اطبع هذه الصفحة


كلمات إلى .... (3)

صباح نوري محمد الضامن
شبكة المسك الإسلامية النسائية


بسم الله الرحمن الرحيم


إلى كل سيدة أم كانت أو زوجة ...تقول ولا عزاء للزوجات
قالت لي مرة : بعد أن ذهب أولادي كل في حال سبيله صرت أعيش بين فكي تأنيب الضمير والشعور بالتقصير , لم يكن ذلك أني لا أقوم بواجباتي ولكني أحيانا كنت أحس بأني أظلم من معي ..بين قوسين ( الزوج المحترم ) أحس بأن البعض كان ينوي ألا يكمل القراءة وسيتمها الآن فالحديث عن الأزواج له نكهة مختلفة عند الزوجات .. وعودة على ما سبق فإني كنت إذا أكلت أكلة طيبة وكانت لا تكفي إلا شخصا واحدا أشعر بأني هضمت حق زوجي فلم لم أقسمها بيني وبينه ؟ وأحمل أوجاعا تعتريني بعدها على ذلك .. وأبدأ بتوبيخ نفسي , كيف استبحت لنفسي أن آكلها وحدي مهما كانت كميتها , وأعاهد نفسي ألا أفعل ذلك ثانية . وانسحب ذلك على كل ما يحيط بي من ملتزمات الحياة فكنت دوما أسائل نفسي هل إذا اشتريت هذا الشيء لي أظلم زوجي لما لا أشتري له مثله !! هل إذا خرجت لترفيه وتركته أظلمه بالوحدة ..!!
أقض خطوي في الحياة هذا الصحو في ضميري وذاك السوط الذي أجلد به نفسي كلما اختلفت علي نفسي ومالقتها وراشيتها حتى تستأثر بالغنيمة كلها مهما قلت أو تعبت فيها أو كانت كاملة من حقي وحدي .. حتى حفرت في نفسي أخاديد مؤلمة فجاء شيطاني ليعطيني حلا ناريا :
هل يفعل زوجك مثلك ؟ هل يقتسم معك ؟ هل يفكر فيك لما يكون مع الصحاب يمرح فيشعر بالذنب لتركك وحدك ؟؟ هل لما يشتري له الجديد يفكر فيك وهل .. وهل ؟؟
وأردفت تقول لي : وابتدأ العزف على وتر آخر وكيف أني الضحية التي ضاع عمرها تعطي ولا تأخذ واضعا كلمات أغنيته الشريرة لتكون أغنية يدندن فيها كلما آلمني ضميري من استئثار بسيط وأخذت تلك الكلمات تجلب في نفسي إيقاعا لما يأخذ الزوج علامة صفر في مواجهة معه ..
ثم قالت لي : و تذكرت سنوات العمل لما كنت أسابق الريح للعودة للبيت حتى أجعل من قلبي مدينة دافئة بكل ما أحمل من خيرات أخبئها لأولادي فالخروج للعمل أورثني مشاعر وكأني ارتكبت جريمة وأن الوقت خارجا من حقهم فأحاول جاهدة تعويضهم وأحلق بسعادة تشرق علي ببسمة منهم وراحة وأمن ..وأخذت الآن أقارن حالي مع زوجي وما كنت عليه مع أولادي , وعادت بي شمس الذكريات مشرقة في ليل غياب الفهم لتخبرني أمرا غفلت عنه . لم نعطي أولادنا كل ما لدينا ونسخو بلا تواني وحالما يحضر الزوج غرفة العطايا في الجوارح والروح نبدأ بالفصال والمقارنة والندية !!! لربما هذا هو سبب تأنيب ضميري ..
بعد أن يذهب الأولاد كل لحاله ويصبح البيت خاليا إلا من أنفاس الزوجين تتضح الرؤيا .. تلك المودة والرحمة التي زرعها الله في البدء هي التي يجب أن يسود ابيضاض ألقها في البيوت لأنها الحل والراحة . وعرفت الآن أن تأنيب ضميري ليس إلا لأن المودة والرحمة تحتاج لفعل وليس لقول فمن يعطي سيعطى آجلا أم عاجلا .
كلماتي تلك سبيل عطاء بلا فصال ... ولا تأنيب ضمير
ولن نقول .. ولا عزاء للزوجات ...
صباح الضامن

 

صباح الضامن
  • مـقـالات
  • أدبيات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط