اطبع هذه الصفحة


وطن يكرم أهله ويحتضن انجازاته

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
أعرف عدداً كبيراً من النساء الفضليات ممن نذرن أنفسهن لخدمة من حولهن سواء كان ذلك في محيط الأسرة أو المجتمع، ومن هؤلاء من تحفزها المواسم فتجدها أكثر ما تكون مقبلة على العمل التطوعي في رمضان أو العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، ثم تستكين نفسها لتجدد نشاطها في المواسم المقبلة، آخذة بعين الاعتبار أنها مجندة لخدمة دينها ووطنها ما دعت الحاجة لذلك، وأمام هذه النماذج أجد نفسي عاجزة إذ يصعب علي مجاراتهن بل ومجاراة من هن أقل نشاطا منهن في المجال التطوعي، أعاننا المولى جميعا على خدمة ديننا ووطننا.
ولكن هناك مواطنات لا تنفك الواحدة منهن عن العطاء طوال العام، فما إن تنتهي من الإعداد والتنفيذ أو المساهمة في مشروع ما، حتى تبادر للتخطيط لآخر، فهي على الدوام تعمل ومن منطلق ذاتي ودون رقابة أو متابعة من أحد، فجزاهن الله عنا خير الجزاء.
وخلال حفل افتتاح النشاط النسائي بـ(المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية) لهذا العام تم تكريم ثلاث شخصيات نسائية فاعلة من المنطقة الشرقية على يد الأميرة نوف بنت عبد العزيز حفظها الله،والتي على حد علمي لم تكتف بتهنئتهن بل كانت تشجع تارة وتؤيد نشاطهن تارة أخرى.
أما السيدة الأولى فكانت الأميرة جواهر بنت نايف بن عبد لعزيز حرم أمير المنطقة الشرقية حفظها الله، وعلى حسب ما تابعت فقد كرمت بسبب إشرافها المباشر على (مركز الأميرة جواهر لمشاعل الخير) والمتواجد في المنطقة الشرقية، والذي يعنى بتقديم كافة الخدمات للأسر الفقيرة من تدريب وتأهيل ومساندة، وكذلك لمساهمتها في (صندوق الأمير سلطان بن عبد العزيز لدعم المشاريع الصغيرة للسيدات) ورعايتها لجمعية البر الخيرية والجمعيات النسائية الخيرية في المنطقة الشرقية، ولكني أعتقد أن هذه الأسباب قد أوجزت، فقد جاءت لنا الأميرة الشابة برفقة زوجها أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز وأطفالها الصغار، ومنذ ذلك الوقت سعت كل الأطراف النسائية في المنطقة الشرقية الخيرية منها والتعليمية وحتى الأكاديمية للاستعانة بخدماتها، وفي كثير من المناسبات كنت أتابع وقوفها ومصافحتها لمئات من المتخرجات ولعشرات من المكرمات، فقد كانت تهنئ تلك وتشكر تلك وتفرح لتلك، ولذا يدين العنصر النسائي في المنطقة الشرقية للجنادرية بالشكر والتقدير فقد كرمت سيدة بذلت الكثير لخدمته وعلى كافة الأصعدة، بارك الله لنا في (أم تركي) وأعانها على بذل المزيد من العطاء لمنطقة اعتادت على تلقي عطائها وتفانيها، وجزاها الله عنا خير الجزاء.
أصل معكم لسيدة لم أتشرف بمقابلتها إلا أن سيرتها العطرة سبقت خطواتها بمراحل، ولأتأكد مما سمعت، سعيت للسؤال عنها وعن دورها الخيري في خدمة الإحساء، خاصة العنصر النسائي فيه، وقد ثبت لي أنها نموذج مشرف للمرأة السعودية النشطة الخيرة، فهي تبذل كافة طاقاتها لخدمة مجتمع الأحساء مسخرة نفسها ووقتها لتحقيق تلك الغاية ،قد قيل إنها حاضنة الأيتام محفزة الهمم لا تسأم ولا تمل، كما ثبت لي إنها تسخر مدرسة الأجيال لخدمة كافة المناسبات الاجتماعية للتعليم العام، هذه هي (لطيفة بنت عبدالله العفالق) بارك الله بها، والتي بحكم كونها رئيسة جمعية فتاة الأحساء سعت لإنجاز مشروع يهدف لبناء الأسر السعيدة إذ يمكن نساء الأحساء من استشارة نخبة من المشايخ والدعاة وذوي الاختصاص، وعلى رأس هؤلاء الدكتور الشيخ يوسف الجبر، والدكتور الشيخ محمد العلي، والدكتور الشيخ عادل العبدالقادر، بارك الله بهم جميعا، ومن هذا المنطلق يتوجب علينا كسكان للمنطقة الشرقية شكر الجنادرية مجددا فقد شرفتنا بتكريم سيدات فاضلات.
وأخيرا سأتحدث عن سيدة أعرفها منذ سنوات وأستطيع أن أقول إن خيرها الذي تخفيه أعظم قدرا مما تظهره، إنها أختي وصديقتي (سارة بنت محمد الخثلان) حفظها الله، السيدة التي عرفت بحبها للأدب والثقافة، ولها عدة دواوين وعدد من الكتب، كما أنها صاحبة أول صالون ثقافي نسائي في المملكة العربية السعودية ( الأربعائيات)، وأستطيع أن أجزم أن كل من عرفها يدرك أنها تسعى لمد يد العون المعنوي والمادي للفتيات وللسيدات،فهي لا تتوانى عن المساهمة سواء في تأهيل أو توفير العمل للمحتاجات منهن، وقد أسست منذ أكثر من عام (مركز الأربعائيات) وهو متخصص في تقديم الأنشطة الاجتماعية والثقافية.. وهو بشكل عام يغلب عليه الطابع الخيري، والحقيقة من الصعب التكهن بما تضمره سارة الخثلان وبما تحمله في جعبتها من خير للمنطقة الشرقية.. أعانها الله على تحقيق تطلعاتها الخيرة وبارك لنا بها، أما تكريم الوطن لها فأمر متوقع من وطن يكرم أهله ويحتضن إنجازاته.

 

أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط