اطبع هذه الصفحة


رسالة إلى المرأة العراقية

د. رقية بنت محمد المحارب


نلوم أنفسنا كثيراً في ضعف التواصل مع أخواتنا المسلمات في العراق أثناء الحصار الجائر، وقبل ذلك، وكذلك في غياب التحرك النسائي الجاد على كافة المستويات ضد العدوان الأمريكي البريطاني الذي كان مثالاً للتخلف والرجعية وانحطاط القيم.

واليوم تعيش المرأة العراقية حالاً صعبة من انعدام الأمن وشيوع الفوضى وترى استعماراً جديداً خطيراً ماثلاً كل يوم أمامها التحديات التي تواجهها المرأة العراقية، ضخمة بكل المقاييس، وتحتاج منها إلى الكثير من الجهد والتضحيات من أجل حماية نفسها وأولادها ومجتمعها من تبعاتها، ونحن هنا لا نيأس، ولكن ننبه أختنا في العراق إلى دقة المرحلة وضرورة الوعي بما تحمله الأيام من مخاطر أخلاقية كبيرة.

نوصيها بالصبر والثبات والتقوى، فإنَّ الله عزَّ وجل يقول: " وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ". ويقول: " إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ".

إنَّ العراقية اليوم مطالبة أكثر من أي وقت مضى؛ بالرجوع إلى دينها؛ لأنَّ فيه النجاة والحياة الحقيقية وفيه العصمة من الفتن، والمؤمن عندما تمسَّه الضراء، فإنَّ مسلكه التضرع والإنابة والتوبة، وما أصابنا إنما هو بسبب ذنوبنا ومعاصينا، وتذكرة من الله عزّ وجل لنا لنعود ونتدبَّر ونراجع مسيرتنا، فما نزل بلاء إلا بذنب، وما رُفع إلا بتوبة.

مطالبة كذلك بالتفقه في الدين والاستزادة من العلم الشرعي والاهتمام بسلامة المنهج من الانحرافات العقدية والسلوكية، وعليها دور إغاثي حيوي في الوقوف بجانب زوجها وابنها وأبيها وحثهم على الصبر والتحمل في هذه الأوقات العصيبة.
إنَّ العراق اليوم في قبضة مستعمر لا يخاف إلاًّ ولا ذمَّة، ولا يرعى حرمة دين ولا خلق، وقد سمعنا عن برنامج الإفساد المتعمَّد الذي يرعاه. إنَّ المستعمر يريد ديننا وأخلاقنا وعقيدتنا، كما أنَّه يريد أرضنا وثرواتنا وأطماعه لا تقف عند حد.. فاليوم العراق وغداً لا ندري من تكون الضحية!

نحن على ثقة بإذن الله أنَّ إيمانك بالله عزَّ وجل وإرادتك وصبرك ووعيك، كفيل بنجاتك إذا أخذت بالأسباب الشرعية، وحريٌّ بمن استمسك بحبل الله المتين أن ينصره الله ويؤيده ويعزه.

أوصيك بالحرص على تربية أبنائك تربية إيمانية وحثهم على التمسك بالدين وتشجيعهم على الذهاب إلى المساجد، كما أوصيك بتقوى الله في بناتك، فأبواب الفساد اليوم مفتوحة، يا حفيدة العلماء والقادة، الذين كانت بغداد منارة تبث علمهم.. يا من تحمَّلت ظروفاً لم تتحملها نساء في بلاد عربية وإسلامية أخرى طوال 23 عاماً من الحروب والأزمات.

وإنَّ على أخواتنا الداعيات في العراق مسؤولية جسيمة في رفع المعنويات والعمل على وحدة الصف على منهج شرعي صحيح، وبناء مؤسسات الدعوة والإغاثة والعلم.

والمرأة العراقية تبقى دائماً عزيزة مترفعة عما يسيء إليها، وهي ـ إن شاء الله ـ ستكون رائدة مجاهدة في زمن قلَّ فيه الناصر وكثر فيه المخذلون المنافقون، ولينصرنَّ الله من ينصره، إنَّ الله لقوي عزيز.

المصدر : لها أون لاين
 

د.رقيه المحارب
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط