اطبع هذه الصفحة


هكذا ... كلنا

صباح الضامن

 
كلنا فصول في نفس واحدة .. تختبيء وريقات انتفاضاتنا عند كل مناسبة هكذا كلنا نبكي لحدث ما ....صرنا بقلوب باردة كهذا الثلج الذي يطرق نوافذ الحياة

كلنا ...
نخبيء رحمتنا وحبنا ... حنونا وجبروتنا .. قضايانا وتوافهنا نستر عليها تراب الغفلة وأزمنة الذهاب بلا رجوع.
القهقرى لك يا نفس إلى معركة داخلية تبتلعين فيها بلا حرب , خذلانك وتعبك سقوطك وارتفاعك.

كلنا ..
لما تطرق على القلوب أيد قوية نفتح ونطل من فرجة صغيرة لعلنا نستطيع المقاومة فنغلق ثانية لم ؟؟؟؟ لم ؟؟؟ لأننا فقدنا كلنا ذاك الشيء العزيز الذي يجب أن تستديم حياتنا وانفعالاتنا وخطواتنا وسرحاتنا له وبه شيء نفتعله أو لا نفتعله فيأتي مصاحبا لحدث كردة فعل فما يحدث جبار ومؤلم ونحن لسنا أشرارا ولا مغيبين إلى هذا الحد بل نحن وقتيو الانفعال .. تحكم أفعالنا مستقبلات خارجية كهذا الثلج الذي هجم صباحا وبالأمس على منطقتنا وأخفى حرارة كانت وأظهر ضعفا وآلم قلوبا لا تجد دفء إنسانية .

وقتيو الانفعال نحن
تدافعت الدموع الباردة والحارة .. على خدود استقبلت شمس الحرية في زمان ما والآن تراها تحت الدموع الثلجية الصقيعية لا تكفي لتذيب برود الانفعال وتعود الصراخ المتعب الذي بح صوته من شدة الصراخ في أزمنة القهر والغلبة .

نعم نحن كلنا هكذا
تتراقص عيوننا مع شموع الأمل بأن يأتي صلاح الدين فجأة من زرعة يا سمين ولا نتعب في ري الشجر لكي يخرج مضيئا .
تتراقص أفئدتنا بخدر الأمل أن يأكل أطفال فلسطين والعراق ويمرحون في عيدهم في نصف الليل ويحرسهم حب ويحميهم حf ولا جندي أمريكي يخرج ناب الذئب ولا يهودي يطحن حلمهم ولا ..
ولا نبذل جهدا سبق لنحمي طفولة إسلام في حضننا وبين أجنحتنا فردود أفعالنا وقتية لما تخطف منا الغفلة وترمينا في عالم التنبه نقول يا ويلنا وياليتنا ولنعمل ...

تبكي ثكلى هنا وهنا
تجوع
تقتل
تسرق الأحلام والأراضي والقلوب والأمن
فننفر مثاقلين نجر وراءنا حب الدنيا ورائحة الدماء بمزاجر الإنسانية في كل صقع وقلب تلح علينا لنصيح ونكتب وندعو وعندما تهدأ موجة أمام عيوننا ولم تهدأ بواقع ولا على أرض نعود لننسى ... ولا نعمل ونقيس مروءتنا بما فعلناه وبدهشاتنا الوقتية .

حزنا نعم .. سنحزن نعم ... بكينا نعم ... سنبكي نعم ولكن بمواسم كهذه الفصول ووقتية تخبو لنعود نختبيء وراء خجل مبادرة أو تنازل عن راحة من تلك الراحات المكدسة في عالمنا وفي بيوتنا وفي أخبية أطعمتنا وملابسنا ومراكبنا وبنوكنا ..
وننفر مثاقلين لهم كأننا غزونا الكرة الأرضية وفعلنا معجزات مقدونية وهرقلية فكيف لنا أن نعين والفجاءة هي محرك الانفعال ..
هكذا كلنا ولن نعين بتلك الفترات الفاترة المحلقة في خدر الدعة والسكون بل كل منا مطالب بأن ينتفض دوما ويسكب على قدر ما يسر الله له من علم ليعمل فينصلح الحال.
فلا نكون هكذا وقتيو الانفعال بل الهم مغروس في كل جارحة ... فإن ربض الثلج في غزة وبغداد تقشعر له الأبدان هنا وهناك على مدار العمر ... لا لما تسيل الدماء وتخضب الأرض فمتى نكون هكذا ...
كلنا

 

صباح الضامن
  • مـقـالات
  • أدبيات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط