صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







هل ما زلنا نذكرهم؟!

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
خلال ساعات معدودات سنجلس بحول الله حول مائدة السحور استعدادا لصيام أول أيام شهر رمضان المبارك، أو لعلنا سنجتمع حول مائدة الإفطار لأول أيام هذا الشهر الفضيل، وعندها أي منهما سنتذكر أبناء غادرونا للدراسة أو للعمل أو لغيرها من أسباب، والذين لن يشاركونا فرحتنا بهذا الشهر الكريم، وسيشعر بعضنا بغصة يدركها كل مفارق لأحبائه، إلا أن أي غصة لا تقارن بغصة الأسر التي تعلم يقينا أن أبناءها فاقدو الإرادة، وأنهم عاجزون تماما عن التواجد معهم في هذا الشهر الفضيل.
هل ما زلتم تذكرون الدكتور حميدان التركي؟ ابننا الذي حكم عليه بالسجن ظلما وبهتانا لمدة سبعة وعشرين عاما، والقابع في السجون الأمريكية منذ قرابة ثلاث سنوات، هل ما زال مجتمعنا السعودي يذكره أم إنه انشغل عنه وعن بقية أبنائنا القابعين خلف السجون الأمريكية في كوبا منذ حوالي العقد من الزمان، والذين يتجرعون يوميا مرارة الأسر الذي لا يمكن وصفه بالحروف؟! فك الله أسرهم جميعا.
من المؤلم حقا أننا نندفع للدفاع عن قضية ما جاعلين منها حديث المجالس، ثم سرعان ما نتهاون ونتناساها، منشغلين بأمور تعد تافهة لو قورنت بمعاناة أبنائنا هناك خلف القضبان الأمريكية .
أنا لا أطلب المعجزات لكن دعونا نذكر الحكومة الأمريكية والعالم، أننا كمجتمع لم ننس أبناءنا، وأننا كمجتمع معنيون بجميع أسرانا، وأن أمرهم لا يهم الحكومة السعودية فقط، بل يهم كل أفراد المجتمع السعودي، دعونا نفعل ذلك ولو بكلمات تكتب أو باحتجاج يسطر.
قد يبدو هذا التوجه بسيطا لبعضنا قليل التأثير، إلا أن الواقع يؤكد عكس ذلك، فلو اعتمدناها لأظهرنا اتحادنا بلغة يفهمها الغرب، لغة اعتاد التعامل معها واحترم نتائجها، وإن كنت أحمد الله أن 90% من أبنائنا في سجن "جوانتانامو" هم معنا اليوم، وهو ما ينطبق على الكثير ممن أطلق سراحهم من السجون الأمريكية في العراق، هم بيننا هذه الساعة بفضل الله سبحانه ثم بفضل مثابرة الحكومة السعودية التي يظهر - مع الأسف - أنها الوحيدة التي ما زالت تتذكرهم وتواسي أسرهم.
أعلم أن هناك من يثق أن الأمور قد تتحسن غدا في حال تغيرت الحكومة الأمريكية الحالية والتي تعد من أقل الحكومات الأمريكية شعبية، اعتمادا منه على أن الحكومة المقبلة قد تصنع ما يظهر ما نعتبره من المحال، فقد تسعى للتقليل من دعمها اللا مشروط للحكومة الصهيونية، وقد تترك الوصايا على مجتمعاتنا، وتكتفي بتوجيه اهتماماتها الإصلاحية لإصلاح مجتمعها، وهناك من يعتقد بأكثر من ذلك.
إلا أنه من الصعب تصديق دولة امتهنت الكذب حتى على شعبها، دولة لا تؤمن إلا بما يحقق مصالحها ، دولة تتباهى بأنها أنتجت الفكر "البراجماتزم" الذي يرى أن المقياس الأول والأخير للأخلاق هو المصلحة والمنفعة الشخصية، فكر كهذا لا يسبح إلا ضمن المصلحة الخاصة،إن "البراجماتزم" أصبحت في نهاية الأمر لب الدستور الأمريكي والمحرك الأساسي لسياستها الخارجية، فلو تعارضت مصالحها مع مصلحة حليف قديم لها، فستحوله بين ليلة وضحاها إلى عدو لدود!
ومن هنا لا أجد ما يدعوني لتفهم تلك الآمال العظيمة المعقودة على تولي حكومة أمريكية جديدة ، قد تجب ما قبلها، إذ ليس بإمكاني الاعتماد على افتراضات اعتدنا الهروب إليها لحل مشاكلنا، افتراضات كانت تنتهي لنتائج مخيبة للظنون، وهي دوما لا تسمن ولا تغني عن الحق شيئا، أليس من الأجدى أن نداوم على إظهار استيائنا من سياسة تارة سجنت أبناءنا في "جوانتانامو" دون محاكمة، وتارة أخرى أصدرت أحكاماً جائرة عليهم كحالها مع ابننا الدكتور حميدان التركي؟! أليس من الأجدى أن نداوم على مطالبنا بتحرير أبنائنا من السجون الأمريكية؟! بدل انتظار تعيين حكومة جديدة من المؤكد أنها لن تختلف كثيرا عن الحكومة الحالية على الأقل في سياساتها الخارجية.

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط