اطبع هذه الصفحة


العفو الرئاسي.. يا جورج بوش

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
أيام قليلة سيغادر بعدها الرئيس جورج بوش الابن البيت الأبيض، معلنا نهاية فترتي حكمه للولايات المتحدة الأمريكية، ليحط مكانه رئيس آخر، وما نتمناه حقا هو أن يكون هذا الرئيس أكثر خبرة من سلفه بالأوضاع وقضايا الشرق أوسطية.
على أية حال أجزم أن الرئيس بوش في أيامه الأخيرة أخذ يراجع نفسه ويقيم سياساته الداخلية والخارجية، ويبرر أخطاءه، ويحاول البحث عن الأوفياء الذين لن يتخلوا عنه بعد أن يترك مفاتيح السلطة الأمريكية ويغادر البيت الأبيض، ولعله يسعى إلى شراكة عمل يعقدها مع بعض الأسماء اللامعة في منطقتنا، وهو بالتأكيد لم يصل بفكره إلى وطننا ومحيط خليجنا العربي، وبعد ثماني سنوات قضاها كحاكم للولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن تجربته هذه أثبتت أننا لسنا كغيرنا من الحلفاء، وأن من يقف معنا لا يخشى ظلما ولا جورا، وأننا لا نغض الطرف عن من سحب البساط من تحت إقدامه، وأننا لا ننكر الجميل، وأننا لا نطفئ الأضواء في وجه من أقبل علينا ومد يده إلينا بسلام.
ومن هنا أتطلع إليه وفي أيامه الأخيرة في البيت الأبيض، أذكره بدستور الولايات المتحدة الأمريكية - بلاده - والذي ينص صراحة على أحقية أي رئيس أمريكي في نهاية خدمته وقبل مغادرته للسلطة ، منح العفو عن سجناء يقضون فترة حكمهم في السجون الأمريكية، ويتم اختيارهم من قبل الرئيس، وهنا آمل أن يختم فترتي حكمه ختام مسك فيشمل عفوه الرئاسي حميدان التركي، ونايف اليوسف، وعن بقية أبنائنا المسجونين في السجون داخل الحدود الأمريكية، وسجن جوانتانامو.
وهذا التطلع ليس غريبا عن رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية، فقد اعتادت أمريكا إصدار أمثال هذا العفو من قبل رؤسائها، بل وعن عدد لا يستهان بهم من السجناء، وغني عن البيان أن بيل كلينتون الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية ، أصدر في ساعاته الأخيرة في البيت الأبيض، عفوا عن 140 شخصاً منهم من هو مدان بقضايا خطيرة كالتجارة بالمخدرات، والاحتيال للاستيلاء على أموال الدولة الأمريكية، ومنهم من أدين بتنظيف أموال المخدرات.
وبما أن حميدان، قضى هو وغيره فترة من محكوميتهم في السجون الأمريكية نأمل من الرئيس جورج بوش أن يشمل قرار عفوه والمتوقع إصداره في ساعاته الأخيرة في البيت الأبيض، اسم حميدان التركي، وغيره من أبنائنا المسجونين في السجون الأمريكية، وفي جوانتانامو بطبيعة الحال.
ونؤكد له أن قراره هذا سيتطلع إليه الشعب السعودي حكومة وشعبا، قراراً كهذا نأمل أن يكون هدية منه لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله حفظه الله وللشعب السعودي، وهو أعلم أن خادم الحرمين الشريفين مهتم بهذه القضية بشكل خاص، وهو أعلم أن الحكومة السعودية وسفارتها في الولايات المتحدة الأمريكية تباحثت مع الحكومة الأمريكية عن طريق قنواتها الرسمية المعنية بأحوال أبنائنا السجناء، وفي الختام آمل أن تكون خاتمة حكمكم مسكا، وأن تصدر قرارا يعيد أبناءنا إلينا.


الأحد 26 شوال 1429هـ الموافق 26 أكتوبر 2008م العدد (2949) السنة التاسعة

 

أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط