المتعنت .. فتعمد إلى إلغاء وإنكار هذه التعهدات الشفوية بل وتسفيهها وتسفيه المتعهدين بها.
كما أن تطبيقها لما تعهدت به تجاه ديننا ورسولنا محمد عليه الصلاة والسلام وتجاه أمته، لا يعدو نشرها إعلانات شجب .. وتأييد،وهذه الإعلانات لو قيست بمقياس تجاري بحت فلن تصل إلى معشار في المئة مما كانت تبذله الشركة نفسها من إعلانات وبشكل يومي، فقد اعتدنا كشعوب متابعة إعلانات شركة (آرلا) لبضائعها عبر قنواتنا التلفزيونية الخاصة منها والعامة، إعلانات تكرر ظهورها مع يقين الشركة التام أن بيوتنا لم تكن لتخلو من أجبانها وألبانها.. إعلانات كهذه كانت تحتل مساحة لا يستهان بها في حياتنا اليومية . . وأستطيع أن أقرر أنها كانت كغيرها تقحم نفسها في حياتنا الخاصة دون استئذان، وتستغرق من أوقاتنا الوقت الكثير.
وكمسلمة أستطيع أن أطالب الشركة (آرلا) بتوثيق تلك التعهدات بحضور ممثلين لرابطة العالم الإسلامي ومؤتمر العالم الإسلامي وجامعة الدول العربية، وممثلين عن مؤتمر النصرة، وممثلين عن رجال الأعمال المتعاملين مع الشركة، وتوثيق كهذا لا يمكن أن يعتمد دون جدول زمني محدد للمشروعات الثقافية الخيرية والهادفة في المقام الأول لتصحيح فكرة الغرب عن الإسلام وعن رسول الرحمة محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام، تعهدات كهذه يفترض أن تنص على دور الشركة الذي لا يمكن أن يقتصر على الدعم المالي، فرعايتها المباشرة ومشاركتها في التنفيذ أمر لا بد منه.
وبما أني أؤمن برجاحة عقل وتدبير القائمين على هذه الشركة التي تعتبر ثاني أكبر شركة لمنتجات الألبان،والتي اعترفت بشجاعة تحسب لها أن المقاطعة أضرت بها اقتصاديا خاصة في أسواق السعودية والكويت وقطر والبحرين ومختلف أرجاء المنطقة،هذا ما أكده المتحدث باسمها إذ قال: ( نحن نخسر ما قيمته عشرة ملايين ريال يوميا من إيرادات المبيعات، مضيفا أن الشرق الأوسط يعد أكبر سوق لنا خارج أوروبا إذ تبلغ إيراداته السنوية نحو (500) مليون دولار، في حين تبلغ حصة المملكة العربية السعودية 60% من كل هذه المبيعات).
وبما أني أيضا أؤمن ببعد نظر وحكمة رجال الأعمال السعوديين الذين ساندوا المقاطعة بالقول والعمل، أشير ها هنا إلى احتمال راجح وخطير مفاده أن البضائع الدنماركية لو نزلت حاليا للأسواق السعودية والخليجية لن تجد التصريف المعتاد ولا في المستقبل القريب، حتى لو اعتمد تثمينها بنصف سعرها، بل إن ردة الفعل تجاه نزولها ستكون وكما أرى خسارة مادية يتحمل تبعاتها جميع الأطراف المتعاونة .
أما رجال الأعمال السعوديون وغيرهم الذين وصل لهم منا كعوام كل التقدير والدعاء أن يثيبهم المولى سبحانه خيرا على ثباتهم وصمودهم، الرجال الذين ذكرونا بالصحابة رضوان الله عليهم في تفانيهم وبذلهم لكل غال ونفيس في سبيل نصر الإسلام ورسوله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، لهؤلاء أقول: لقد وصلتم لقلوبنا وعقولنا، وقدمتم للدفاع عن رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم ما يعجز الكثيرون عن تقديمه، فلا ترجعوا عما عزمتم عليه إلا على أسس واضحة وموثقة يضمن الإسلام وأمته ونبيه عليه الصلاة والسلام من خلالها رعاية مثمرة طويلة الأجل.
أما إخوتنا من مسلمي الدنمارك فلهم منا كل التقدير لما بذلوه في سبيل نصرة النبي عليه الصلاة والسلام، وتوصياتهم بإيقاف المقاطعة ستؤخذ دون شك حتى من العوام مأخذ الجد، في حال اطمأنت القلوب لجدية سياسة الشركة (آرلا) تجاه تعهداتها لنا ولكم ..فعملها الجاد والمستمر لتصحيح مسار الفكر الغربي تجاه ديننا وشفيعنا محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام وثباتها في هذا الاتجاه، هو من سيحدد إيقاف المقاطعة من استمرارها.
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط