اطبع هذه الصفحة


"درع الجزيرة" درعنا الصامد بحول الله

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
اكاديمية سعودية في جامعة الدمام


إن أقل ما يمكن لنا أن نقدمه لدولة جارة نرتبط معها بأواصر تاريخية قديمة هو المساندة وقت الحاجة، ومساندة المملكة العربية السعودية ودول الخليج لمملكة البحرين تحركت على أرضية قانونية لا غبار عليها


نُشهد الله سبحانه إننا كشعب نحملكم في قلوبنا وإننا نفديكم بأرواحنا، فأنت يا والدنا ويا مليكنا اخترت خدمة الحرمين الشريفين، وخدمة الحجاج والمعتمرين، وخدمة الإسلام والمسلمين، اخترت رعاية شعبك والسعي لخيره، فكانت أوامرك دوما تفوق تطلعاته، فإن كنت تحبنا يا سيدي فنحن نحبك أضعاف حبك لنا، ونسعى بعون الله سبحانه أن نكون عند حسن ظنكك بنا، وظن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام، وظن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وظن حكومتكم الرشيدة، وأجزم أن الشعب السعودي ما أن سمعكم تقولون "ولا تنسوني من دعائكم" حتى لهجت ألسنته بالدعاء لكم بطول العمر وبالصحة والعافية وأن يجزيك عنا خير الجزاء، ويعينكم ويسدد خطاكم لما يحبه ويرضاه، بل إن رسائل الجوال التي انهمرت على الهواتف النقالة كانت تذكر وتطالب بضرورة التوجه إلى الله سبحانه بالدعاء لكم حفظكم الله، خاصة في ساعة الإجابة من يوم الجمعة وهذا أقل ما يمكن أن يدل على علو مكانتكم في قلوبنا ووجداننا لا حرمنا الله منكم.
يا والدنا.. إن كنتم تفتخرون بنا فنحن نفتخر بكم وبسياساتكم الحكيمة ونفتخر بأننا ننتمي لهذا الوطن الشامخ العزيز بدينه ثم بقادته وشعبه.. ألا يحق لنا أن نفتخر بوطن عرف بكرمه وشموخه ووفائه فها هو يلبي دعوة إخوة لنا في "مملكة البحرين" العزيزة علينا، دعوة استندت إلى قرارات مجلس التعاون لدول الخليج العربي، فطالبت بمساندة عسكرية وأمنية من قوات درع الجزيرة التابع لمجلس التعاون الخليجي، ولغرض محدد منحصر في حماية مقدراتها ومؤسساتها من عبث الخارجين عن القوانين المحلية والدولية، ولتتفرغ بأجهزتها الأمنية الوطنية للتعامل الجاد والحاسم مع هؤلاء العابثين بأمن البحرين، فتفرض الأمن ولو بالقوة.. بعد أن حاول هؤلاء نشر الفوضى وترويع الآمنين.
لقد شعرنا بالزهو ونحن نتابع سيارات بحرينية قد وقفت وخرج أهلها حفظهم الله لاستقبال جنودنا الشباب المقبلين عليهم والترحيب بهم حفظهم الله، كنا نشعر بالزهو ونحن نرى الشعب البحريني الطيب وقد جسد ولاءه للملك حمد حفظه الله، فبادر بشكر والدنا أبي متعب أطال الله في عمره وجزاه الله خير الجزاء، يقينا منهم أنه لبى دعوة ملكيهم وقائدهم الساعي لخيرهم وأمنهم.
إن ما حدث على أرض مملكة البحرين ساءنا حكومات وشعوب خليجية وهو لا يتلاءم جملة وتفصيلا مع سياسة دول مجلس التعاون التي حرصت وتحرص في المجمل على رعاية شعبها ورقيه، فقد ظهر أناس ادعوا أنهم مواطنون بحرينيون يحملون في قلوبهم حب البحرين، ثم حاولوا بين ليلة وضحاها تحويلها إلى أرض عصابات تفتقد لمقومات الحياة.. فلا أمن ولا أمان ولا حراك إنساني طبيعي، فالعصيان المدني فرض على الشعب البحريني المسالم بالقوة ونال المواطنين والمقيمين التهديد والوعيد لإرغامهم على تنفيذه، ونال آخرين القتلُ والتنكيل رحمهم الله جميعا، بل إن سفك الدماء الزكية لم يكن ليشفي غليل هؤلاء الخارجين عن القانون، ولولا أن من الله سبحانه عليهم بقيادة حكيمة رشيدة، لتحولت البحرين إلى ما يشبه الصومال أو العراق أو أفغانستان.
ويجدر بنا إحقاقا للحق أن نعلن يقيننا أننا ندرك تماما أن ما ارتكبه هؤلاء، الذين كانوا ومازالوا في غيهم يعمهون، جريمة في حق أوطانهم وأن العدالة تقتضي إنزال أشد العقوبة بهم، إلا أن تعميم ذلك على أفراد طائفتهم أمرغيرمقبول، فليس كافة هؤلاء مخربين ولا مشعلي الفتنة، وكل ما نتطلع إليه هو سعي عقلائهم لتوعية أبنائهم بالعواقب الوخيمة المترتبة على تهورهم وخروجهم على النظام العام، كما يجب على الشعب التعامل معهم من منطلق قوله تعالى: "ولا تزر وازرة وزر أخرى" فلا يعاقب البرئ بجريرة المذنب.
ومن ناحية أخرى لا أعتقد أن أحد سيلومنا لو التزمنا مستقبلا الحذر كل الحذر فبعض هؤلاء لا يحترمون عقلاءهم، والذين حاولوا إشعال الفتنة في البحرين ادعوا المطالبة بالإصلاح وهم في الواقع لم يكونوا كذلك أو قريبين من ذلك، لقد كانت نياتهم مبيتة لإحداث انقلاب مسلح، فقد استخدموا الأسلحة البيضاء وحولوها إلى حمراء بسبب دماء الضحايا، هؤلاء ولاؤهم متحقق لخارج وطنهم.. ولو على فرض أنهم كانوا مخلصين لوطنهم يريدون الإصلاح لبادروا بالاستجابة لطلب ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد" بارك الله به، والذي طالب كافة الأطراف الوطنية بالجلوس للحوار والتباحث سعيا منه لتحقيق المصلحة الوطنية، لكن هؤلاء ملئت قلوبهم بالحقد والكره لكل بحريني معارض لتوجهاتهم ولو كان ينتمي لطائفتهم، هؤلاء لم يكونوا يتورعون عن إحراق الأخضر واليابس في سبيل إنجاح مخططاتهم.. التي لا تخرج عن كونهم يريدون الحكم ويريدون إذلال الخلق وترويع الآمنين وتسييس أفكارهم بإملاءات خارجية أتت وما زالت تأتي من الخارج.
إن أقل ما يمكن لنا أن نقدمه لدولة جارة نرتبط معها بأواصر تاريخية قديمة هو المساندة وقت الحاجة، ومساندة المملكة العربية السعودية ودول الخليج لمملكة البحرين تحركت على أرضية قانونية لا غبارعليها، وانضمام جنودنا لدرع الجزيرة أمر واجب يحتمه علينا الجوار واتفاقيات مجلس التعاون لدول الخليج العربي.. إن "درع الجزيرة".. درعنا الصامد بحول الله سبحانه

 

أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط