اطبع هذه الصفحة


..( مــن أحــب شيـئـاً صــار شغله الشــاغـل ) ..

الأستاذة : زاد المعاد

 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله وحده أرسل لنا خير الرسل , وأنزل علينا أشرف الكتب , وجعلنا خير الأمم , والصلاة والسلام على سيد ولد آدم وخير من مشى على الأرض , وعلى آله وصحابته الكرام الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين وبعد /

أيها القراء الأحبة

إن المرء إذا أحب شيئاً صار شغله الشاغل , فلا يكاد يقوم ويقعد إلا وذكر هذا الأمر في خاطره وإن سنحت الفرصة ترجمه على لسانه بالدعوة إليه ..

وجميل أن يكون هذا الأمر هو من الأمور الحميدة والخصال النبيلة

والقبيح أن يكون هذا الأمر هو شـر ووبال على المرء أولاً ثم على الأمة جمعاء

**

هـي إنسانة

لا تكاد تراها إلا متساهلة بالفتوى

تظن أنها قد اعتلت مرتبة عالية من العلم الشرعي تؤهلها لأن تتصدر الفتيا في المجالس

والأقبح من ذلك

دفاعها المستميت عن ما تهواه نفسهـا

أترككم مع هذين الموقفين لي معها وبعد ذلك نكمل حديثنا

الموقف الأول

قلت لها ذات يوم

الشيخ عبد الله المطلق ـ حفظه الله ـ يقول / إن الإكتتاب في الشركة الفلانية لا يجوز

( وكانت هذه الشركة التي طرحت أسهمها في ذلك الوقت للإكتتاب تُعنى بالمطبوعات الورقية من صحف وغيرها وتنشر ما لا يرضي الله من صور وغيرها )

ثم أردفتُ قائلة /

يقول الشيخ

لأننا لا نرضى عن أنشطتها

فتعجبت هي من ذلك

فقلت لها

لأنها تصدر مجلات بها صور لا ترضي الله عز وجل

لذلك الشيخ يقول إن الإكتتاب فيها لا يجوز

فإذا بها تبدأ توضيح الأمر وكأن الإجتهاد يسعها

فقالت / لا ليس قصد الشيخ من تحريم الإكتتاب ما ينشر بها من صور إنما العلة كذا وكذا

قلت في نفسي

ما قلتِ ذلك الكلام , إلا لأني طالما رأيتك تقلبين أوراق تلك المجلات معجبة بما يُنشر فيها من صور لا ترضي الله عز وجل

فعز عليك أن تسمعي أن هذا الأمر حرام , فبدئتي بالدفاع عنه

ويكفي لتحريم الإكتتاب فيها وفي أمثالها قول الله تعالى

( ولا تعاونوا على الإثم والعدوان )

وخشية أن نكون ممن يحب أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا
وخشية أن نكون ممن دعى إلى ضلالة فكان عليه وزر من تبعه من غير أن ينقص من الآثام شيئاً


الموقف الثاني

قالت لي / ابنتي المبتعثة في بريطانيا لا تغطي وجهها

قلت لها / لماذا ؟؟ لا يجوز لها أن تفعل ذلك

قالت / لا أخاف عليها هناك المسلمون يتعرضون للأذى

وأنا كذلك عندما أذهب لها لا أغطي وجهي

قلت / ولكن لابد أن يكون لدينا إعتزاز بديننا , وألا نجعل خوفنا منهم يبيح لنا أن نفعل مثل هذا

فبدأت تبرر

ثم بدأت تكشف القناع شيئاً فشيئاً

قالت /
أنا حتى عندما أذهب لمصر لا أغطي وجهي

قلت في نفسي / لا أدري هل ستبررين الأمر بنفس الحجة وأن المسلمات في مصر يتعرضن للأذى بسبب الحجاب

طبعاً الجواب بديهي / يستحيل أن يكون هذا في دولة شقيقة مسلمة عربية

فإذا بها بعد ذلك

( كما يقولون خربتها وصرحت قائلة )

إن كان علي أتمنى أن أكشف حتى في السعودية

قلت في نفسي

الآن عرفت الأمر
ما دافعتي عن هذا الأمر وجادلتي إلا لأن هذا الأمر قد بلغ من قلبك مبلغه , فأصبح شغلك الشاغل , تحاولين إقناع الناس به ولا تبالين بمقدار الوزر الذي سيكتب عليك

هذه أنموذج واحد من النماذج التي رأيتها في حياتي سواء على أرض الواقع أو من خلال الشبكة العنكبوتية

فتـرى صاحب هذا الفكر لا يكل ولا يمل من إقناع الناس بما تهواه نفسه

فأصبح هذا الأمر قضية تبناها يـرى أنه يقع على عاتقه حمل تبليغها للناس أجمـع بل وإقناعهم وتزيين الأمر لهم , وتحريف الآيات والأحاديث عن مقصدها الصريح لتناسب غرضه , والإستدلال بالأحاديث الضعيفة أو المنسوخة , والجدال والمراء بالباطل ليوهمون الناس بكل حيلة ووسيلة أن ما يدعون إليه هو الحق المبين ...

ونسي أولئك

أن هناك يوماً يردون فيه على الله فيحاسبهم على هذا

ولو أنا إذا متنـا تُركنـا لكانَ المَوْتُ راحَة َ كُلِّ حَيِّ
ولكنـا إذا متنـا بُعثـنـا ونُسأل بعد ذا عن كل شي

فيا أيها الأحبة

إن الأمر خطير ورب البيت خطير

ولقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "من أفتي بغير علم كان إثم ذلك على الذي أفتاه".

يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي
كان السلف ينكرون أشد الإنكار على من اقتحم حمى الفتوى ولم يتأهل لها، ويعتبرون ذلك ثلمة في الإسلام، ومنكرا عظيما يجب أن يمنع.

فلقد كان السلف الصالح يتدافعون الفتيا حتى تعود لأولهم

وإن البعض يتساهل في أمر عظيم لو عرض على عمر بن الخطاب لجمع له أهل بدر

ألا لله در أولئك الأقوام فقد عرفوا منزلة الفتيا وخطورة الكلمة وأنها أمانة عظيمة

ويالروعة كلمة قرأتها في شات قناة بداية للشيخ بن عثيمين عليه رحمة الله يقول ـ بمعنى كلامه ـ /

على الناس التروي والتأني في إصدار الأحكام وعدم التسرع , حتى لا يقولون باطلاً فينتشر بين الناس ويعملون به فيصعب بعد ذلك انتشالهم منه ..

وليس العيب أن يقول المرء لا أعلم فقد قيل / من قال لا أعلم فقد أفتى

قال الهيثم بن جميل " شهدت مالك بن أنس سئل عن ثمان وأربعين مسألة ، فقال في اثنتين وثلاثين منها لاأدري " ، وسئل الإمام مالك مرة عن مسألة , فقال : لاأدري , فقيل له : إنها مسألة خفيفة سهلة ،فغضب وقال " ليس في العلم شيء خفيف ، أما سمعت قوله جل ثناؤه "إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلاً " , فالعلم كله ثقيل ، وبخاصة ما يُسأل عنه يوم القيامة "


فأين العاقلون ؟؟! العارفون بأمانة الكلمة


فالأمر خطير جد خطيـر

يا أيها الأحبة

كل منا بعيبه والكمال لله وحده

ولكل منا ذنوب

وهناك فرق بين من يفعل الذنب مستتراً يستحي من الله ويقر أنه منكر ويرجو من الله أن يتوب عليه , وبين من يدعو لهذا المنكر والذنب جهاراً نهاراً بلسانه أو بقلمه عبر الصحف أو المنتديات

وفي الحديث الذي أخرجه البخاري ( كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا، ثم يصبح وقد ستره الله، فيقول : يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه).

فلا نجعل حب الظهور سبباً لأن نكب على وجوهنا في النار

همسة أخوية

إن الأحكام الشرعية والفتيا هي خاصة بالعلماء الربانيون وهم والحمد لله معروفون في بلادنا وغيرها فلنطرق بابهم
ولنبتعد عن الأخذ من مجهولي الهوية في الشبكة العنكبوتية وغيرها والذين لا هم لهم إلا إضلال الناس بباطلهم , وإن ذمتنا لا تبرأ أمام الله عز وجل بالأخذ بقول أمثال هؤلاء ..


ألا هل بلغت اللهم فاشهد

وقولنا ما كان فيه من صواب فمن الله وحده , والخطأ والزلل من نفسي والشيطان

ثبتنا الله على الحق المبين حتى نلقاه

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

رابط ذا صلة
(( فقهـــــاء عصــــرهـــم ))


http://saaid.net/daeyat/zadalmaad/26.htm


أختكم ومحبتكم في الله

زاد المعاد

الأربعاء

13 / 1 / 1431 هـ

الســـــــ2:30 ص ـــــــاعة

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 


 

الأخت زادالمعاد
  • مـقـالات
  • مختارات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط