اطبع هذه الصفحة


.: الفتـــاة ...... و (( الضـــوء الأخضـــر )) :.

الأستاذة : زاد المعاد

 
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله الذي أكرمنا بالإسلام وأعزنا به بعد أن كانت المرأة تُوءد وهي حية والصلاة والسلام على رسول الله وعلى زوجاته الأطهار وآله وصحبه أجمعين ومن سار على هداهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين وبــعد :

اللهم أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً

قال تعالى في محكم التنزيل : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب59

وفي الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال لعطاء: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قال: بلى، قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي، قال: إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك، قالت: أصبر، قالت: فإني أتكشف فادع الله أن لا أتكشف، فدعا لها.

وقال رسول الله صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة " فقالت أم سلمة فكيف تصنع النساء بذيولهن قال " يرخينه شبرا" قالت إذاً تنكشف أقدامهن قال فيرخينه ذراعا و لا يزدن "صحيح رواه أحمد و الترمذي و أبو داود و النسائي ,,,

جاء الشرع المطهر بتعزيز مكارم الأخلاق ونبذ مساوئ الأخلاق وكل ما دعى إلى الفجور وجر إليه ...

فجاء الشرع المطهر يدعو المرأة المسلمة إلى مكارم الأخلاق والعفاف ,,,,

ففرض الحجاب على أطهر النساء من برئهن الله من كل فاحشة من فوق سبع سموات ,,, ورغم كل ذلك حثهن على الحجاب ؟؟ وعن من يتحجب ؟؟ عن خير من وطئ الأرض بعد الأنبياء عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهم أجمعين ..

وكذلك أمر سبحانه النساء عند مخاطبة الرجال ـ لحاجة ـ بالجد والصرامة فقال تعالى : {يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }الأحزاب32

فالله عز وجل قرن الخضوع بالقول واللين بالكلام قرنه بميل الرجل ومن في قلبه مرض إلى المرأة فهذا مقترن بذاك وناتج عنه ..

فالفتاة هي رمز العفاف متى ما صانت نفسها وابتعدت عن مواطن الفتن ,,,

ولكنها إن رضيت بالأخرى وباعت عفافها كانت مطمعاً لكل ذي قلب مريض ...

والقصص في ذلك كثيرة وسأكتفي باثنتين منها ::

ذكرت لنا أستاذة الثقافة الإسلامية بجامعة أم القرى ـ فايزة با فرج ـ / أن داعية ذهبت ذات يوم إلى السوق ويوم أن حانت الصلاة وأُغلقت المحلات التجارية ذهبت إلى دورة المياة ـ أكرمكم الله ـ فإذا بها ترى فتيات هناك حالهن يندى له الجبين ,,, فقامت بمناصحتهن حباً لهن وخوفاً عليهن من مغبة فعلهن فلم يلقين لكلماتها بالاً ومضينا إلى مصيرهن المحتوم ,,

وبعد عام ذهبت هذه الداعية إلى السوق فتكلمت فإذا بفتاة تسمع صوتها ,,,, فعرفت أنه صوت الحق الذي ناداها قبل عام ,,

أتدررررون ماذا قالت لها ؟؟؟

قالت لها وهي تتجرع الغصص ـ بعد أن فقدت أعز ما تملك ـ

ياليتك يوم أن رأيتني ذلك اليوم على تلك الحال أخرجتِ حذائك وصفعتيني بها حتى أفيق من غفلتي ....

ولكن هيهات هيهات
نسأل الله أن يعفو عنها فمن تاب تاب الله عليه رجلاً كان أم امرأة ....

وقصة آخرى

رأيتها بأم عيني لم يحدثني أحد

وإنها من أعجب القصص التي مرت علي وأغربها وذهلت من هول ما رأيت وما توقعت يوماً ما أن أرى مثل ذلك المنظر في حياتي ...

ذهبت إلى السوق ,,, فحان وقت صلاة العشاء ,,, فجلست إلى جوار أحد المحلات أنتظر انتهاء الصلاة ...

وبينما أنا كذلك جاء مجموعة من الفتيات

حجابهن إلى الله نشكو حاله

فجلسن على مقربة منــي ,,,

ثم بعد برهة جاء مجموعة من الشباب على وجوههم معالم الطيش والإستهتار

اقتربوا من أولئك الفتيات جداً ولم يبق بينهم وبين الفتيات مسافة تذكر وبدأ الشباب في التحدث للفتيات

فو الله ما أساءت الظن بهم قلت ـ بل وجزمت ـ / أن هؤلاء الشباب إخوان لأولئك الفتيات ,,, لشدة قرب المسافة

وفجأة إذا بي أسمع الفتيات يصرحن ويلقين بالسباب والشتام على أولئك الشباب

فلما سمعت ذلك عرفت أنهم ليسوا بمحارم لهن

بالله عليكم كيف سيكون حال هؤلاء الفتيات لو لم يكن بجوارهن أحد ؟؟

إذا كانوا تجرؤا عليهن أمام الناس بلا حياء ولا خجل فكيف لو كانوا في سيارة أجرة أو في مكان معزول

نسأل الله أن يسترنا بستره وجميع نساء المسلمين

وسؤال يطرح نفسه وبإلحاح

لماذا اختار أولئك الشباب هؤلاء الفتيات عن غيرهن ؟؟

رغم أن هناك من تجلس بجوارهن لكن ما تجرؤا على فعل ذلك معها

لأن هناك ضوءً أخضر صدر من أولئك الفتيات دعاهم إلى التحرك والمسير صوبهن ...

أما الفتاة المحتشمة المحترمة التي تعرف قدر نفسها في أي مكان توضع فيه فهي كالجبل الشامخ لا يقوى على صعوده أحد ...

ولقد رأيت في الحياة العملية خير دليل وشاهد على ذلك

إني رأيت رجالاً الواحد منهم ما يستحي ولا يخشى من عواقب الزمان ونسي قول الأول

دقة بدقة ولو زدنا لزاد السقا

لكنه ما يتجرأ إلا على من صدر منها ضوء أخضر أما الموظفة المحترمة فإنها كالطود الشامخ بل والله إنه ليحترمها ويثني عليها خيراً وعلى حسن خلقها ...

وإن الرجل المحترم ليكبر في عيني ولو كان عامل نظافة ,,, وإن الرجل ليسقط من عيني ولو كان ذا منصب مرموق ـ لسوء فعله ـ فكيف هو عند الله عز وجل ؟؟؟!!!

وكثيراً ما نسمع من المشائخ أن هؤلاء الشباب يحدثونهم أنهم لو شاهدوا امرأة متحجبة ومحتشمة وعليها عباءة رأس يحترمونها بل ويقول بعضهم // أنها لو تعرضت للأذى لدافعوا عنها ..

فالعز كل العز في شرع الله عز وجل وغيره ذِلة ومهانة

وإني بهذا المقال لا أقنط من هؤلاء الفتيات وصلاحهن ـ فمن قال هلك الناس فهو أهلكهم ـ بل إني جلست مع هؤلاء الفتيات وخاطبتهن فوجدتهن أنهن ذوات خلق عال رفيع حتى إني أقول في نفسي // والله لو تدخل الجنة لتدخلنها بحسن خلقها ...

ورأيت أن أكثر سبب يجعل الفتاة تتبرج / إما تقليد لمن حولها وخاصة في المنزل وفقدان التوجيه , وإما بحسن نية ورغبة في مواكبة كل جديد يعرض على القنوات الفضائية

بل إحداهن قالت لي //

لا يوجد لدي سبب يجعلني أفعل ذلك

غير أني أحب أن أتجمل إذا خرجت للسوق ؟؟

قلت

تتجملين لمن ؟؟؟

فالفتيات فيهن خير عظيم ,وبذرة الخير في قلوبهن لكنها تحتاج من يرويها ويسقيها بماء طيب غير آسن حتى تنبت خضراء يانعة مثمرة ....

أسأل الله أن يديم على النساء ثوب الحياء والعفة ويجملهن بالحجاب والستر وأن يبعدهن عن مواطن الردى والفتن ,,, وأسأل الله أن يرد كيد كل فاجر في نحره وأن يطهر بلادنا من دعاة التبرج والسفور وكل علماني عليم اللسان ....

وأنصح الجميع بسماع شريط
وغارت الحور
للشيخ عبد المحسن الأحمــد

وقولي ما كان فيه من صواب فمن الله وحده والخطأ من نفسي والشيطان والله ورسوله منه براء

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

بقلم
أختكم ومحبتكن في الله
زاد المعــاد
الجمعـــة
11 ـ 5 ـ 1429 هـ
الـــ11 ص ـــــاعـــة
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

الأخت زادالمعاد
  • مـقـالات
  • مختارات
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط