اطبع هذه الصفحة


...(( لا يفرك مؤمن مـؤمنـة )) ...

الأستاذة : زاد المعاد

 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين والصلاة والسلام على سيد ولد آدم عليه أفضل صلاة وأتم تسليم وعلى آله وصحبه وأتباعه أجمعين إلى يوم الدين ..... وبعـد

قال صلى الله عليه وسلم ( لا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ ) رواه مسلم

هذا خلق وأدب نبوي رائع ,, ما أحوجنا أن نعيش معه ونتفيء ضلاله
وإن كان المفهوم من هذا الحديث في حق الزوجين , ولكني أرى أنه ينبغي أن يعمم على جميع تعاملاتنا
والله إننا لنفتقد هذا الأدب الجميل في حياتنا اليومية وإحتكاكنا بإخواننا
فما إن نرى خطأ من شخـص مهما كان نوع الخطأ في دين أو خلق وغير ذلك إلا ويسقط هذا الشخص من عيننا ,, بل وبعضهـم بمفهومنا العامـي يقول ( وضعــت عليه إكس ) و ( طـــاح من عينــي ) ..

ونســي هذا أنه لا يوجد في البشر الكامل المكمل المبرء من كل نقص وعيب
أما سمعت قول الشاعر

من ذا الذى ما ساء قط ومن له الحسنى فقط ؟؟!!!!

فالخطأ والنقص أمر جبلت عليه النفس البشرية بطبيعتها القاصرة
ولا يوجد إنسان لم يخطئ في حياته قط

فالذي لا يُخطئ هو الشخص الذي لا يعمل
فما دام الإنسان يعمل ويجتهد فهو يصيب مرة ويُخطئ مرة
فما أروع هذا الأدب النبوي وما أشد بركته لو طبقناه في حياتنا و تعاملاتنا

أنظروا معــي لهذا المعنى النبوي العظيم كيف تجـلى واضحاً للعيان يوم بُعث الحبيب صلى الله عليه وسلم فجاء نبينا صلى الله عليه وسلم ليُتمم مكارم الأخلاق ..

ليُتمم مكارم الأخلاق !!!!!! ,,,, نعم فقد كان الكفار عندهم خلق حسن فاضل وعندهم جوانب إيجابية مشرقة في حياتهم ,,, فلما جاء الإسلام نظـر لهذا الجانب الإيجابي فأقرا هذه الأخلاق ودعى وحـث عليها , ونبذ مسـاوئ الأخلاق والجوانب السلبية التي كانت عندهم ..

وللأسف أنك تـرى البعـض لا يرى في أخيه إلا السلبيات ,, نقد في نقد وتحطيم لهذا الشخـصية ,, فلا تقع عينه إلا على العيوب , أما الإيجابيات فعلى عينيه غشاوة من رؤيتها ...

تأملوا معي هذا الموقف الرائع


كلنا نعرف قصة الصحابي الجليل حاطب ابن أبي بلتعة رضي الله عنه يوم أفشى سراً خطيراً من أسرار المسلمين في فتح مكة , في حين كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يتكتم على الأمـر حتى لا تعلم قريش بقدومه , ويُبغاتهم في ديارهم ,,, فكان فعل حاطب غاية في الخطورة

أنظروا كيف تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع حاطب حينما فعل تلك الفعلة العظيمة
قام ابن الخطاب وقال : دعني أضرب عنق هذا المنافق
أنظروا كيف كانت ردة فعل النبي صلى الله عليه في هذه الخيانة العسكرية
نظر الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه
فإذا عنده جوانب مشرقة
إذ هو من المهاجرين ,,, هاجر وترك الأحباب في سبيل الله
إذ هو شهد بدراً ,, تلك المعركة الفاصلة يوم الفرقان ,, يوم عظيم الذين قاتلوا في بدر هم من أشراف الصحابة
فقال الحبيب رداً على عمر رضي الله عنه

إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم

فيـــا إخوتـــي

لينظر كل واحد منا إلى أخيه وصديقه وأهله وجيرانه من هذا المنـظور
فإن رأى من أخيه خلقاً ذميماً لا يفتأ أن ينظر للجانب المشرق الإيجابي فيه ,,, فوالله سوف يجد أن الجانب الإيجابي عنده يطغى على الجانب السلبي
 

واعلم يا أخي الفاضل ويا أختي الحبيبة

أن كلاً منا عنده إيجابيات وعنده سلبيات
ويستحيل أن نكون غير ذلك
ومن ادعى الكمال فهو كاذب كاذب كاذب

هذا الموضوع وهذه السطور المتواضعة
دعوة من أخيتكم زاد المعــاد
أن نطبق هذا الخلق في حياتنا وفي تعاملاتنا
وأنا أضمن لكم مقدار السعادة التي سوف تشعرون بها آنذاك

واستدراك هــام

هذا الموضوع وهذه الدعوة
" غـض الطرف عـن السلبيات "

لا يعني
أن نترك النصيحة
لا ... بــل ... من تمام الأخوة وصدقهـا أن ينصح المرء لأخيه ويحب له ما يحب لنفسـه ....

بقــلم
محبتكم في الله
زاد المعــاد
الثلاثاء
13 ـ 3 ـ 1430 هـ
الســـــــ10:10 م ـــــاعة

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

الأخت زادالمعاد
  • مـقـالات
  • مختارات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط