اطبع هذه الصفحة


باسم ملك السعودية أطلب...

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة
@OmaimaAlJalahma
اكاديمية سعودية في جامعة الدمام


الملك سلمان لا يتوانى عن رعاية الإنسان سواء كان مواطنا أو مقيما فقد شاهدنا قرارات ملكية تنهي خدمة شخصيات عامة عندما قامت بالمساس بكرامة الإنسان، ولذا أنتظر من الجهات الرسمية بيان أهمية كرامة الإنسان السعودي، خاصة الجهات المعنية بالمبتعثين.



يطلق على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله "ملك الحزم" و"ملك الأمل".. ولكني أعتقد يقينا أنه أيضا "ملك الوفاء"، فقد عرف بالوفاء كما عرف الوفاء به، الوفاء لمن فارقونا رغما عنا، رحمهم الله، الوفاء لمن أنهوا خدماتهم للبلاد بتفان وشرف، فهو كان ومازال يذكر محاسن وفضائل سطرها التاريخ بماء من ذهب، محاسن لو تناسيناها في خضم الحياة لا ينساها، حفظه الله وأدام عليه الصحة والعافية وسدد خطاه لما يحبه سبحانه ويرضاه.

لقد علمنا من خلال إمارته للرياض ووزيرا للدفاع وولي للعهد وأخيراً خادما للحرمين الشريفين وملكا للمملكة العربية السعودية، بل ومن خلال ممارسته لأولى مهماته أميراً للرياض بالنيابة، أن الوفاء لا يكون للأشخاص فقط بل يكون أيضاً للوظيفة العامة، فعلى المكلف بها أن يدرك أن الجوهر في أدائها هو مربط الفرس، تعلمنا منه أن المواطن السعودي مواطن من الدرجة الأولى، بل إن المقيم الذي يعيش بيننا لا بد أن يعامل من هذا المنطلق فالكرامة الإنسانية مكفولة للجميع.. وأن لا حصانة لمن أخل بهذا الشرط .. ومن خلال (100) يوم الأولى لحكمه حدث تغير واضح في علاقة المؤسسات الحكومية وغيرها مع المراجعين، فأصبح الجميع يدرك أن صوت الحق سيصل مهما وضعت أمامه الحواجز، وأن المقهور سيصل إليه حقه وسيُنتصر لكرامته بحول الله سبحانه.

لقد شهد العالم أن الإعفاء هو الحل الملكي لمن تعرض بسوء لكرامة الإنسان في المملكة العربية السعودية، بغض النظر عن علو منصبه، وإن كنت أعتقد أن تلك الإعفاءات لم تكن لأن أصحابها كافة غير جديرين بالمناصب معاذ الله أن يكونوا، ولكن لأن التجربة أثبتت أن بعضهم لا يملك المهارات الواجب توفرها في مؤدي الوظيفة العامة بشكل عام، والإدارات العليا بشكل خاص، فتم إعفاء بعضهم لأنه لا يملك مهارة التعامل مع متطلبات تلك الوظائف. ومن هنا كان الواجب تغييرهم بمن يُظن أنهم يملكون المهارات اللازمة للوظيفة العامة. التي تفرض على القائم بها تقدير ظروف المراجعين والتعامل معهم بالكثير من الاحترام والتقدير.

إن سياسة الملك سلمان الداخلية والخارجية على حد سواء أبهرت العالم فقد استطاع بحمد الله أن يُفعل روح فريق العمل في حكومته الرشيدة، واضعا المسؤولين تحت المجهر بشكل مباشر.. مشعرا إياهم أنهم في مناصبهم لهدف عام، وأن عليهم تحقيق هذا الهدف عاجلا أو آجلا، هذا الحراك الإيجابي يدفعنا كمواطنين لطلب المزيد، وهذا يذكرني بمقال كتبته منذ حوالي ثلاث سنوات بعنوان "السعودي مواطن من الدرجة الأولى" كان يتحدث عن حالة أبنائنا المبتعثين إلى بعض الدول، التي تعمد إلى إهدار كرامتهم وتتعامل معهم بالكثير من الاستهانة سواء خارج المحاكم أو داخلها، وهو أمر لم نعد قادرين على الصبر عليه.

نحن نتطلع إلى اتخاذ إجراءات حازمة تحفظ كرامة أبنائنا المبتعثين في الدول التي استقبلتهم، كما تلزم أبناءنا باحترام أنظمة تلك الدول من خلال توقيعهم قبل ابتعاثهم على الالتزام بذلك، كشرط لابتعاثهم بل واستمرار بقائهم في البعثة، متمنية على أصحاب الشأن تفعيل العبارة الواردة في جواز السفر السعودية بشكل إيجابي، من خلال مطالبة الدول الصديقة والحليفة التي تستقبل أبناءنا ومواطني المملكة بذلك، فقد كتب فيه (باسم ملك المملكة العربية السعودية أطلب من موظفي المملكة المدنيين والعسكريين وممثليها في الخارج ومن كل سلطة أخرى تعمل باسمها ومن السلطات المختصة في الدول الصديقة أن يسمحوا لحامل هذا الجواز بحرية المرور وأن يقدموا له المساعدة والرعاية).

فخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله لا يتوانى عن رعاية الإنسان سواء كان مواطنا أو مقيما فقد شاهدنا قرارات ملكية تنهي خدمة شخصيات عامة من منصبها عندما قامت بالمساس بكرامة الإنسان، فكرامة الإنسان سواء كان مواطنا أو مقيما محل عنايته جزاه الله عنا خيرا.. وبالتالي سيكون من الطبيعي أن نتوج مواطنينا بهذه الرعاية سواء كانوا بيننا أو خارج البلاد، ولذا أنتظر من الجهات الرسمية بيان أهمية كرامة الإنسان السعودي، خاصة الجهات المعنية بالمبتعثين.. ليكون هذا البيان بمثابة رسالة واضحة للعالم.

فأشد ما يؤلمنا كمواطنين هو استهانة بعض الدول بشبابنا المبتعثين وبمواطنينا فتتعامل معهم باستخفاف - ردهم الله سبحانه لنا سالمين غانمين- فقد لحق بهم الكثير من الأذى والظلم، ونحن في هذا لا نطالب بالتجاوز عن مخالفات قانونية بل التعامل معهم بما يتناسب مع ما ارتكبوه .. دون التعامل معهم بشكل فوقي وعنصري.

 

أميمةالجلاهمة
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط