اطبع هذه الصفحة


الشكر لا يكفي.. فجزاك الله خيرا

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
اكاديمية سعودية في جامعة الدمام


الأميرة جواهر سخرت جهدها لخدمة القطاع النسائي على اختلاف مجالاته التعليمية والثقافية، وجندت وقتها لخدمة الأعمال الخيرية، وحفزت أولادها وبناتها للبذل في هذا الجانب


كان من الصعب أن أمر مرور الكرام أمام كلمات كتبها الأستاذ الفاضل حسن الجاسر في حق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز حفظه الله، الذي أمضى سنوات في رعاية وخدمة مصالح سكان المنطقة الشرقية، ذلك أن الأمير محمد وضع في مواجهة الجمهور رجالا مثلوه أفضل تمثيل، رجالا كانوا أمناء في نقل معاناة المواطنين له، فعلى سبيل المثال الأستاذ حسن الجاسر اعتاد نقل معاناة المواطنين والمقيمين وبكل شفافية للأمير محمد، وكان الكثير منهم يجد من سمو الأمير ـ بعد الله ـ النصرة، لقد ترك الأمير محمد بصمات خيرة آملا أن تكون حجة له عند المولى سبحانه، فدعم التفوق على اختلاف مراحله، للقيادات الشابة ولرجال الدعوة والأعمال الخيرية، ودعم المرأة المتطلعة لإنشاء عمل خاص، كان رفيقا بالضعفاء رحيما بالأيتام، ولأني لا أدعي المثالية سأتوقف عند تتويجه لي عام 1425، ولأكون المتحدثة الضيفة في الحفل الخاص بجائزة التفوق العلمي، التي تحمل اسمه الكريم، والجائزة التي كان أول من استحدثها في المملكة العربية السعودية.
لقد كانت لحظات لا تنسى، اختلطت فيها مشاعر الفرح بالحزن، فبقدر فرحتي وفخري وأنا أقف أمام الطالبات المتفوقات وأمهاتهن والكوادر النسائية التربوية منها والعلمية، كان الحزن واضحا على ملامح أغلب حضور المناسبة وعلى رأسهم الأميرة جواهر بنت نايف، فبعد أيام قلائل كانت ستغادرنا الأميرة عبير بنت فيصل بن تركي حرم الأمير سعود بن نايف الذي كلف آنذاك باستلام سفارتنا في إسبانيا.
ولكن اليوم لن أتحدث عن الأمير محمد بن فهد جزاه الله عنا خيرا، بل سأتحدث عن رفيقة دربه، زوجته وأم أولاده، الأميرة التي أقبلت منذ سنوات على المنطقة الشرقية وهي في ريعان شبابها، ومن ذلك الحين وهي تسخر جهدها لخدمة القطاع النسائي على اختلاف مجالاته التعليمية والخيرية والثقافية، كانت تتعامل مع من هن أكبر منها سنا معاملة الابنة البارة، وكالأخت المحبة مع من هن في مثل سنها، وكالأم الحنون مع الأطفال والأيتام بصفة خاصة، كانت تشارك ما استطاعت أفراح سكان المنطقة، كما كانت تحرص على مواساتهن وقت أحزانهن، الأميرة التي أبهرت القطاع النسائي بتواضعها وبساطتها وتفانيها في خدمة كافة القطاعات النسائية الشابة.
ما زلت أذكر المرة الأولى التي رأيتها فيها، وذلك عندما كانت تمشي بمفردها في ممرات الكلية متوجهة للمشاركة في اجتماع ما، عندها همست إحداهن في أذني: إنها فلانة..! ثم توالت الأيام لأراها في مناسبات عدة متيقظة متابعة لكل ما يعرض أمام الحضور، ولا أذكر أنها انشغلت طويلا بحديث جانبي. إن خدماتها لا يمكن أن تنسى، فلم يعهد القطاع النسائي في المنطقة الشرقية أميرة وفي مقتبل العمر بذلت في سبيل خدمته ما بذلت، ولا أعطت من عمرها ما أعطت، فجزاها الله عنا خيرا وبارك فيها.
هذه الأميرة جندت وقتها لخدمة الأعمال الخيرية وبرعت في ذلك، وحفزت أولادها وبناتها وأسرتها للبذل في هذا الجانب، وقد لا أكون ممن حالفه الحظ فعمل معها أو تابع أعمالها، ولكني أعرف شخصيات نسوية فاعلة وخيرة قضت جل حياتها تعمل في المجال الخيري، ومنهن الأخت الفاضلة بدرية العثمان هذه السيدة عندما تتحدث عن أميرتنا تدرك أنك أمام أميرة مميزة وفاضلة، أما عضو مجلس الشورى أختي الغالية الدكتورة الجوهرة بوبشيت فلم أرها تمدح أحدا قدر مديحها لأميرتنا، وإن كان عطاء الأميرة ليس بحاجة لشهادة، فالمتابع لأخبارها ونشاطها طوال 27 عاما، والمشاهد لتعاملها مع المقبلين عليها يدرك أنها إنسانة فاضلة.
وإن أردت معرفة كنه هذه الأميرة فعليك التوجه إلى مركز الأميرة جواهر لمشاعل الخير، والتابع لجمعية البر بالمنطقة الشرقية، لترى بعينك ما تعجز الكلمات عن رصده، هذا المشروع الفريد من نوعه ليس على مستوى المملكة فقط بل على المستوى الإقليمي نال اهتمامها المباشر ومنذ أيامه الأولى، قبل وأثناء بنائه وبعد افتتاحه، "وكانت رعايتها المتواصلة له وبأدق التفاصيل من أهم أسباب نجاحه ووصوله لهذه المرحلة المتفردة والمميزة بحمد الله، هذا المشروع أشبه بخلية نحل، كل ما فيه منظم وأنيق، فمبناه من الخارج بسيط يماثل المباني الأخرى المعدة في الأصل لرعاية خصوصية المرأة السعودية، أما من الداخل فحدث ولا حرج.. فالمبنى يعد تحفة معمارية رائعة التصميم، فقد روعيت فيه كافة احتياجات المرأة وراحتها، أما خدماته فعالية المستوى، أما عن أنشطته فتوجه في المقام الأول لإيواء وتأهيل وتدريب وتوظيف فتيات الأسر المحتاجة ورفع مستواهن المعيشي، وزيادة فرص العمل المتاحة لهن.. وتدريب المتطلعات للتدريب من غير الأسر المحتاجة، مع أن الأولية تكون دوما لبنات المركز وبنات جمعية البر. والأجمل في هذا المركز أن نسبة السعودة تصل حوالي 98%..".
وعلى حد علمي أن كافة الأنشطة التي تدار في هذا المركز تكون برعاية مباشرة من أميرتنا، وقد شاهدتها منذ أعوام في معرض من المعارض التي ينظمها المركز، تطيل الحديث مع إحدى بناتنا الشابات حول منسوجات شعبية رائعة قامت بإنجازها، ورأيت كيف كانتا تتبادلان الحديث بود ظاهر.
لن نقول وداعا يا أميرتنا جواهر بنت نايف بن عبدالعزيز، فنحن على يقين أن حبل الوصل لن ينقطع بيننا، وأننا سنراك مقبلة علينا متابعة لأخبارنا، ولأن الشكر لا يكفي.. نقول جزاك الله عنا خيرا .


 

أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط