اطبع هذه الصفحة


حديث الأمير نايف للمرأة السعودية

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام


أوجه الشكر الجزيل لمن أرسل لي رسالة جوال يلفت نظري لمعطيات اللقاء الأخير الذي عقدته (جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن) مؤخرا، وجمع منسوبات الجامعة من أعضاء هيئة التدريس والطالبات بصاحب السمو الملكي الأمير نايف النائب الثاني لمجلس الوزراء وزير الداخلية.
فقد كان حديث الأمير نايف بطبيعة الحال موجها لنون النسوة، وأي نسوة لقد خاطب بناتنا الشابات اللائي ما زلن على مقاعد الدراسة الجامعية فرفع من معنوياتهن، وعمد لتثبيت ثقتهن بأنفسهن وبأهمية دورهن المنتظر في بناء المجتمع، فكان مما قال: (إن المرأة في المملكة في أعظم موقع، فهي الأم والأخت والبنت والزوجة والعمة والخالة) كما أضاف مؤكدا عظم مكانتها بقوله: (نحن نقدرها ونحترمها ونحافظ على كرامتها ومكانتها حتى لو فديناها بدمائنا لتعيش سليمة محترمة محافظة على كرامتها ومكانتها) وفي صدد تحفيز بناتنا للمساهمة في خدمة دينهن ووطنهن قال: (إن مواقع عمل المرأة تنتظركن لتقمن بخدمة هذا الوطن، كما هو الآن هناك أخوات لكن يقمن من مواقعهن بأداء الواجب نحو دينهن ووطنهن) وكان بإمكان سموه أن يكتفي بما قال، إلا أنه يدرك حاجة النساء السعوديات على اختلاف أعمارهن لسماع ما يقوله النائب الثاني لمجلس الوزراء وزير الداخلية في حقهن، لعل العالم بدوره يسمع ويعي، ويدرك أن مكانتها تكمن في قلب الوطن وروحه، فأضاف حفظه الله قائلاً: (إننا جميعا في هذا الوطن بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين، وسمو سيدي ولي العهد الأمين وحكومة المملكة العربية السعودية وشعبها نعتز بكن بوصفكن بنات اليوم وأمهات الغد.. إن المرأة في هذا الوطن في الحاضر والماضي وإن شاء الله في المستقبل، ستكون مشرفة لبلادها وأمتها وقيادتها، مثلما كانت أمهاتكن في خدمة هذا الوطن ، المرأة هي المعنية بتنشئة الأجيال وهي التي تستطيع أن تنجب الأبناء الصالحين والاعتناء بهم أطفالاً وشباباً وكباراً) ثم عمد لبيان تمسك هذه البلاد التام بدستورها الإلهي (كتاب الله وسنته) واعتزازه بتاريخنا وحاضرنا فقال: (إننا أبناء أمة ذات عقيدة، نتمسك ونعمل بأفضل تشريع أنزله الله، نعتز بديننا ونتمسك به ونعتز بأخلاقنا وكرامتنا وسيادتنا على وطننا.. بلادكن هي البلاد الوحيدة التي لم يطأها المستعمرون، هي البلاد التي اعتمدت على الله ثم على ذاتها وعلى أبنائها وبناتها).
لقد كان رائعا أن يفسح سموه المجال لطرح الأسئلة، مؤكدا أنه ما جاء إلا ليتحدث لهن قليلا ويسمع منهن كثيرا، ومن خلال ما طرح ناشد سموه الكريم، كل امرأة يمتنع زوجها من الوفاء بالتزاماته في النفقة على أبنائه، التقدم بشكل عاجل إلى وزارة الداخلية من أجل إعطائها حقها الشرعي كاملا لها ولأبنائها، مؤكدا إيمانه التام أن النفقة حق شرعي على الأب تجاه أبنائه حتى ولو كانت الزوجة مطلقة، وبين سموه أن الدولة ملزمة بتطبيق هذا الحق الشرعي، وطالب وزير الشؤون الاجتماعية، العمل على إنشاء جمعية نسائية تعنى بالمطلقات والنساء العازبات وتهدف لتوفير دخل مادي يحفظ لهن كرامتهن، ولم يكتف سموه بذلك بل تطرق لحاجة الشباب للعمل فقال: (مجلس القوى العاملة سيتابع أعماله من قبلنا شخصيا، فالهدف الاستراتيجي للمملكة سعودة الوظائف، ولا بد من تحقيقه سواء للرجل أو للمرأة، خاصة أنه يوجد خريجون حاصلون على شهادات عليا ولم يحصلوا على وظائف، فأبناؤنا أولى بالعمل).
وقد اشتكت إحدى الحاضرات من نظام التقاعد الذي يصر عند وفاة الأب أو الأم على إلغاء حق الأسرة في الراتب التقاعدي لأحدهما، معترفا بأعلاهما راتبا، وهما اللذان عملا معا طوال حياتهما في سبيل رعاية أسرتهما! والحق مع الشاكية.. فنظام التقاعد المعمول به حاليا لا يكفيه معاناة الأبناء من وفاة أحد الوالدين فساهم في مضاعفة معاناتهم وحرمهم من الراتب التقاعدي لأحدهما.
ولقد حمدت الله أن هذا السؤال طرح، فقد أجاب سموه الكريم: (إنني ممن يناقش هذا الأمر ويطالب به، فعند وفاة الأب أو الأم لا يجب أن يسقط الحق في الراتب التقاعدي، ويجب أن يعتبر جزءا من الورثة، وأن يحصل عليه الوارث وفق الأصول الشرعية) كما بين أنه سبق وبحث هذا الأمر مع وزير الخدمة المدنية ووزير المالية ووعد بمتابعته متابعة شخصية.
وفي هذا الصدد يجدر بي أن أتحدث عن موقف لسمو الأمير نايف بن عبد العزيز حفظه الله، يؤكد حرص سموه التام على كرامة المرأة السعودية، وعلى احترامه وتقديره لها، فقد ابتليت بتجربة منذ سنوات عدة، ولم أجد في هذا الوطن من ينصفني ويساندني بعد الله سبحانه، كما فعل سموه الكريم فجزاه الله عني خيرا، وجزى تلك الأقلام والمنتديات التي انبرت للدفاع عني خيرا.
ففي حين بادر البعض بتجنبي خوفا، والبعض الآخر أخذ يسترق النظر متسائلا أما زالت على قيد الحياة؟! أما زال قلمها يتحرك؟! كنت أحاول أن أتماسك وأن أتابع حياتي، مقنعة نفسي أن ما حدث لم يكن إلا زوبعة في فنجان، إلا أن الذي هز كياني كانت طعنات صوبت نحوي من داخل الوطن، عندها لم أجد بعد الله سبحانه من ينصت لمعاناتي بصبر واهتمام كما فعل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز بارك الله فيه، لقد أنصت لمعاناتي، وأطال الإنصات، ثم عمد - بعد الله - لإعادة ثقتي إلى عهدها، ولأعود بحول الله سبحانه أقوى مما كنت، وأدعو المولى سبحانه أن تكون أعماله كلها حجة له يوم القيامة بإذن الله، فهو الأمير الذي تسبق أفعاله أقواله، فليحفظه الله.


 

أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط