اطبع هذه الصفحة


* ^ الشباب والإجازة الصيفية ^ * لفضيلة الشيخ / عبد الرحمن السديس

الأستاذة : زاد المعاد

 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشباب والإجازة الصيفية
د / عبد الرحمن السديس *


إن سقطات الشباب وعثراته لا تُحمل قطعاً على العموم والشمول , ولا تدعو إلى فقد الثقة و الإحباط , بل يتعين هنا أن نذكر بكثير من الغبطة والإبتهاج أن الشباب المستقيم المتمسك بعرى دينه السائر على صراط الهدى والإعتدال هم الأكثر بحمد الله وفضله , مما يؤكد عدم الخلط بين مفاهيم الغلو المذموم والحرص المشروع على الإلتزام بالسنة باطناً وظاهراً , وبهذا يُسد الطريق أمام المرجفين والمخذلين ومن يحاولون جر الأحداث إلي خدمة مآرب مشبوهة , وقيعة في الصالحين وسخرية من المتدينين ونيلاً من مناهجنا الشرعية ومؤسساتنا الإحتسابية , أو المساس بثوابت الأمة وقيم المجتمع ولكم في شباب هذه الديار المباركة وريثي الدعوة الإصلاحية السلفية المعتدلة والتفافهم حول علمائهم وقادتهم خير برهان في خير طرز وشامة ومنظومة متألقة في رغدٍ وعلو هامة , منة من الله وفضلاً وعند أهل الحديث : الشاذ يحفظ ولا يقاس عليه .


أيها المسلمون و الأولياء وجهوا الشباب إلي ميادين المجد والرفعة , واعلموا جميعاً أن الأصل في حياة المسلم الجد والحزم , ولا بأس بالترفية المشروع والترويح المباح في حدود الضوابط الشرعية , ليعلم الناس أن في ديننا فسحة بحمد الله .


ومما يحسن الإيصاء به تحذير الأبناء من السفر خارج هذه الجزيرة الفيحاء وديار الإسلام الشماء التي حباها الباري جل في علاه بكل ما ترنو إليه النفوس من جمال الطبيعة الفتان ومنتجعات الاصطياف العفيف , وأطرهم على ذلك أطراً .

كذلك حثهم على تحصيل العلوم والمعارف والإلتحاق بالدروس العلمية والدورات الشرعية والمراكز الصيفية التي يقوم عليها نخبة وكوكبة من أهل الخير والصلاح , والإشتغال بحفظ كتاب الله والسنة النبوية العطرة , وثنيهم على الإنكباب على المطالعة الحرة في كتب السير والتاريخ والآداب وغيرها , ونعم الجليس والأنيس الكتاب , قيد الحكم وينبوع المكارم , مع تشجيع ملكاتهم وتنمية قدراتهم وصقل طموحاتهم والسعي في كل ما من شأنه شغل أوقاتهم و إذكاء مواهبهم وطاقاتهم التي تعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع والفائدة .

ومما تتهلل له سُبحات وجوه المؤمنين أن يسر الله سبحانه لكثير من المسلمين جعل زيارة الحرمين الشريفين في أولويات برامجهم الصيفية وهذه منة عظمى , غير أن ثمة ملحظاً مهماً لزوار المسجد الحرام في حثهم على تعظيم هذا الحرم المقدس وهذه العرصات المباركة , والحفاظ على أمنها واستقرارها , ولزوم السكينة والآداب فيها والمحافظة على طهارتها الحسية والمعنوية , وتنزيهها عن كل المخالفات .


ونخص الأخوات المسلمات بلزوم الحجاب الشرعي السابغ واجتناب الطيب والتبرج بالزينة و امتثال الحياء والإحتشام لتكون مأجورة غير مأزوره , والله وحده ولي التوفيق والسداد .


* إمام وخطيب المسجد الحرام .

جريدة المدينة


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 

الأخت زادالمعاد
  • مـقـالات
  • مختارات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط