اطبع هذه الصفحة


ما زلنا ننتظر من سموكما الكثير

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
@OmaimaAlJalahma
اكاديمية سعودية في جامعة الدمام


الأمير سعود الفيصل لن يروق له العيش دون حراك نشط، إذ آمل أن يخصص ساعات وبشكل أسبوعي للجلوس إلى لجنة أكاديمية تعمل على رصد تحركاته السياسية طوال أربعة عقود، وتهدف لرصد الآلية التي اعتمدها وتمكن بها بعد الله سبحانه من إنجاح سياسة المملكة.


تناقل الناس خلال الأسبوع الماضي الكثير من الثناء في حق شخصيتين سعوديتين لهما وزنهما في الداخل والخارج، وأنا ها هنا لا أتعرض لهما لشكرهما، فخدمتهما لهذه البلاد حكومة وشعبا لا توفيها كلمات سرعان ما تطوى في عالم النسيان، أنا هنا أعلن أني كمواطنة سعودية أنتظر منهما الكثير، فقرب صاحب السمو الملكي الأمير مقرن -حفظه الله- من أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أمر متحقق إن شاء الله، ولو من خلال إبداء الرأي عند طلبه، وهو دون شك سيبادر كعادته لتلبية نداء الواجب، هذا عهدناه في سموه الكريم الذي خدم البلاد أميرا للمناطق ثم رئيسا للاستخبارات ومستشارا لخادم الحرمين الشريفين ومبعوثا خاصا له، وقبل هذا وذاك كان طيارا في القوات الجوية السعودية. لقد استمرت خدمة سموه -حفظه الله- للبلاد حكومة وشعبا قرابة نصف قرن، فلقد استمر ومنذ ستينات القرن الماضي على رأس العمل العام، جزاه الله عنا خيرا، وقبول خادم الحرمين الملك سلمان -حفظه الله- لطلب سموه الإعفاء من ولاية العهد ليس النهاية، فهو كمعظم أبناء الملك المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- سخر ويسخر عمره لخدمة البلاد، أعانه سبحانه لإكمال المسيرة في أي عمل يوكل له.

والشخصية الثانية بدورها لا تحتاج لمقدمات فهي معروفة على الصعيد الخارجي والداخلي على السواء.. فالأمير الذي أبهرنا شابا وشيخا وكان دوما فصيحا مهيبا لماحا، الأمير الذي من الصعب أن نقول له استرح بعد عناء كنا طرفا فيه وسببا مباشرا له.. فالأنانية هنا تحكمنا وتسير خطواتنا وبالتالي لا يمكن لصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل أن يتوقع منا شكره وإطلاق سراحه من عمل مضن أنهك صحته، ولا أتوقع أن نوصم بالأنانية لو لم نفعل، فالأمير سعود الفيصل -حفظه الله- عملة نادر في زمن قل وجود مثيله، وبالتالي ما نأمل أن يحصل عليه الأمير سعود، مجرد استراحة محارب يعود بعدها لممارسة عمله الجديد، فتعيينه وزيرا للدولة عضوا بمجلس الوزراء ومستشارا ومبعوثا خاصا للملك ومشرفا على الشؤون الخارجية.. كما أرى أهم بمراحل من عمله وزيرا للخارجية.. هذا إذا تأملنا سيرة هذا الأمير المهنية، فقد أصبح مشرفا على الشؤون الخارجية وهو العمل الذي يجعل وزير الخارجية بل الوزارة كلها تحت منظاره المباشر، وليس هذا فقط، بل أصبح عضوا في مجلس الوزراء بمرتبة وزير، بمعنى أنه سيكون مطلعا ومشاركا في تحديد السياسات الداخلية والخارجية كافة.

كما يخيل إلي أن أميرا كالأمير سعود الفيصل لن يروق له العيش دون حراك نشط، ولذا أكرر ما سبق أن ذكرته ها هنا منذ عدة أسابيع.. إذ آمل أن يخصص ساعات وبشكل أسبوعي للجلوس إلى لجنة أكاديمية تعمل على رصد تحركاته السياسية طوال أربعة عقود، وتهدف لرصد الآلية التي اعتمدها وتمكن بها بعد الله سبحانه من إنجاح سياسة المملكة العربية السعودية في العالم، مدافعا عنها وعن قضايا الأمة الإسلامية والعربية، خاصة القضية الفلسطينية، وكيف قابل التغيرات السياسية للدول؟ وكيف استطاع تجاوز ذلك كله في سبيل مصلحة البلاد؟ وكيف كان حاضرا للذهن سريع البديهة؟ وكيف كان يستنبط من كلمات الساسة مراد الدول تجاه بلادنا.. الإيجابية منها قبل السلبية؟ والحالات التي لم تحقق فيها السياسة الخارجية تطلعاتها، وما الأسباب؟ كما أتمنى معرفة إلى أي حد ساعدت معرفته بالعديد من اللغات عمله كوزير للخارجية، وبطبيعة الحال هناك معلومات بإمكان الأمير سعود -حفظه الله- نشرها لتكون مرجعا لطلبة العلوم السياسية وللباحثين، وبعضها لا يمكن الإفصاح عنها حرصا على المصلحة العليا للبلاد.

ومن جانب آخر أتمنى أن يقدم محاضرات في كليات تهتم بالشأن الخارجي وعلومها في داخل البلاد بطبيعة الحال.. كما أتطلع لسعي قناة الإخبارية إلى إجراء حديث مطول لسموه يعرض كحلقات، إذ ستكون مفيدة جدا وممتعة للمتابعين والمهتمين بالشأن العام، وخاصة لو تحدث سموه عن المواقف الطريفة التي دون شك تعرض لها أو كان سببا في إحداثها، فقد استطاع وفي الكثير من المواقف التعبير بشكل طريف عن حالة أمتنا الصعبة.
هذا المشروع البحثي على اختلاف قنواته البحثية والإعلامية قد يتطلب سنوات.. لكن قد نختصر الوقت والجهد لو فرغت وزارة الخارجية كادرا أكاديميا متخصصا، وحبذا لو ساند الإعلاميون هذا المشروع من حيث جمع كل ما من شأنه إعداد هذه الدراسة العلمية، التي ستخدم العاملين في وزارة الخارجية بشكل خاص والمهتمين من باحثين ومتابعين بشكل عام.

وقبل أن أختم هذا المقال يجدر بي أن أتوجه للمولى الكريم بالحمد والثناء كما يليق بجلال وجه وعظيم سلطانه، فقد أعان ملك الوفاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أطال الله في عمره وأدام عليه الصحة والعافية، على إصدار أوامر ملكية ستصب بحول الله سبحانه في صالح البلاد والعباد والتي كانت سببا في زيادة اطمئنانا كشعب، جزاه الله عنا خيرا، وسخر له على الدوام الخيرين والأكفاء.. وأعان ولي العهد الأمير محمد بن نايف، حفظه الله، وأعان ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، وأيدهما بنصره، وسدد بعظيم فضله جهود وزرائنا والمستشارين في الديوان الملكي وكافة العاملين في الشأن العام لخدمة الدين والوطن حكومة وشعبا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 

أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط