اطبع هذه الصفحة


"داعش" وباء علينا استئصاله

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
@OmaimaAlJalahma
اكاديمية سعودية في جامعة الدمام


ما نحتاجه ها هنا ليس الهجوم على "داعش".. بل نريد إظهار الحقائق بأدلتها وتعريتهم بأفعالهم وأقوالهم ونقضهم لعهود قطعوها على أنفسهم .. نريد أن نبين لماذا وجهوا ظهورهم لشبيحة بشار وأعوانه، ولماذا مدافعهم مصوبة على الثوار والمدنيين الأبرياء؟



"داعش" جماعة لا أعرف قبلتها ولا أستوعب مبادئها إن كان لها أي منهما.. فقد استباحت الدماء وادعت الكمال، كما كفرت الكثير من أهل السنة والجماعة.. من تجرأ منهم وخالفها أو رفض مبايعتها والوقوف تحت الملوثة بدماء الأبرياء، هؤلاء اغتصبوا الحقوق جاعلين من أنفسهم آلهة يحرمون ويحللون...هم لا يعرفون إلا طريقا واحدا، ألا وهو سفك المزيد من الدماء، هؤلاء صافحوا النظام السوري والعراقي وادعوا خلاف ذلك.

القضية المطروحة هنا ليست "داعش" فقط، بل من تتلاعب وتلاعبت بهم هذه الجماعة المارقة كما وصفهم الأستاذ الدكتور "عبدالعزيز بن فوزان الفوزان" القضية تتعلق بشعارات إسلامية اتخذتها "داعش"، وهي أبعد ما تكون عنها.. منها، وإليها.

بالله عليكم.. كيف ستكون ردة فعل أطفال سورية لو وجدوا أنفسهم أيتاما بسبب جماعة تدعي أنها جند الله في أرضه.. لو حُرموا من آبائهم وإخوانهم باسم من ادعى الدين زورا وبهتانا، مما يدعون أنهم يرفعون راية الإسلام ويطبقون شرعه، هل سيقبلون على كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، أم إلى النقيض هم سائرون؟! هل سيتقبلون حقيقة الدين كما هي ناصعة بيضاء.. أم كما وصلتهم مشوهة على يد هؤلاء؟.

الواجب يحتم تعاون علمائنا الأفاضل وتوضيح حقيقة هذه الجماعة وأمثالها.. وعلماؤنا أهل لهذه المهمة العقدية ابتداء والأمنية انتهاء، فبعض شبابنا قد ينخدع بهم، فرسائلهم الملغمة بالكذب قد تخترق الأسوار والحدود من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، هذه الجماعة من الخطورة بمكان، فمع بداية ظهور هذه الجماعة انخدع بهم بعض العلماء الأفاضل الذين سرعان ما رجعوا عن موقفهم مظهرين تهافت مذهبهم بحمد الله.. فإن اختلط أمرهم على هؤلاء والتبس.. فكيف سيكون حال شبابنا الغض معهم.

ومن جانب آخر على أصحاب الفكر التعاون من جهتهم في سبيل هذا الهدف، فأبناؤنا بطبعهم خيرون يبتغون رضا الله ونصرة المظلوم، وقد يعتقدون أن هؤلاء مجاهدون في سبيل الله يدافعون عن أهل سورية، فيقبلون عليهم دون تدبر الأمر ودون الرجوع لأهل العلم، ظنا منهم أن هذه الجماعة على حق.. ليت الحقائق تتضح حول هذه الجماعة وأمثالها.. فقد كثرت أسئلة الشباب التي في معظمها تلمح إلى أنها جماعة جهادية تبذل نفسها في سبيل الله سبحانه..

كما أتمنى أن يعمد أئمة الحرمين الشريفين إلى توعية المسلمين بخطورة هؤلاء المكفرين لكل من رفض رايتهم، الذين عاثوا في الأرض فسادا مدعين نصرة الإسلام وأهل السنة والجماعة، وليت خطباء المساجد يوضحون المجازر التي يرتكبها هؤلاء، ليتهم يظهرون حقيقة أهداف هذه الجماعة وتطلعاتها، فما تهدف إليه ليس نصرة سورية وأهلها، بل أهداف مغيبة عن العامة قد يدركها المتتبع لأفعالهم وكلماتهم..

هؤلاء لا يحترمون الموتى إذ لا يتورعون عن اللعب بجثث قتلاهم، فيعمدون إلى تصوير أنفسهم وهم يرفعون الرؤوس التي عمدوا إلى فصلها عن أجسادها ظلما وبهتانا.. تارة من رقابهم، وتارة من شعورهم..

لقد شاهدت جزءا من شريط صور بعض هذه الأفعال الإجرامية، فلم أتمكن من إكماله لوحشيته.. لقد ندمت لما اعتراني من شك في إمكانية قيامهم بمثل تلك الأفعال، ندمت لأني سعيت إلى رؤية الشريط لعلي أبرئهم مما سمعت عنهم.. هؤلاء القوم مجرمون.. هم وباء يجب استئصاله ومن ثم القضاء عليه.

هم يوجهون أسلحتهم باتجاه المعارضة وباتجاه المدنيين على السواء، إذ لا يهمهم من يقف أمامهم.. طفلا كان أو امرأة أو شيخا مسنا، هؤلاء لا يستهدفون شبيحة بشار وزبانيته من إيران وحزب الله، فقد وجهوا مدافعهم إلى المعارضة السورية التي تدافع عن سورية وأهلها.. هؤلاء الذراع الخفي لعصابة بشار وزبانيته..

ومن المؤكد أن بينهم من هو مغرر بهم ممن اعتقدوا أن هذه الجماعة تجاهد في سبيل الله، وتعمد إلى نصرة أهل سورية، إذ انضموا إليها من هذا الباب، وهكذا وقعوا في المحظور شرعا، فقتلوا المسلمين واعتدوا عليهم، لقد فعلوا ذلك وهم يظنون أنهم مجاهدون في سبيل الله سبحانه، وأنهم بذلوا أنفسهم في سبيل نصرة المستضعفين في الأرض.. هؤلاء المغرر بهم قد يتضاعف عددهم إن لم نغلق هذا الخندق وبإحكام.

إن ما نحتاجه ها هنا ليس الهجوم عليهم.. نريد إظهار الحقائق بأدلتها وتعريتهم بأفعالهم وأقوالهم ونقضهم لعهود قطعوها على أنفسهم .. نريد معرفة كيف تحول من ادعوا أنهم جاؤوا ليحموا سورية إلى حراميها.. نريد أن نبين لماذا وجهوا ظهورهم لشبيحة بشار وأعوانه، ولماذا مدافعهم مصوبة على الثوار وعلى المدنيين الأبرياء؟.. وعلى فرض أنهم ليسوا أصابع النظام المسمومة، فهل يتطلعون لاحتلال سورية.. أسئلة خطرت على بال الكثيرين.. أسئلة نخشى مواجهتها.

وأخيرا ألا يكفي المضطهدين والمشردين من أهل سورية ظلم بشار وشبيحته وأعوانه القادمون من إيران ولبنان، ليخرج عليهم من كان يفترض أنه معهم يدافع عنهم..
 

أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط