اطبع هذه الصفحة


لننفذ حد الحرابة في هؤلاء

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
من خلال هذا المقال أتطلع للوافدين المعنيين بقتل شعبنا ودمار بلادنا، كما أتطلع لمن قلبت لهم الحقائق من أبنائنا، فلم يسمعوا بعدها إلا صدى أصواتهم.

لا تعجبوا من الغضب الذي أظهره من خلال كلماتي، فهناك عدو ادعى ظلما وجورا أنه من صلب الأمة الإسلامية، عدو كفر شعبنا ثم استهدفنا بغدر، والعجب كل العجب أنه ترك وطنه وأهله وتوجه لأرض أعلنت ولاءها التام لكلمة التوحيد، دافعت عنها وسخرت لأجل إعلائها جل كوادرها البشرية والمالية.. والسؤال المطروح هنا من المستفيد؟ من المحرك الأساسي لهذه الحركة التكفيرية الإجرامية؟ العقل كل العقل سينتهي بنا إلى أنهم عملاء مولوا وهم بكامل قواهم العقلية للقيام بهذه الجرائم في حق الوطن السعودي وفي حق الأمة الإسلامية، عدو أراد أن تكون المملكة العربية السعودية غير آمنة، أراد بكيده أن تهجر أرضها الحجاج والمعتمرون، أراد أن تنقطع صلتها بمسلمي العالم، أراد أن تضعف ويسهل القضاء عليها، رد الله بحفظه كيده في نحره.
هذا هو الظن الذي انتهيت إليه، وإلا ما السبب الذي يحرك هؤلاء؟! فبلادي لا تبيح المنكرات، ولا تروجها، بلادي لا تحتضن أعداء الدين ممن ولدوا مسلمين أو من غيرهم، بلادي تلفظ كل أفاك أثيم، وفي بلادي يجل العلماء ويقدمون.

لا يمكن أن تكون الغيرة الدينية هي المحرك.. ولا يمكن أن يكون هؤلاء مسلمين حقا، ولا يمكن أن يوصفوا بالجهل، فالإرهاب أصبح معلوما بالضرورة، وحتى طلاب مدارسنا الابتدائية بإمكانهم وصف العمليات الإرهابية بالإجرامية، هي الغيرة الدنيوية المحرك الأساسي لهم دون شك، ومع يقيني هذا لا أفهم كيف يتأتى الحقد بهؤلاء المجرمين فيخططوا لاستهداف منشآت بترولية محاطة بمدن سكانية يعيش فيها الرضع والأطفال والشيوخ والمصلون والأتقياء والشباب الواعد، بل يعيش فيها من هم من أبناء عمومتهم من مقيمين أحبوا مجاورتنا وعاشوا بيننا مكرمين معززين.

تلك منشآت لو تم استهدافها لا سمح الله لأحرقت الأخضر واليابس، ولاختنق من جراء لهيبها مئات الألوف من سكان المنطقة الشرقية، ثم من المستفيد من هدر ثرواتنا الطبيعية التي تسخر لأرض الحرمين وللمحتاج من دول العالم الإسلامي؟! من المستفيد من ضياع ثرواتنا؟!
ولرجال الأمن الذين خاطروا بأرواحهم في سبيل أداء الواجب، للذين أقبلوا ولم يدبروا، للذين سهروا لننام، وعانوا لنرتاح، للذين واصلوا ليلهم بنهارهم ليتحقق هذا الإنجاز الأمني الفريد، لهؤلاء أعلن عظيم امتناننا وتقديرنا، حفظهم الله، فلا نراهم بمكروه، وجزاهم الله عنا خيرا.

أما هؤلاء الرؤوس المسمومة فلا أطالب بقطع الصلات الدبلوماسية مع أوطانهم، ولا بطرد الأبرياء من مواطنيهم، ولكن أطالب بمحاكمتهم محاكمة عادلة تأخذ بعين الاعتبار الخسارة التي كنا سنتكبدها لولا توفيق الله سبحانه لرجال أمننا الأبطال الذين حملوا أكفانهم على ظهورهم، فالتخطيط الإجرامي وتدريب الكوادر الإرهابية وتهريب السلاح، واستهداف علمائنا ورجال أمننا، وقبل هذا تكفيرنا كشعب، كل هذا يستوجب منا الحزم كل الحزم، لا نريد على أرضنا جوانتانامو أخرى، نريد تطبيق حد الحرابة.. عليهم وعلى من جندوا من أبنائنا، فلا نرحم من لم يراع حرمتنا، وحلل سفك دمائنا... هؤلاء عصابات إرهابية وإجرامية تستحق إقامة حد الحرابة على أفرادها وعن جدارة.
لنطبق على هؤلاء ما أراده الشرع، لننفذ فيهم حد الحرابة.


 

أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط