اطبع هذه الصفحة


لماذا لم يسبوا المسيح ؟!!
رسالة إلى أهل الكتاب

رحاب بنت محمد حسان


سؤال إلى كل نصراني يحكِّم العقل والأخلاق
إلى كل نصراني به فطرة من حب الحق و الخير والجمال .
فقد آلم كل مسلم ان يصور نبيه بهذا الهذيان و يرمى بالجنون والسفاهه و الكذب والاحتيال ثم سبوا قرآننا بأنه مجرد نقول كتبها ورقة بن نوفل الراهب ثم ارسلها لنبينا صلى الله عليه وسلم ثم رموه بالشهوانية الجامحة و غيرها من الاباطيل .
وكل هذه الحيل ليست بجديدة واتحدى من يأت لنا بحيلة جديدة ,
وقرآننا قد كتب عن كل هذه الأباطيل وفندها تفصيليا ورد الشبهات ردا منضبطا محكما ثم أتت السنة مبينة لذلك موضحة .
وهذا وحده دليلا على صدق القرآن وانه من عند الله ولو كان من عند غير الله لأخفى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الشبهات و الاكاذيب وحجبها عن ان ترد في القرآن وآثر المدارة عن المواجهة بل هذا دليلا قويا على تهافت تلك الشبهات وقوة حجة القرآن المبين .

ولو كان القرآن من عند غير الله لما عاتب المولى عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم على دقائق الاخلاق ولما عاتبه في القرآن على افعال تعد محامد لغيره صلى الله عليه وسلم .
فهل يعي عاقل ان يُلام رسولا في رسالة يحملها في يده لينقلها للعالمين ثم تكون من عنده هو ؟ فوالله لو كان رسولا الى ملك من ملوك الارض لحذف هذه المعاتبات من الرسالة ؟

وهل يقول عاقل ان تأنيب الله تبارك وتعالى في القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم على عبسه في وجه الأعمى و تعجله في جمع القرآن و تحذيره من مداهنة الكفار ثم هو يتركه بلا عتاب على اخلاق كما وصفها هؤلاء الحمقى الحاقدين بلا تأنيب ولا تأليب؟
ورغم معاتبة الله تبارك وتعالى لنبيه في القرآن الكريم إلا انني اتحداكم ان تجدون القرآن يذكر باقي أنبياء الله بأي سوء بل يوضح محاسن كل نبي و مكانته عند الرب تبارك وتعالى ومآثره جهاده وتضحياته في سبيل الدعوة الى طريق الحق وهذا يدلل على انه كتاب من عند الله تبارك وتعالى .

وسؤالي
لكم فقد نهى نبينا صلى الله عليه وسلم ان يسب الرجل أباه فسألوه الصحابة رضي الله عنهم وكيف يسب الرجل اباه يا رسول الله؟ فقال : يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه )
في قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن من أكبر الذنب أن يسب الرجل والديه قالوا : وكيف يسب الرجل والديه ؟ قال : يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه ) (1)

فلا تحسبوا ان الرد بالمثل لا يوجد في بديهتنا أو انه غائب عن عقولنا
و برغم ان أشد الآلام التي يعانيها المرء هي الطعن في ثوابته ومقدساته وهي أشد من سب والديه , ولئن كان المسلمين قدوتهم فعلا هذا الذي فعلوه في فيلم المسيء وهذه هي حياتهم وتلك اخلاقهم كذب واحتيال وحماقة وشذوذ ؛

فلماذا لم يسب المسلمون المسيح عليه السلام ؟

لماذا لم يردوا إساءة مقدساتهم بإساءه مقدساتكم لماذا لم يحرقوا كتابكم او يهينوه بأي وسيلة ؟

وذلك كله رغم اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأجناسهم وتباعد اسفارهم رغم اختلاف افكارهم واخلاقهم وردود أفعالهم ؟!!
رغم الغليان في احشاء قلوبهم والآلام في جوانح أضلاعهم؟!
لكن هل تعلمون السبب ؟
لأننا نحترم الأنبياء .
فلماذا نحترم الانبياء والرسل وهم اغلى عندنا من المل والنفس؟؟
لأن نبينا صلى الله عليه وسلم علمنا ان توقير الأنبياء دين بل توقيرهم وعدم التفريق بين أحد منهم عقيدة راسخة في ديننا ,
لأن نبينا صلى الله عليه وسلم علّمنا من أول يوم دخلنا فيه للإسلام ان نؤمن بكتب الله ورسل الله وانهم رموزا للطهر البشرى وانهم مقياس للأخلاق الحميدة فلا يجوز الطعن والسب فيهم .

كما علمنا صلى الله عليه وسلم أنه لا يكتمل ايمان المرء الا بإلايمان بعيسى وموسى عليهما السلام ولا يكتمل ايمان المرء الا بالايمان بالانجيل والتوراة التي أنزلت عليهما .
بل ان تفضيلنا أهل الكتاب على سائر الأديان هو من صميم ديننا .

ولكن هل تعلمون لماذا سب هؤلاء نبينا صلى الله عليه وسلم؟


لأن هذه عاداتهم منذ قديم الزمن فان لم تصدقوني فابحثوا في كتبكم المقدسة عمن سب أنبياء الله يعقوب وسليمان وداود ولوط ويوسف وموسى فلم ينج منهم احد حتى رموه بالخيانة أوالزنى و استحلال المحارم او التطاول على الذات الالهية أوالغش والخداع والتحايل لاجل الشهوات .....
, فكان من الطبيعي لأحفاد هؤلاء السبابين ان يكملوا رسالتهم الحقيرة ليسبوا آخر رسول كما سبوا من قبله من الرسل وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال انه لبنة في بنيان الأنبياء فهو ليس لبنة في دعوته وتبليغه الحق فحسب بل ايضا في تشابه الابتلاء والأعداء ,
قال صلى الله عليه وسلم : (مثلي في النبيين كمثل رجل بنى دارا فأحسنها وأكملها وأجملها وترك منها موضع لبنة فجعل الناس يطوفون بالبناء ويعجبون منه ويقولون لو تم موضع تلك اللبنة وأنا في النبيين موضع تلك اللبنة ) (2)
دعوة مني اليى كل من يحكم العقل والفطرة ان يفتح كتابه المقدس و يفتح قرآننا ويقارن بين قصص الأنبياء هنا وهناك ليعلم انني ما كذبت عليكم والله الهادي الى سواء السبيل .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

----------------------------
(1)الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 11/72
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

(2)الراوي: أبي بن كعب المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3613
خلاصة حكم المحدث: حسن


رحاب حسّان
 

رحاب بنت محمد
  • مقالات
  • بحوث
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط