اطبع هذه الصفحة


الأبراج العالية!

سارة بنت محمد حسن


بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله،
لا شك أن الأحداث الجارية أظهرت لنا نماذج وأنماط في الفكر والتحليل تعتمد على الخلفيات الثقافية لكل شخص. ولكن في خضم هذه الأحداث لابد أن تكون الأفكار الأقرب للصواب هي التي اجتهد صاحبها ولم يأل جهدا في وزنها بميزان الشرع..
لا أنكر أنني وجدت بعض الأفكار المطروحة تبدو كأنها تنطلق من أرض غير الأرض التي نعيش فيها، كأن أصحابها يسكنون في مكان آخر ويتحدثون بلغة أخرى...كأنهم في أبراج عاجية عالية.
ولا أعني بهذا ذما أو تقريعا ولكنها دعوة للخروج من النظرة الضيقة إلى نظرة أرحب تسع الحدث وملابساته، دعوة للشعور بالآخرين والتفكير معهم ولهم على أسس شرعية سليمة، فإنه إذا انفصل الواقع عن تحكيم الشرع صارت كارثة ولكنها تتحول إلى كارثة أعظم إذا انفصلت الفتوى عن الواقع. فإن الله أنزل الكتاب بالحق ليقوم الناس بالقسط فيصلح الحياة فكيف إذا صار الحكم الشرعي في واد والحياة وملابساتها في واد؟
وفيما يلي أعرض بعض الأفكار التي لفتت انتباهي، وليس القصد مني التنقص بأصحابها فأنا أتحدث عن الفكرة لا المفكر، وأعتقد أنه قد يكون من حقي أن أمارس بعض النقد البناء – باختصار - مع محاولة استخدام الميزان الشرعي
وأنا لا أدعي الكمال ...

فيبقى كلامي ..مجرد رأي يحتمل الصواب والخطأ.

البرج الأول:

قرأت عبارة منثورة في أكثر من مقال ملخصها "أن ما حدث خروجا على الحاكم الشرعي وفقه الله وسدده".
من وجهة نظري[1] – المبنية على ما عندي من علم شرعي – أن كلمة (خروج) كصفة للمظاهرات السلمية فيها نظر، وكلمة (حاكم شرعي) في موقفنا هذا فيه نظر لا سيما لمن يستعلن بحرب الإسلام وشعائره ويقمع المسلمين من حيث كونهم مسلمين ويسلم المسلمات الجدد للكنائس مع توفير الحماية لمن يفتنهم عن دينهم وقبل كل شيء لا يعترف بأن حكم الله هو الواجب الاتباع، وأما (وفقه الله وسدده) فلي معها وقفة وشأن آخر : فأن ندعو لأي حاكم بالتوفيق والسداد فذاك حسن جميل لأنه إذا هُدي إلى الحق والسداد ووفقه الله، يصلح به الله أمّة ويقيم به الشرع، أما أن تقال في خضم أحداث يقتل فيها المسلمون على يديه بلا جريرة سوى المطالبة بحقوقهم -على اختلاف نواياهم- ويطلق فيه المجرمون يروعون الآمنين بأمر هذا الحاكم، فكأن قائلها يؤيد ويسدد هذا الحاكم في ظلمه وغيه ولو قال (هداه الله وبصره بالحق) لكان خيرا لقائلها.
وأذكر أصحاب هذه المقولة بقوله صلى الله عليه وسلم:" إنه يستعمل عليكم أمراء . فتعرفون وتنكرون . فمن كره فقد برئ . ومن أنكر فقد سلم . ولكن من رضى وتابع قالوا : يا رسول الله ! ألا نقاتلهم ؟ قال : لا . ما صلوا." رواه مسلم
وفي هذا الحديث نجد أن النهي هو عن القتال، بفرض أن الحاكم له ولاية شرعية، وما حدث لم يكن قتال بل هو اعتراض سلمي ويعد من الوسائل التي لها أحكام المقاصد ويفتي فيها علماء البلد بحسب تقديرهم للمصالح والمفاسد، والمخالف معذور فالمسألة محل اجتهاد سائغ، ثم مع إباحة النظام لمثل هذه الوسائل حتى تركوا النصارى يرفعون الصليب في الطرقات ويهاجمون المارة بلا نكير ولا اعتداء، نجدهم بدأوا القتال والقمع، ومع ذلك صبر المتظاهرون عن الرد بالمثل واكتفوا بالدفاع عن حياتهم.
والشاهد من الحديث هو أنه لا ينبغي لمن رفض المظاهرات تحت أي بند أن يرضى ويتابع هذا الحاكم الظالم على ظلمه فضلا عن أن يدعو له في معرض التنقص من المتظاهرين بالتوفيق في قمعهم والسداد في قتلهم! هكذا بدت العبارة ولو لم يقصد قائلها ذلك..فهلا وجه للحاكم نصيحة وكلمة حق يدعوه فيها للكف عن الظلم وعدم استباحة دم وعرض المسلمين؟ ثم ليقل بعدها ما شاء للمظلومين..
 
البرج الثاني

وجدنا من يعتبر أن هذه الثورة إسلامية خالصة خرجت لتقيم شرع الله في مصر، وما ذاك إلا لسماعه التكبير ورؤيته الصلوات الجامعة.
ولكن الحق – الذي جعل هذا الأمر فتنة فعلا وسبب اختلاف العلماء في مشروعية التظاهر معهم في هذا الوقت- هو أنها ثورة من يطالب بحقوقه ورفع الظلم الغاشم عنه.
جمعت هذه الثورة رايات عديدة كل منها له مظلمة، ورغم المنع من رفع شعارات دينية أو المطالبة بتحكيم الشريعة فإني أوقن أن مظلمة الإسلاميين -على اختلاف توجهاتهم- هي نبذ الشريعة وقهر كل من يظهر شعائر الإسلام نحسب هذه هي نيتهم والله حسيبهم.
ومهما كانت الاختلافات والاعتراضات والتحفظات السابقة، فإنه لا يختلف اثنان في ضرورة العمل الجاد والدءوب – قبل الحدث وبعده - لتحقيق مكاسب لصالح الإسلام لا لصالح الإسلاميين، فإن الظن فيمن ينتمي للدعوة هو أنه يبتغي مصالح الشرع ولو على حساب نفسه، لقد حان وقت الجد وحان وقت العمل الحقيقي الآن فهل نحن أهل لتحمل هذه المسئولية؟ يارب لو لم نكن أهل لها فأصلحنا واستعملنا ولا تستبدلنا ، ليس هذا وقت فرح وسعادة وجني الثمار بل هو وقت العمل والتشمير وعندما يأتي اليقين أو نرى ثمرة الجد والاجتهاد يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله قال تعالى:"وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56)" سورة النور
فمن المنطقي أن يشوب بعضنا بعض تخوف، ولا يلام أحد على ذلك، ولكن علينا أيضا أن نعمل ونحسن الظن في الله عز وجل فالإسلام دين الله وهو سبحانه ناصر دينه ومظهره على الدين كله ولو كره الكافرون.

البرج الثالث

وجدنا أيضا من ينسب ما يحدث بالكامل لجهود الغرب وينعت الحدث أنه تدبير ومؤامرة غربية.
نحن لا ننكر أن الغرب يتآمر ضد المسلمين، ولكن لماذا نعطيهم أكبر من حجمهم؟ لماذا نستبعد أن يقوم بعض المسلمين بالمطالبة بحقوقهم؟ إن المتأمل في الحدث سيجد أن التصريحات الأولية للغرب كانت تبدو صادرة عمن تلقى صفعة مرجوحة الوقوع ثم تغير الخطاب وصار على الحياد ثم بدأ يحاول كسب الصوت الأعلى.
 ثم السؤال ماذا كان يريد الغرب أكثر مما يحصلون عليه بالفعل؟ وهل من مصالحهم أن تحدث قلاقل في مصر بالذات وهي تشترك مع إسرائيل في الحدود ومعلوم أن بدو سيناء مسلحون؟ إن مصر فيها تيارات إسلامية خطيرة وصحوة تزداد يوما بعد يوم رغم القمع والعنف ضد الإسلاميين، فهل هذا وضع مضمون عواقبه خصوصا أن التحكم في الجماهير الثائرة بالتهدئة  يكاد يكون مستحيلا فهم لن يقبلوا إلا كلام من يشعل حماستهم فقط.
ولابد أيضا أن نعي أن الغرب يتأقلم مع المتغيرات سريعا وبالتالي فمحاولة الاستفادة من الحدث واستمالة الجانب الذي تترجح كفته وارد جدا بل هو أكيد.
وهذا يجعلنا نفكر جيدا ونعيد ترتيب أوراقنا حتى لا ننهزم في مباراة السرعة هذه، ولكي نتمكن من جني الثمار المشروعة لصالح الإسلام قبل أن يجنيها الغير.
وما يجب أن نعمل به الآن هو توعية الجماهير بمعاني المصطلحات، فكلمة (دولة مدنية) التي هتفوا بها بعد تنحي الرئيس يظنها كثير من الناس  بمعنى دولة غير عسكرية! والحق أن معناها دولة علمانية لا دين لها.
وإني أوقن أن عوام المصريين لن يقبلوا لا بإلغاء المادة الثانية ولا بدولة علمانية ولكن التغرير الذي يحدث في المصطلحات قد يؤدي إلى ذلك لو لم نبدأ في توعية فورية على أوسع نطاق.

البرج الرابع

أثناء يوم جمعة القتل عندما أخرج المجرمون من السجون وسعوا في الأرض فسادا وإفسادا، تعالت بعض الأصوات تلوم المتظاهرين وتتهمهم بإثارة الفوضى. وأصوات تطالبهم بالرجوع ويكفى ما حدث.
ولكني وقتها تسائلت هل يلام المقتول لأنه قُتِلَ وهو يطلب حقه؟ إنها حقوق مشروعة ولو كانت تعد بالنسبة لنا في مرتبة ثانية بعد المطالبة بتحكيم الشرع، لكنها في النهاية حقوق مشروعة.
شعب خرج هربا من الموت جوعا، أو الموت بالطعام الفاسد، أو الموت بالمياة الملوثة، أو الموت في السجون ظلما، أو انتهاك العرض والآدمية ...الخ خرج هروبا من كل هذا يطالب بالعدل والطعام النظيف فقُتِلَ أيضا ولكن قُتِلَ كرجل محترم وهو يطلب حقه المنتهك.
فهل ألومه وأسأله لماذا أردت أن تموت كرجل محترم؟؟ كان عليك أن تموت بأي وسيلة أخرى من الوسائل السابقة!
إن رد فعل النظام مع المتظاهرين هو الذي أدى لتفاقهم المشكلة، وهو الذي تسبب في القتل والفوضى، وهؤلاء المتظاهرين لم يكن لديهم ما يخسرونه لقد قطع عليهم هذا النظام طريق العودة، لم يترك لهم إلا اختيار وسيلة الموت وهذا من أخطر الأوضاع لأنه إذا تحقق لإنسان أنه ميت فسيختار أن يموت بكرامة وآدمية. خصوصا أن العودة تعني الاعتقال فجرا فإذا كان البقاء يعني الموت والعودة تعني التعذيب وامتهان الكرامة والعرض فأيهما تختار؟وعلى من نلقي اللوم؟
ثم لماذا يتلذذ البعض باستخدام عبارات جارحة وموجعة أثناء نهر الدماء الجاري؟ لابد أن نحسن قليلا مما ينطق به اللسان قبل أن يشنف الآذان فإن من الكلام ما قتل. ولهؤلاء أذكرهم بقول النبي صلى الله عليه وسلم:"من لا يرحم الناس لا يرحمه الله عز وجل" متفق عليه واللفظ لمسلم. وقوله صلى الله عليه وسلم:"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت" متفق عليه واللفظ للبخاري.

البرج الخامس

وسمعنا من جعل يهتف ويبكي، يسارعون باستباق الحدث و(يبشرون) بأن مصر عراق جديد وأفغانستان أكيد! وأنه ليس في الإمكان أفضل مما كان وأن القادم أسوأ حتما لزما! ثم تمادى البعض وجعل يدعو على المتظاهرين الذين جعلوا الحياة سقيمة وطالبوا بالإصلاح المستحيل!
ولهؤلاء لا أزيد على قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى ولا طيرة ، ويعجبني الفأل الصالح: الكلمة الحسنة والكلمة الطيبة" متفق عليه واللفظ لمسلم.

البرج السادس

كذلك وجدنا من يهتف بأن الخروج في المظاهرات واجب شرعي، وأن الحدث ليس فتنة، وأن الحكم محسوم، وأن من اعتزل المظاهرات أو تخوف من تداعي الأحداث، إنما هو خائن وعدو لله ورسوله ولم يفعل هذا إلا عن جبن وخور، وهتف البعض أنه لو كان النبي صلى الله عليه وسلم حيا ما وسعه إلا الخروج في المظاهرات..الخ هذه المبالغات.
ولكلا الفريقين أذكركم قوله صلى الله عليه وسلم:" ومن دعا رجلا بالكفر ، أو قال : عدو الله ، وليس كذلك . إلا حار عليه" رواه مسلم وروى البخاري نحوه وصحح الألباني في صحيح الجامع :" و لعن المؤمن كقتله" فلا شك أن تراشق التهم واعتبار رأيي هو الحق وما عداه باطلا يعتبر شيئا مذموما في الشرع ولابد من التنبه له.
ومما لا شك فيه أن التطرف في إدارة الأحداث وعدم اعتبار الاجتهاد والاختلاف متاحا - ليس محمود العاقبة، وفي هذه الأحداث نحتاج أن نفهم ونتفهم مناط الخلاف لكي نستطيع عذر المخالف لنا في الرأي.
فالموقف فتنة لا شك في ذلك وكل موقف يختلط فيه الحق بالباطل يعد فتنة ولو تمكن البعض من الترجيح من انطلاقات شرعية معينة فلايزال الموقف فتنة. كيف؟
الفتنة تظهر بوضوح عند تقدير المفاسد والمصالح، علما بأن المفاسد والمصالح لا تنحصر فقط في الضرر، فرب ضرر عاجل يدفع الله به ضررا أشد منه آجلا ولكن بالنظر إلى واقع تعدد الرايات نجد أن المسلمين الذين خرجوا لإعلاء كلمة الله عز وجل ممنوعون من رفع أي شعار إسلامي أو المطالبة بتطبيق الشريعة وفي نفس الوقت نجد بعض من يهتف بحماس قد أضمر وأظهر أنه يريد (الديمقراطية) ونجد من يريد أن تصير مصر دولة مدنية، ونجد من يهتف الحكم للشعب، نجد من رفع الصليب مع المصحف...الخ
فبعض العلماء قالوا خروجنا –كعلماء - في مظاهرة يمنع فيها رفع أي شعار إسلامي ، وتتعدد فيها الرايات ويمنع فيها المطالبة بتطبيق الشريعة، هذه مفاسد تكفي لكي نمتنع من المشاركة بصورة مباشرة
وتسائلوا هل فعلا المشاركة ستؤدي إلى تحقيق الأهداف الرئيسية وهي أن يكون الدين كله لله ؟ هل فعلا ما سيأتي أسوأ أم أفضل للإسلام؟ بالإضافة إلى أنه لا يخفى ما حدث من مخالفات شرعية من اختلاط وسفور وغير ذلك، أفلا يعد وجودنا إقرارا؟ ثم ما حدث من قتل في المظاهرات ماذا أفعل إن اضطررت للدفاع عن نفسي وقتل مسلم قد لا يكون على وعي بأن ما يفعله ظلم وجور؟ فإنه ولو قلنا أن الكفر البواح ظهر فإننا لم نكفر كل عين شخص ينتمي للنظام لكي نستبيح القتال والقتل.
وقد جاء رجلان لابن عمر في فتنة ابن الزبير فقالا: إن الناس ضيعوا وأنت ابن عمر، وصاحب النبي صلى الله عليه وسلم، فما يمنعك أن تخرج؟ فقال: يمنعني أن الله حرم دم أخي، فقالا: ألم يقل الله: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة}. فقال: قاتلنا حتى لم تكن فتنة، وكان الدين لله، وأنتم تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة، ويكون الدين لغير الله" رواه البخاري، ومعلوم أن ممن خرج في المظاهرات يريد أن يكون الدين لغير الله ويرفع رايات الديمقراطية والدولة المدنية فهل أشاركهم راياتهم بالتضمن وفرض سياسة الأمر الواقع؟ وماذا لو تعالت الأصوات بأن تكون مصر دولة مدنية هل سنتمكن من الإنكار أم سيئول الأمر لحرب أهلية؟
وقال علماء أخرون هذه المفاسد يمكن تلافيها بل خروجنا في المظاهرات ضروري لتلافيها وقد خرجنا رافعين راية الله عز وجل لنسقط ظالما ونأمل في إقامة دولة إسلامية وأن تكون كلمة الله هي العليا ورأوا أنه لابد من الخروج مع الشباب للتوجيه والتعليم والدعوة والإرشاد وتقليل المفاسد ولكي لا نترك الثمرة للعلمانيين المتسلقين ، وقرروا أن عدم المشاركة يعد مفسدة أكبر خشية انفلات الأمور من بين أيدي المسلمين وأن يئول الأمر إلى المتسلقين من العلمانيين وغيرهم.
وكلا القولين وجهة نظره قوية ومعتبرة!
وقد اتفق الفريقان على أن حراسة الأمن والوقوف في اللجان الشعبية والدفاع عن الحرمات والأموال واجب، فوجدنا من خرج في المظاهرات ووجدنا من خرج للحراسة والحماية، ووجدنا من اجتهد في مقاومة الاحتكار ولو على حساب مكاسبه الشخصية.
فلماذا التعنت ورفع راية من لا يوافقني فهو عدو الله ورسوله! وينعته بالصفات السيئة ويتهمه في دينه واعتقاده؟ كلا الفريقين أراد الله ورسوله واجتهد ولم يألُ جهدا وهو بين الأجر والأجرين.
إن هذا التعنت قد يؤدي إلى مفاسد وفرقة وشقاق فهل نترك العمل والجد في وقت العمل الضروري ونتفرغ للجدل والشحناء؟

وختاما

قد يكون هناك أبراج أخرى عالية يسكنها بعضنا لم أستطع إدراكها وما قصدت بمقالتي إلا النصح والخير لا اللوم والتقريع، فما أصبت من خير فمن الله وما كان غير ذلك فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء.
فنسأل الله أن يعيننا على البناء والتوعية ونشر الاعتقاد الصحيح السليم، وأن نلتف جميعا حول علمائنا الربانيين، ونتعاون على البر والتقوى لعل الله يستعملنا في طاعته ونصرة دينه وأذكر نفسي وإخواني بالاستعانة بالله والصبر والتشمير في العمل بما أمر الله، قال تعالى:" قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128)"الأعراف.
 
 

---------------------------------------
[1] تراجع فضلا مقالات علماء الأسكندرية وتسجيلاتهم ومقال الشيخ علوي السقاف مشرف موقع الدرر السنية بعنوان: نظرة شرعية في الأحداث الراهنة

 

سارة بنت محمد
  • الأسرة
  • وسائل دعوية
  • درر وفوائد وفرائد
  • تربية الطفل المسلم
  • قضايا معاصرة
  • عقيدة
  • رقائق
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط