اطبع هذه الصفحة


" فسحـةُ قَلبْ "

صاحبةُ قَلمْ

 
في إطلالة صُبحٍ جَديدْ ..

اَستندتُ على حَائطـي ..

وَ أَسلمتُ شَعـريْ لـ نسماتِ الهواءْ تتلاعبُ بهِ كَيفمـا تشاءْ ..

 

**

 

في هدوءٍ وَ سُكـون

خَرجتُ خَلفَ حُدُودْ الواقعْ

أرجـوْ اَلسكينة ..

كَان خَيـالي .. فــارغــاً .. لاَ يَحويْ شَجرْ أو بَشرْ ..

كـ صَفحةٍ بيضاءْ .. لَا يُشوهـها السـوادْ .. و لا القلمُ الأحمرْ ..

 

**

 

أَرتشف منْ كأس الحليبْ دونْ أنْ أشعُرْ

سوى بدفئه .. يَنتشرُ في الجسدْ ..

 

**

 

كُنتُ في حاجةٍ ماسةٍ للفراغ

للخروج وراءْ الحُدودْ

لـ هدوءْ المشاعرْ .. وَ قتلُ الشَغبْ ..

 

أتنفسُ الفراغ ..

اَزفرُ الفراغ ..

هُنـاكْ حَيثُ أكونْ بلا وَطنْ ..

بلا حُبْ .. بلا مشاعرْ .. بلا وجودْ في دُنـيا البشرْ ..

 

:

 

مَاتَ الهُدوء

بصوتِ هاتفيْ يُعلن قُدوم " رسالة جديدة "

 

أَغمضت عَيني ..

مُحـاولةً لملمة الهدوءْ ..

لكنْ هَيهات فالميت لا يَعودْ .. و إن تَكاتفتْ منْ أجلهِ أُمــّـة

 

:

 

" جعلني اَفقدْ روحـي و لا أفقدْ قلبْ سكنْ فيني سنين .. أشتقت لكْ "

 

تأملتـها ..

و اَبتسمتْ .. و َ خـارتْ دَمـعـة ..

 

:

 

منْ المؤلمْ أنْ يَكونْ هُنـاكْ مَنْ يُحبكْ .. و يبتسمْ منْ أَجلكْ ..

و يَحزنْ منْ أجلكْ ..

يَراكَ عَالمهُ .. و أنتْ تَعتبرهُ شيءٌ منْ عالمكْ ..

 

:

 

آهاتٌ تُعلنْ تَصدُرهـا ..

تتَجمعْ سحَائب الهموم ..

لـ تُغطـي سماءْ روحـي ..

 

:

 

لمْ اَكُن أؤمن بالوفـاءْ .. في زمنِ القسوةِ وَ الظُلمْ

حَتى أثبتتهُ لي ..

لَمْ أَكُنْ أستأنسُ بالحُزن وَ هوَ يَعصُرني إلا حَينْ أراها

تَنبذُ كُلَ شيء لـ تَحتويني ..

و َ تُخفف عَني ..

 

:

 

أوآهُ منْ جَورِ الفراقِ .. و منْ يدٍ تُقلبُ صَفحـاتِ ذكرى ..

تُقعدُنـي عنْ إكمالِ المسيرْ ..

 

**

 

لمـا جَعلتني اُحـبها ؟

لمـا تَسكنُ نَفسي .. وَ تُشـاركني نَزفي ..

لمـا جَعلتْ كُل من يرانـا .. و َ يبصرُ كَفينـا .. يَعلمْ أننا  ( شَخصٌ واحد )

 

:

 

لما .. تَجـني على بقايـا روح .. اَحتاجُها لإكمالِ سيري .. ؟

 

لمـاذا تَكتشفُ غُموضي ؟

وَ هيّ تَعلمُ يَقينـاً أننا سَنفترقْ

؟

 

:

 

تَعلمْ أَنيّ حينْ أموتْ لن تَكونْ قَريبة .. لن تُكفكف دَمعي

فلمن تَركتْ الدمعاتْ

لماذا تَجعلني أنزفْ دونَ ضمادْ

؟

 

تَعلم أنها لن تَستطيع اَن تَحتضن ارتجـافةُ يَديّ

لنْ تَكونَ هيّ من يُلقني ( لا إله إلا الله )

 

فَلمـاذا .. تَجعلني توأمها ..؟

 

اَهوَ عَذابُ الرفيق ؟

أمْ وفـاءٌ يُوجبْ الَتعـذيب ؟

 

هَل تُراهـا تَشعُرْ بالنارِ تَسعُرُ في جَوفيْ

هَلْ تَعلمْ أنْ توأمـهــا تُخـفي الدمـعـات .. خَلفْ ابتساماتٍ كاذبة لا يَعرفُ كنهها سواهـا ؟؟

 

اَينْ هَيّ مني

؟

 

عندْ هَذا التسـاؤلْ

 

أَجاب هاتفي ْ .. بإعلانه لـ قدوم رسالةُ أُخرى ..

 

اَحتضنتْ يَميني هاتفي ..

 

:

 

" مَا تشوف العين غيركْ يا جُفوني .. و إن حكى غيرك أشوفه و أسمعك ..

 و لو يحول الوقت من دونك و دونـي .. تنطفي شمسي قبل ما أودعك ..

و الله إنك بالغلا .. تسوى عيوني .. و مافي داعي كل يوم أقنعك .. ( فيك شيء يا توأم الروح ؟ "

 

المُرسلْ :

جُـــوري

 

:

 

وَيحَ قَلبي .. إنْ ظَنْ يَومـاً إندثـارْ الوفاءْ ما دُمـتي تَتنفسينْ الهـواءْ ..

يَا أغلى روح تبوأت رَوحـي ..

 

:

 

رسالةٌ جديدة .. تُزاحمْ سابقتها .. و تَقطع هَمساتُ قَلبي ..

 

(( يا وحشة غيابك .. و ياشين فرقاك .. و يا كبر ذنبك لو حسبت إني نسيتك ))

 

:

 

و َ كَانتْ كَفيلة بـ ِضَيَاعِ المَدادْ

 

:

  

ضَاعْ الَمـدادْ


 

صاحبةُ قَلمْ
  • مـقـالات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط