اطبع هذه الصفحة


قـالـت لـي …. ( الديـنُ المُعاملة ) ….

الأستاذة : زاد المعاد

 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم , والصلاة والسلام على رسول الله معلم الأنام الخير وهادي البشرية بإذن ربه وسراجاً منيراً وعلى آله وصحبه رضوان الله عليهم ومن سار على نهجهم واقتفى الأثر إلى يوم الدين وبعـد :
فتاة عرفتها يوم كنت طالبة جامعية ,,,, جمعني بها آخر فصل دراسي ,,, وتحديداً جمعتني بها مدرسة واحدة كنا قد خرجنا فيها للتربية العملية
الذي يراها من بعيد يرى أنها فتاة عادية لا تظهر عليها علامات الإستقامة ,,,, بل أبرز ما يميزها حجاب فاتن ترتديه
ولكنها تحمل قلباً ينبض بالخير ولساناً يقطُر عسلاً
والذي أذكره أن صويحباتي كانوا لا يحبون هذه الفتاة ,,, أما أنا فقد كنت حيادية حتى إشعار آخر
لم يكن بيني وبينها أي علاقة تذكر عدى أني أراها كل يوم من الصباح الباكر وحتى الظهيرة
إلى أن جاء ذلك اليوم
الذي لا يُنسى
كنت أراقب على أحد الفصول في حصة إنتظار
وكانت الحصة الآخيرة
وقد بلغ بي التعب ما بلغ
والفتيات
أصلحهن الله
قمة الإزعاج
النصف في الفصل
والنصف الآخر في الممرات
وأنا مسؤولة عن ضبط هذا الفصل حتى موعد الإنصراف ( على خير ,,, الله يصبرني عليكن لأجل الدرجات فقـط )
وأنا أحاول إدخالهن الفصل أو على الأقل تهدئة الوضع المزعج خارج الفصل
وبعد برهة
إذا بتلك الفتاة
تُقبل من أحد الممرات ناحية الفصل
فلما رأيتها
قلت لها
( وقد بلغت من التعب من هذا الفصل مبلغاً )
قلت لها
بشكل عفوي
قلت لها كلمة
ما ألقيت لها بالاً
قلت لها
تعالي شوفي هؤلاء المجانيين
فقالت
( والإبتسامة تعلو محياها )
لا تقولي مجانيين
وأخذت تمدح الفتيات
سبحان من أنطقها
بهذه الدرر في تلك اللحظات
ظل ذلك الموقف وظلت كلماتها تطرق مسمعي منذ نطقتها وقلبتها في عقلي فإذا هي أحلى من الشهد
وبعـــد أيام
كنت في فناء المدرسة
فإذا بها تقبل من بعيد
( ولا أحد غيرنا في الفناء )
ناديتها
سلمت عليها
قلت لها
أشكرك لقد تعلمت من موقفك ذلك اليـوم
فقالت لي
كلمة ما زالت ترن في أذني
قالت لي
الدين المعاملة
الدين المعاملة
الدين المعاملة
قلت ( في نفسي )
حقاً
إن
الدين المعاملة
فشكرتها
وأثنيت عليها بكل خير
وقلت ماشاء الله فيك خير كثير وفيك كذا وكذا
ولكن لاحظت شيئاً بسيطاً
لو فعلتيه سوف تصلين للقمة إن شاء الله
قالت
ما هو ؟؟
قلت لها
العباءة
فبدأت تتحجج بأعذار واهية تتحجج بها كثير من الفتيات
عباءة الرأس حينما ألبسها تنفتح من الأمام وتظهر ملابسي
أكملنا حديثنا وأتممناه
على وعد منها أنها سوف تفكر في أمر العباءة
ثم تفرقنا
نعم
تفرقنا
ولكن
ما زالت صورتها لا تفارقني
رغم أني لا أعرفها ولا أعلم عنها شيئاً حتى اسمها نسيته
ولكن
بقيت كلماتها
شاهدتها لها
~*~ فوائــــد من القصــة ~*~
لقد تعلمت واستفدت من هذه الإنسانة ومن موقفها الكثير الكثير
1 ـ أن المرء لا يُعدم خيراً في قلبه …
2 ـ أن لا أحكم على بشر من خلال مظهره ومنظره …
والتفصيل أكثر في موضوع قديم لي بعنوان
اقتــــــــــــــــــرب . . . ثم احــكــــــــــــــم
http://hotaf.net/vb/showthread.php?t=399
3 ـ أن نروض وندرب أنفسنا أن نضبط كلماتنا وننتقي أفضل العبارات وأجملها ويتجلى ذلك في المواقف العصيبة ….
4 ـ أن المدح والثناء هـو خير ما نكسب به القلوب ونأسرها …
5 ـ ليس العيب أن يُخطئ المرء ولكن العيب كل العيب أن يعرف المرء الخطأ ويصر عليه ..
6 ـ الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها …
وما زلنا في مدرسة الحياة نتعلم ونتعلم
ملاحظة
( الدين المعاملة ) ليس بحديث إنما هو من كلام الناس ومعناه يصح
سقت هذا الموقف حتى تعم الفائدة لكم أيها الكرام

بقلم
أختكم
زاد المعاد
الخميس
20 ـ 4 ـ 1430 هـ
الســــــــ11:40 م ـــــاعة
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


 

الأخت زادالمعاد
  • مـقـالات
  • مختارات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط