صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







تدبروا التاريخ لتعلموا من نحن

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام


الرأفة بالمتسللين الذين اعتدوا على حدودنا ومن يقف في صفهم، ومن أيدهم ولو بشكل معنوي محرمة علينا شرعاً، وبنص القرآن الكريم، قال تعالى:
(لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين، إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون) هذه الآية الكريمة تنص على أن من مسببات الجهاد الذود عن الأوطان ورد كيد الأعداء عنها.
وأولئك الشرذمة هم ممن تطاولوا فظلموا بتطاولهم ذاك أنفسهم أولا وأخيرا، إذ كيف يخيل إليهم أنهم وهم الأقزام، أن تجرؤهم وتطلعهم لعملاق كالمملكة العربية السعودية، سيمرر بسلام! وأنهم قادرون على التواجد والتحرك داخل الحدود الشرعية للمملكة العربية السعودية! وأننا سنغض الطرف عن إسفافهم وإفسادهم! أو أننا لا نملك القوة لردع أمثالهم، وردع كل من تسول له نفسه التلاعب أو التذاكي علينا، أو المساس بمقدراتنا!.
ثم ألم يجمع العلماء أن الإسلام جاء لحماية مصالح البشر ومنع الشرور والفساد، وأن حياة البشر لن تستقيم ولن تتم سعادتهم إلا بالمحافظة على المصالح الإنسانية، المصالح التي أرجعها فقهاؤنا إلى خمسة أمور، منها(المحافظة على الدين) أي حفظ الدين الإسلامي من كل ما يفسد اعتقاد أتباعه، ويدخل في حفظ الدين حماية الدولة الإسلامية والذود عنها بكل غالٍ ونفيس.. وبالتالي فجنودنا في الجنوب عندما يقومون بحماية أرضنا وأرواحنا يكونون مطبقين لمقاصد الشريعة مجاهدين مأجورين على ذلك بإذن الله.
نحن نعلم يقينا أن هذه الحرب ليست مذهبية، وأن من يحاول تحويلها لحرب مذهبية حاسد له أهدافه الخاصة، أهداف لن تجد لها صدى على أرض الواقع بإذن الله، فهؤلاء لا يتورعون عن محاربة إخوانهم وأبناء عمومتهم ومواطنيهم وهم على المذهب نفسه، وهم بخروجهم عن الشرعية يسعون لإثارة الفوضى في بلادهم والإطاحة بحكومة شرعية، أما مذهبهم فينعم بحماية دولتهم ورعايتها بل وتأييدها، وبالتالي فمن المضحك أن نجد البعض يحاول جاهدا تحويل موقف حكومة اليمن أو موقف المملكة العربية السعودية من هؤلاء الخارجين عن الشرعية على أنها حرب مذهبية، ومن المضحك أن يفسر بعضهم أن جهادنا ورد الاعتداء عن أرضنا وأعراضنا ومواطنيـنا بذاك التفسير العقيم.
فمن المعلوم بالضرورة أن المملكة العربية السعودية تترفع عن التدخل في الشؤون الداخلية لكافة الدول، كما أنها لا تقبل التدخل في شؤونها الداخلية، ومن اعتقد أنه قادر على ذلك أنصحه مخلصة بإعادة النظر في حساباته، فنحن بحمد الله أحفاد عبد العزيز فارس الصحراء، رضعنا نساء ورجالا قوته وبسالته وعنفوانه، والويل كل الويل لمن يحاول تمرير مخططاته الإجرامية لأرضنا، إذ سيجد نفسه وأذنابه، أمام أسود تتطلع بشرف لنيل الشهادة، وتصفق لها، فهم بذلك ينفذون تعاليم دينهم في ردع الظالمين المعتدين الذين يحاولون إخراجنا من ديارنا وظاهروا على إخراجنا.. أو هكذا ظنوا بجهلهم.
ومما لا شك فيه أن اليمن الشقيـقة تحتل مكانة متميزة في قـلب المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا، فقد اعتاد المواطن اليمني التعايش معنا وبيننا وأصبح بحكم المواطن مجازا، وكما أن ما يحدث من تلك العصابات لا يمت لليمن الشقيقة بصلة، ونحن كوطن سنبقى دوما أشقاء وجيراناً لدولة اليمن، فأبناؤنا بينهم وأبناؤهم بيننا،تعلمنا من شعبهم وتعلم شعبهم منا، وهنا يتوجب علي أن أقول لمن يحاول إفساد هذه العلاقة المتينة، بتصريحاته الجوفاء، إنما بفعله هذا يكون كمن يصطاد في الماء العكر، صيد لن يجني منه إلا الشقاء، فمحاولاته ستبوء بإذن الله بالفشل، وسيعود بخفي حنين، وبما لا يغني ولا يسمن من جوع.
أما جنودنا البواسل المرابطين هناك في الجنوب، فلا أملك إلا أن أشيد بهم وبشجاعتهم وإقدامهم، وبتلك الابتسامة التي تعلوا وجوههم، وبعلامات الرضا التي تظهر على محياهم، فتفانيهم سيسجله التاريخ بحبر معطر بالورد والوفاء والإقدام، هم جنودنا البواسل.. المجاهدون الذين استرخصوا أرواحهم في سبيل أداء الواجب والذود عن أرضنا وأعراضنا، أما شهداء الواجب فقد نالهم من الخير ما تتطلع إليه النفوس المؤمنة، يكفي أنهم استشهدوا في سبيل الله، وأنهم أحياء عند ربهم يرزقون، فجزاهم الله وجنودنا الأبطال عنا خيرا، ورفع قدرهم وحقق لنا النصر كل النصر، ورد كيد أعدائنا في نحورهم إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وإن كنت هنا أتساءل.. وآمـل أن أجـد إجـابة، من وراء هذه العصابات ومن ممولهم بالمال والعتاد الحربي، ومن دربهـم، ومن حرضهم ضد السلطة الشـرعية في بلادهم، ثم من أوهمهم أنهم قادرون على الإفلات إذا ما وقفوا على أرضنا.. ورفعوا السلاح في وجوهنا.. وهددوا أمننا؟! ثم ألم يتدبروا التاريخ ليعلموا من نحن؟! أم أنهم ضخموا أنفسهم إلى الحد الذي لم يتمكنوا معه من رؤيـة مواقع أقدامهم، وضآلة نفوسهم.

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط