اطبع هذه الصفحة


إيباك على عرش النفوذ الأمريكي دون منازع...

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
أ
كاديمية سعودية .. جامعة الملك فيصل الدمام

 
لقد تغلل (إيباك) الصهيوني في عمق دار السياسة الأمريكية لدرجة أن رؤساء الولايات المتحدة كانوا يعمدون للجوء إليه كلما واجهتهم أزمة سياسية متعلقة وقضية الشرق الأوسط، وهذه اللجنة كغيرها من اللجان الأمريكية ذات انتماء صهيوني، تتباهى بمساندتها للسياسية الإسرائيلية اليهودية

إن الوضع الراهن للولايات المتحدة ينذر بالخطر، فالمواطن الأمريكي في طريقه - لو لم يبادر برفض ذاك الخنوع - للسقوط أمام الاكتساح اليهودي الأمريكي، وكيف لا يكون هذا حاله في الغد القريب والأوضاع السياسية الأمريكية الحالية تؤكد تحكم الأقلية اليهودية الكاسحة لمجرياتها السياسية الداخلية والخارجية على السواء...
ولأني أعتقد بل أجزم أن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تطمح بتكتلاتها الصهيونية اليهودية لحكم العالم، وللجلوس اليوم قبل الغد على عرش الإنسانية دون منازع، تطمح لامتلاك سلطة عالمية تمكنها من تغيير الحكومات، التصرف في الأرزاق، تقييد هذا وقتل ذاك، تطمح للحصول على تأييد عالمي ولأني أجزم أنها تعتقد- مخطئة- أن العالم اليوم أجبن من أن يبت ببنت شفة، أمام أي تطاول يصدر منها، حتى لو كان موجهاً لشعوب العالم، أو طال خصائصها، ولأن أمريكا تفتقد مستشارين مخلصين لأمريكا يسمع لأصواتهم، بل يسمح لأفكارهم بالظهور... كان لا بد أن نطالب بمساندة تلك الأصوات الحرة الأمريكية التي نالها الكثير من الضيم بسبب تمسكها بمصالحها القومية الأمريكية... الأصوات التي طالبت وبكل شجاعة الوقوف مع الحق في وجه التطاول والجشع.
إن العالم الرابض على الساحة السياسية الأمريكية عالم غريب عجيب، مصالح متضاربة، أصوات مكممة،و نفوس خائفة، تكتلات صهيونية مجيشة، هذا هو العالم السياسي بواقعه المرير... ووضعه الحزين، مواطنون أمريكيون تجمعهم أهداف يهودية عرقية لها في نفوسهم الأولوية أمام أي تعارض وتلك الأهداف، تكتلات صهيونية أمريكية تحت مسميات مختلفة فها هي (إيباك) اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للشؤون العامة، الأشهر في الكونجرس الأمريكي، لجنة اقترح على القائمين عليها تغيير مسماها لتصبح (اللجنة الإسرائيلية الأمريكية العامة)، وإن كنت أحبذ رفع كلمة (الأمريكية) من اسمها لتكون كما ينبئ واقع حالها (اللجنة الإسرائيلية العامة) ولا مانع من إضافة لهذا الاسم عبارة (في أرض المهجر)..!!
وبالإمكان الاكتفاء بعبارة صدرت عن نائب من (أوهايو)، تحدث من خلالها عن رؤيته (لإيباك) لتبيان خطورة هذه اللجنة وتهديدها للمصالح الأمريكية القومية إذ جاء على لسانه: (إن إيباك هي أكثر المجموعات الضاغطة نفوذاً في الكابتول هيل - مبنى الكونجرس - وأقلها رحمة، وهي تعرف ماذا تفعل، ولديها المال والرجال، وكثير من الأنصار، والقضية الأساسية التي تعتمد عليها هي قضية يتعاطف معها معظم الأمريكيين مع الأسف... ومما يؤسفني عجز مخططي السياسة الأمريكية بسبب نفوذ إيباك.
وعن هذا النفوذ الضالع لإيباك في السياسة الأمريكية تحدث دون مواربة رئيس إيباك، توماس، أ داين، عام 1921م، بعد الانتخابات، بقوله: (ولهذا السبب يستطيع اليهود الأمريكيون أن يضعوا جدول أعمال سياستنا الخارجية) وهو يعني هنا سياسة أمريكا الخارجية...
لقد تغلل (إيباك) الصهيوني في عمق دار السياسة الأمريكية لدرجة أن رؤساء الولايات المتحدة و بالتحديد منذ عهد الرئيس السابق (ريجان) كانوا يعمدون للجوء إليه كلما واجهتهم أزمة سياسية متعلقة وقضية الشرق الأوسط، وهذه اللجنة كغيرها من اللجان الأمريكية ذات انتماء صهيوني، تتباهى بمساندتها للسياسية الإسرائيلية اليهودية لقد استطاعت هذه اللجنة كغيرها من اللجان التي تهتم بالمصالح الصهيونية النجاة من ضمها لقائمة الوكلاء الأجانب وفق القانون الأمريكي، من خلال رفضها قبض معونات، إلا من متبرعين أمريكيي الجنسية، ولا مانع من كونهم مزدوجي الجنسية، فهي تقبل، بل تحرض مزدوجي الجنسية من أمريكي إسرائيلي، الجنسية.
إن أعضاء (إيباك) بطبيعة أحوالهم وتحركاتهم عملاء أجانب لدولة إسرائيل سواء اعترفوا بذلك أم لا، فاهتمامهم في المقام الأول ينصب ومصالح دولة صهيون، مناصرتها، ومحاربة معارضيها سواء ظهروا عبر وسائل الإعلام، أو في الجمعيات الدينية،أو الكليات العلمية أو عبر أي مجال آخر، سواء كان ذلك داخل أمريكا أو خارجها، ودون النظر في انتماء أفرادها لأمريكا أم لغيرها...
وقبل أن أنهي هذه السطور، أود أن أترككم مع حديث السيد (بول بيت مكلوسكي) النائب من كاليفورنيا، والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية في الولايات المتحدة الأمريكية، بدأه بسؤال استفزازي جاء فيه: (هل اللوبي الإسرائيلي في أمريكا يستحوذ على نفوذ أكثر من اللازم !؟).. وليرد على ذلك بقوله: (أجل، إن هذا اللوبي يشكل عقبة في سبيل سلام حقيقي في الشرق الأوسط).

ليشير بعدها إلى أنه مع وجود الاختلاف الجذري بين مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل، فالإلحاح دائم توجهه الجالية اليهودية للكونجرس بهدف الدعم لدولة إسرائيل... وليقول: (إذا كان للولايات المتحدة أن تعمل بفعالية من أجل السلام في الشرق الأوسط، فلا بد من إدراك قوة هذا اللوبي والتصدي له في مناقشة مفتوحة وعادلة..).


 

أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط