اطبع هذه الصفحة


رسالة خاصة لضيف المملكة

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
ها نحن نترقب الساعات والأيام وننتظر إقبال الرئيس الأمريكي (جورج بوش ) ضيف المملكة العربية السعودية، الضيف الذي أقر بسجن أبنائنا في (جوانتانامو) دون محاكمة،الرجل الذي سكت عن صدور حكم بسجن ابننا الدكتور حميدان التركي ظلما ولمدة تقارب ثلاثة عقود، اعتمادا على دعاوى يعتقد معظم الشعب في المملكة العربية السعودية أنها تحمل الكثير من الافتراء، وأن أغلبها لا أساس له يستند إليه.
ولهذا الضيف المبجل أقول إننا أناس نكرم الضيف وجوبا لا استحبابا، نكرمه طاعة لأمر الله سبحانه، نحن قوم نعد إكرام الضيف من النتائج العملية لإيماننا بالله واليوم الآخر، وبالتالي ليس لنا الخيرة في أن نقبل عليه بل يجب علينا كمسلمين أن نتعامل معه بترحاب يفوق البروتوكول الرسمي المعتمد عالميا، نحن حكومة وشعبا عاهدنا أنفسنا على تقدير الضيف وإكرامه، وبالتالي سنعمد على استقبالك ووفدك بكل حفاوة وتكريم.
ولكن ذلك لا يعني أننا كشعب المملكة العربية السعودية لا نتطلع لسماع خبر إصداركم الأمر بالإفراج عن أبنائنا سواء من سجن (جوانتانامو) أو في سجون العراق أو في أمريكا نفسها، ولا نخفيك أننا نتوقع منكم العفو عن أبنائنا أمثال الدكتور حميدان التركي الذي حمل كما ظهر لنا وزر فئة إرهابية عاثت في الأرض فسادا، رجل أحب أمريكا وشعبها الذي كان منهم من هو أكثر وفاء من بعض المسلمين العرب الذين تنكروا وامتنعوا عن إنصافه والاعتراف بحسناته، لقد كان جميلا أن نسمع إدراككم لمكانة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وأنك تعلم علم اليقين أنه قائد لا غنى عنه في أي عملية سلمية في المنطقة، وجميل أن نسمع منك يقينكم أن المملكة العربية السعودية تحتل تقديرا بالغ الأهمية عالميا بحكم كونها محط أنظار أكثر من مليار مسلم، وبالتالي لا شك أنكم ومستشاريكم تقدرون رجلا بقيمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، ولا شك أنكم ومستشاريكم تقدرون بلادا بهذا الثقل العالمي، إضافة إلى أنكم تدركون أنها صمام أمان لأسواق النفط العالمية المتطلعة للتذبذب بطبيعتها.
أيام قليلة ستقبل على بلادنا وستعرف بحول الله مدى عظم المهاترات التي وصمتنا كشعب، وستدرك أن ما يقال عنا هو محض مبالغات، وستقف على تميز بلاد حباها الله بكل خير، وآمل أن نجد منكم تفعيلا ملموسا لتقديركم لخادم الحرمين ولي أمرنا الملك عبد الله، ولبلاد أعلنتم بفضل الله تقديركم لها.
أما عملية السلام القضية الأولى للوطن العربي الذي عاهدتم أنفسكم والعالم على إنهائها قبل انتهاء ولايتكم،نأمل أن تدرك حكومتكم أن تغيير ملامح مبادرة السلام العربية للتوافق مع رؤية الكيان الصهيوني لها، أمر مرفوض سعوديا وعربيا، وأن حكومتنا عاهدت القضية الفلسطينية أنها لن تتبادل علاقات مع الكيان الصهيوني قبل قيام الدولة الفلسطينية لحدود (67م ) وعاصمتها القدس، وإقرار حق العودة للمهجرين من أبناء فلسطين المحتلة، وما كان حزم وزير خارجية المملكة الأمير سعود الفيصل في مؤتمر أنابوليس والذي تمثل في تحاشيه المرور ولو مصادفة بجانب أي عضو من أعضاء الوفد الصهيوني إلا دليلا واضحا على التزامنا به حكومة وشعبا.
وثق أيها الرئيس أنكم لن تندموا على وقوفكم بجانب عدالة قضايانا الوطنية والإقليمية..

 

أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط