صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







المدرسة الأولى للإرهاب

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
الإرهاب الصهيوني وبحق يعد مدرسة إجرامية قائمة بذاتها، هكذا أطل علينا القرن العشرون وهكذا بدت حوافر ذاك الكيان قبل الاحتلال وبعده، فالصهيونية التي آمنت بالعنف وطبقته، لا يمكن أن تكون مثالاً لنا أو لأبنائنا..

حقاًَ هو الرائد بلا منازع، حقاً هو الأول في مجاله وهو الأخير، هو المتفرد في مذهبه وهو العجيب الغريب، هو النسخة الأصلية وكل ما عداها مزور،...إرهاب منظمات وإرهاب احتلال، وإرهاب أجساد لا تملك من المعاني الإنسانية إلا مظهرها الخارجي، بل حتى ذلك المظهر أصبح مدار شك عند كثيرين.. هذا هو الإرهاب الصهيوني.
إرهاب طال حتى أهله، طال حتى حلفاءه..تاريخ طويل محمل بالغدر والخيانة، هذا هو تاريخ الكيان الصهيوني قبل الاحتلال وبعده..فالغارات الليلية لتحقيق المفاجأة،ولتحقيق أقسى صنوف الغدر، نسف وحرق النساء والأطفال والشيوخ، ذلك كله وغيره من الوسائل الوحشية الفضلى لذلك الكيان ومنظماته الإجرامية.. ومنذ أيامه الأولى..

فالوكالة اليهودية كانت وما زالت القلب النابض لذلك الكيان الإرهابي، قلب كثيراً ما أعلن في الظاهر اختلافه مع المنظمات الإرهابية المنظمة، ولم لا يكون حاله معها هكذا ما دام سيصل بهم لمزيد من التدمير في صف كل من أظهر- ولو مجاملة- تفهمه للحق الفلسطيني في السعي للحياة على أرض الآباء والأجداد.. وكالة تعمد لتغيير جلدها بحسب ما يقتضيه الحال، مع التزامها ببث السموم كلما سنح المقام لذلك..

عام 1943 تم اغتيال اللورد(موين) وزير الدولة البريطاني على يد اثنين من اليهود تابعين للمنظمة الصهيونية (ليحي)، فهددت وتوعدت الوكالة اليهودية تلك المنظمة الصهيونية بالويل والثبور، ولتعود لمصافحتها ومغازلتها في غفلة من حلفائها الإنجليز..

عام 1945، اتفق قادة ثلاث منظمات صهيونية إرهابية هي (الهاجاناة، الأرجون، ليحي) وبعلم وتأييد الوكالة اليهودية، على القيام بأعمال إرهابية ضد القوات البريطانية، أعمال تدميرية طالت قوارب حكومية كانت تستخدمها الدوريات الساحلية للقوات البريطانية، بهدف تنظيم استقبال المهاجرين اليهود، ومنع الهجرة غير القانونية للجاليات اليهودية لفلسطين، وفي العام نفسه تم ما يقارب خمسمئة تفجير للسكك الحديدية الواصلة بين سوريا وغزة، بهدف مقاومة قانون القوات البريطانية الرافض للهجرة اليهودية غير الشرعية، أما العام الذي يليه فقد نظموا هجوماً إرهابيا لمنشآت أمن بريطانية للغرض نفسه..
وفي عام 1946 نفسه، حدثت عملية إرهابية كانت علامة بارزة على وحشية وخطورة هذا التنظيم الإرهابي آنذاك، الذي لم يكتف بالمساس بالحياة العربية،بأهل فلسطين فقط، كما تبين وسيتبين لكل باحث محايد، بل إرهاب وجه أنظاره وأنيابه المسمومة لأجساد حلفائه البريطانيين، الذين مهدوا له الطريق، وأفسحوا له المجال ليعيث في الأرض فساداً..

وإليكم ما حدث، فقد سمع سكان القدس ظهر يوم الثاني والعشرين من يوليو من ذلك العام، دوي انفجار هائل هز القدس تاركا فندق(الملك داود) وقد سقط أرضا، مخلفاً مئتي قتيل معظمهم من الرعايا البريطانيين العاملين في السلك الدبلوماسي، كانت جريمة منظمة، مخططاً لها، متوقعاً لنتائجها، وكيف لا يكون ذلك؟، وكان معلوماً لدى المنظمات الإرهابية الصهيونية أن الجزء الجنوبي من فندق (الملك داود) بالقدس هو مقر المؤسسات الحكومية لحليفتهم بريطانيا، حيث يوجد جهاز القيادة العامة لقواتها، وجهاز مخابراتها.. ولم تكتف المنظمات الصهيونية في ذلك العام بهذه الجريمة المرعبة بل استمرت في عملياتها الإرهابية الاستفزازية لتصل لخارج حدود فلسطين المحتلة،، إذ قامت إحدى تلك المنظمات الصهيونية الإرهابية في العام نفسه بإلقاء قنابل على السفارة البريطانية في روما كما أعدمت ضباطا بريطانيين عام 1947.
ولم تكتف تلك المنظمات الإرهابية الصهيونية نواة الكيان الصهيوني الحالي، بالتعرض لإفساد وتفجير المنشآت العامة، الموجودة على أرض فلسطين، بل ركزوا جرمهم وغدرهم على غيرها من المنشآت المدنية وبمزيد من القسوة، فعلى القرى السكنية الآمنة، وفي ظلمة الليل الحالك، كان يحلو لهم سفك دماء الأبرياء العزل...
هم أول من نفذ بإتقان مقزز تفجير الحافلات والسيارات الخاصة، وسيارات الشحن، والمحلات التجارية، والمقاهي والمطاعم، والأماكن العامة الآمنة بالعزل من البشر، هم أول من قصف أجساد المارة أطفالا كانوا أم نساء..

بل إن هذا الإرهاب طال حتى اليهود أنفسهم فقد قامت تلك المنظمات الإجرامية باغتيالات منظمة لبني جلدتهم سعيا منهم لإحراج السلطات البريطانية، ففي عام 1940، فجروا باخرة قرب فلسطين كانت تحمل ألفا وتسعمئة يهودي، رفضت القوات البريطانية استقبالهم لعدم شرعية هجرتهم، وتكررت تلك السياسة من إغراق سفن تحمل مهاجرين يهودا غير شرعيين، لغرض إحراج بريطانيا عالمياً، حليفتهم الأولى آنذاك..
إرهاب منظم لا يعرف حليفاً أو رقيباً.. لا يعرف إلا تلطيخ أيامه بكل غدر.. إرهاب أصبح اليوم إرهاب كيان قائم على الاحتلال بأبشع صوره، مدعماً بمؤسسات حكومية إرهابية، إرهاب كيان صهيوني محتل غاصب يتباهى يوميا وعلى مدار الساعة بجرائم شناعتها أكثر دماراً ودموية من تلك التي أشرنا إليها، جرائم يظل الإنسان الحر رافضا لها مطالبا بمحاكمة أهلها.. محاكمة ستتم بعون الله عاجلاً أم آجلاً..
الإرهاب الصهيوني وبحق يعد مدرسة إجرامية قائمة بذاتها، هكذا أطل علينا القرن العشرون وهكذا بدت حوافر ذاك الكيان قبل الاحتلال وبعده، فالصهيونية التي آمنت بالعنف وطبقته، لا يمكن أن تكون مثالاً لنا أو لأبنائنا..
وأخيرا ليس من الغريب أن نسمع أصواتا شاذة لشعراء صهاينة تحرض على الإرهاب بكل أبعاده، فها هو الشاعر ( أبشلوم كور ) الصهيوني المتطرف يقول:
لو كنت قائدا لجيشنا العظيم..
لزرعت الموت والدمار..
في كل المزارع والشوارع..
في كل المساجد والكنائس..

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط