اطبع هذه الصفحة


انطباعات خارج الحوار الوطني وحوله

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام


في تلك القاعة التي ضمتني وغيري لمدة يومين وأحكم إغلاق أبوابها، أفسح المجال لأنفاسنا وأفكارنا للوصول للآفاق، وبالتالي ما كان جاريا في تلك القاعة المخصصة للقاء الوطني للحوار الفكري (حول الخطاب الثقافي وآفاقه المستقبلية) في محافظة الأحساء، يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، أصبح معلوما بالضرورة، إذ اعتمدت إدارة الحوار النقل المباشر للحيثيات وما دار في أحضانها عبر القنوات السعودية، بل وأعادت بثها مجددا.. ولذا سأكتفي بالسياسة التي اعتمدها الحوار الوطني في هذا الشأن ولن أزايد وأنقل رؤيتي لما حدث.
وإن كنت ألتمس اعتماد هذا المركز الوطني لضم باقة من الباقات الرائعة من أبنائنا وبناتنا الشباب من طلاب الجامعات والمراحل الثانوية ولو كمستمعين ومستمعات، وكما أعرف فإن لدى القائمين والقائمات على الحوار القدرة الإدارية لتحقيق وإنجاح ذلك.
ومن ناحية أخرى أطمع لتوقيع مذكرة تفاهم ثقافي تتم بين مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني وجامعة الدمام، كما سبق أن تمت بين معظم جامعاتنا كجامعة الملك سعود والإمام محمد بن سعود الإسلامية، وجامعة الملك عبد العزيز، وجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، جامعة القصيم ، وجامعة حائل، وغيرها من المؤسسات الوطنية ، كوزارة التربية والتعليم والرئاسة العامة لرعاية الشباب، والمؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني ، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغيرها من المؤسسات الوطنية فمن شأن ذلك تعزيز وتنمية ثقافة الحوار بين أفراد المجتمع وخاصة فئة الشباب حلم الأمس وأمل المستقبل.
ولكني بعد هذا الحوار أدين لمجلس الشورى بالشكر والتقدير فخلال انضمامي له تعلمت من أعضائه كيف أتلقى الخلاف على حدته، وأتفاعل معه بشكل لا يرفع ضغطي بحمد الله، وهو الشكر الذي أوجه لرفيقة دربي وصديقة العمر الشاعرة والكاتبة والإنسانة سارة بنت محمد الخثلان صاحبة مركز الأربعائيات الثقافي النسائي التي كانت ضمن المشاركات في هذا الحوار، فهي النموذج الرائع للإنسان المخلص، التي تضع يديها على الجرح دون إيلام، وتصلح دون كسر، كما أشكر تلك السيدة التي ملكت من تعامل معها، مساعد الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، الدكتورة وفاء بنت حمد التويجري ، فقد سعت من اليومين المخصصين لجعل الأجواء حول الحوار الوطني واحة خضراء مع ما كان يحيط بهما من أشواك جارحة تارة ومؤلمة تارة أخرى، كما أشكر إدارة الحوار الذي جمعني بشخصيات عزيزة ما كنت لأجتمع معها بهذا الشكل المتفرد، كما مكنني هذا الحوار من مقابلة ومصافحة شخصيات لأول مرة.
والشكر موصول لذاك الأب والشيخ الجليل معالي الشيخ صالح الحصين الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف ورئيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، الذي بهرني كعادته بسعة صدره وبعد نظره وعلو خلقه وعظيم علمه.
وأخيرا لا بد أن أشكر الأحساء وأهلها وذاك الأمين الذي جدد في الأحساء فبدت للمقبل عليها كالعروس في عرسها، الأمين الذي لم أسمع أحدا من أهالي الأحساء يذكره بسوء أو يسوف عليه أو يعدل، ولا أخفي على القارئ الفاضل محاولتي الجادة للوقوف على أحدهم، ولقد سرني أن أعرف أن هذا الرجل المخلص غادر مدينته الرياض حاملا بين أضلاعه حب وطنه، فلقد هرع أمين محافظة الأحساء المهندس فهد بن محمد الجبير، إلى الأحساء خادما لها منفذا لحلم أهلها، وليس من المستبعد أنه وفي خلال سنوات قليلة تصبح الأحساء معلما سياحيا ينافس معالمنا السياحية الأساسية في بلادنا، وأن أتطلع لتمكينه من إصلاحه الخط السريع الذي يربط بين الأحساء والدمام ليكون مسالما كأهل الأحساء حاملا الفرح باللقاء لا العزاء والمواساة على أموات فقدوا أرواحهم وهم مسافرين على مساره.
كما أتطلع بشغف لجائزة وطنية كبرى تخصص لأفضل أمين في محافظاتنا الوطنية، وتقدم بشكل دوري، لعلها تكون محفزا فاعلا لبذل المزيد والمزيد من الخدمات للوطن والمواطنين، فما حدث في جدة المفجوعة بأهلها ما زال حيا في قلوبنا وضمائرنا التي هالها ما حدث فيها من جريمة لا يمكن أن تغتفر في حق هذا الوطن وفي حق أهله.
ومن ناحية أخرى أطمع أن ينال المشاركون في الحوار الوطني المزيد من التدليل، فيخصص يوم للسياحة الداخلية للوقوف بشكل خاص على المعالم التاريخية للوطن، فالوطن شاسع بحمد الله، والوصول إلى مختلف مناطقه قد لا يكون ميسرا للجميع، والوقوف على تراثنا الحضاري التاريخي أمر مهم للغاية، وإن كان الواجب يحتم علي شكر القائمين عليه فقد مكنوا المشاركين في الأحساء من الوقوف على جانب من جوانب طبيعتها الرائعة، من خلال زيارات خارجية تمت لبعض معالمها، وحين أطلب ذلك فلأن مركز الحوار الوطني اعتمد سياسة موفقة جدا، سياسة قادرة على إفساح المجال لزيارة المشاركين في حواراته، زيارة بعض المعالم التاريخية في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية، فهو يعقد جلساته الحوارية على كافة أراضي الوطن، فهو هنا اليوم وهناك غدا، وفي أقصى الشمال بعد غد، وستجدونه في أقصى الجنوب دون شك.
لقد كنت أطمـع أن يخصـص يوما لوقوف المشاركين عـلى مسجد (جواثا) ثاني مسـجد أقيمت فيه صلاة الجمعـة في الإسلام بعد مسجد رسول الـله صلى الله عليه وسلم، وجـبل القارة وهو من أحد أهم المعالم السياحية في المنطقة الشرقية ، وجميل أن يزار قصر (المصمك) ومتاحف الرياض، وأن يتفحص محتويات متاحف جدة وأبها وغيرهما، فبلادنا رائعة في مقوماتها وخصائصها التاريخية والحضارية، كما أن معالمها التاريخية والجغرافية والبشرية مختلفة، والذي نأمل على إبقاء هذا الاختلاف اختلاف تكامل لا اختلاف تعارض بحول الله.

 

أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط