اطبع هذه الصفحة


هل مات الحق ودفنت الحقيقة؟
انفجار بيروت على اليمين، وقبلها بسبعة أشهر انفجار سوريا

أ. د. زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية



في الرابع من شهر أغسطس 2020 تم تفجير ميناء بيروت، وبعدها بيومين نشر موقع "فولتير" مقالا تحت عنوان "إسرائيل تهدد بيروت الشرقية بسلاح جديد". أما الخبر فيبدأ بعبارة تقول: "إن رئيس الوزراء الإسرائيلي أعطي الأمر بهدم مخزن سلاح تابع لحزب الله في بيروت بواسطة سلاح جديد. وبما ان هذا السلاح غير معروف وقد أدي إلى خسائر فادحة في المدينة بقتل أكثر من مائة شخص وجرح خمسة آلاف، وهدم العديد من المباني وهذه المرة سيكون من الصعب على نتنياهو أن ينكر فعلته".
ثم يواصل المقال ليؤكد: أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعطي الأمر بضرب مخزن سلاح لحزب الله بواسطة سلاح جديد تمت تجربته في سوريا منذ سبعة أشهر. ولا يعلم أحدا نوع السلاح المستخدم في تفجير ميناء بيروت، إلا أنه قد سبق لإسرائيل تجربته في سوريا في يناير 2020. وهو سلاح يتضمن رأسه مكَّواً نووي يتسبب بنشر دخان مميز الشكل على هيئة نصف دائرة، وهي التي تميّز انفجار الأسلحة النووية".
وبادر الصهاينة بتفعيل قدراتهم والسيطرة على المواقع الإعلامية والإلكترونية للمداراة على جريمتهم وتبني نشر فكرة انفجار عفوي، وقع نتيجة سوء التخزين، تمويها على جريمتهم. إلا أن صورة الانفجار النووي تبدو جد مميزة ولا تخطئها عين إذ أنها تكوّن سحابة على هيئة نصف دائرة. وهو الشكل المعروف منذ قنبلتي هيروشيما ونجازاكي. ولقد أدي الانفجار في بيروت الي رج الأرض على نطاق 200 كم بارتداد 3,5 درجة ريختر، وفقا لمركز العلوم الجغرافية الألماني (GFZ). وهذا الارتجاج الأرضي هو الذي هدم العديد من أحياء المدينة. كما أن المحكمة الخاصة بالأمم المتحدة التي كانت ستنعقد من أجل لبنان يوم 7/8/2020 قد تم تأجيلها.
وتحت عنوان غريب، لافت للنظر، نشر موقع (المحاربون القدامى) (Veteranstoday.com) يوم 28/8/2020 يقول: "إسرائيل تضرب بيروت بقذيفة نووية، ترامب والحكومة اللبنانية يقرّان". ويبدأ المقال بتحديد "ان ترامب أكد أنها كانت قذيفة وليست حادثة بالصدفة. إلا أن سرعان ما انكتم صوته بالصحافة الممالأة لإسرائيل". وكاتب المقال هو المحارب المتقاعد جوردن داف، الشهير بدقة أبحاثه هو وجميع العاملين في الموقع، وهو بالفعل من أشهر المواقع الجادة التي تعتمد علي أكبر قدر من الوثائق بمختلف أنواعها، خاصة في مثل هذه المقالات المصيرية.
وبما أن هذا المقال شديد الطول، ملئ بالوثائق والصور والفيديوهات التقليدية وفيديوهات بالأشعة تحت الحمراء، والعديد من الاستشهادات، والوثائق وتعليقات انتشرت على تويتر وغيرها من وسائل النشر أو برامج الاتصال على تويتر وغيره، فلا يمكنني تلخيصه قطعا لعدم استبعاد كل ما يضمه، وبالتالي ولا حتى ترجمته، لذلك أكتفي مجبرة بهذا القدر من المعلومات الأساسية، الواردة بالمقال المحاربون القدامى، والروابط بأسفل هذا المقال لمن يود الاطلاع عليه.
ومن أهم الوثائق التي أوردها الموقع في رابط آخر، حديث لنتنياهو في بار فينيكس في القدس، سنة 1990، وقد استشهد الكاتب بجزء منه يقول فيه:
"إن أمريكا بقرة حلوب وسوف نمتصها حتى تجف، ونقطعها، ونبيعها قطعة قطعة حتى لا يبقي هناك إلا أكبر حالة مصلحة للعالم والتي سوف نخلقها ونسيطر عليها.. ذلك هو ما نفعله بالبلدان التي تكرهنا. نحن نهدمها ببطء شديد".
وفيما يلي لقطة من ذلك الحديث الذي نشره موقع المحاربون يوم 12/3/1015...


ويبقي السؤال مطروحا بكل مرارة حول جبروت الصعلكة الاستفزازي، من جهة، وذلك الخنوع أو التضامن، أو الصمت المهين وكأنه صمت القبور؟ كيف يكون الصمت هو الرد على جرائم ذلك الكيان الذي يقوم بوحشية بجرائمه على مرأى ومسمع من العالم أجمع.. بينما الجميع يعلم أنه لا حق له: لا تاريخي، ولا أثري، ولا ديني، في هذه الأرض التي اقتلعها بألاعيب وحيل سياسية معروفة، بل ولا يتوقف عن محاولات إبادة البقية الباقية من شعب فلسطين، المكافح عن أرضه فيما بقي له منها.. ما الذي يخشاه العالم من تلك الحفنة التي لعنها الله ؟


زينب عبد العزيز
30 أغسطس 2020


https://www.voltairenet.org/article210672.html
https://www.veteranstoday.com/2020/08/28/breaking-israel-nukes-beirut/
http://survivingintheusa.com/israel-a-detriment-to-the-us/
 

 

الدكتورة زينب
  • مقالات
  • كتب
  • أبحاث علمية
  • Français
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط