اطبع هذه الصفحة


بولس الرسول:
"إذا كانت المرأة لا تتستر فلتُجز شعر راسها"

أ. د. زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية

 


نعم: "إذا كانت المرأة لا تتستر فلتُجز شعر راسها". ذلك هو قول بولس الرسول الوارد في أعمال الرسل الإصحاح 11 الجملة 6 ـ 7، كما هي واردة في الكتاب المقدس طبعة 1671 علي يمين الصورة. والعبارة بكاملها تقول: "وكل امرأة تصلي أو تتنبي ورأسها مكشوف فإنها تشين راسها وتعادل التي حلقت راسها. وإذا كانت المرأة لا تتستر فلتجز شعر رأسها وإن كان قبيحا بالمرأة أن تجز شعرها وتحلق راسها فلتستتر".
وكلمة يجز أو تجز تعني بالفرنسية: Tondre، وهي كلمة تستخدم أساسا للغنم عندما يُجز شعرها او صوفها. وهذه الكلمة، مثلها مثل الكثير من الكلمات أو العبارات أو حتى الجُمل الواردة في الأناجيل بعهديها، من الكلمات التي تم أو يتم تغييرها وتبديلها من طبعة إلى طبعة.

وفيما يلي النص الوارد به عبارة "يجز" في طبعة 1671:


وفيما يلي نفس النص في طبعة 1966 بعد تغيير كلمة يجز وكتابة يقص:


ولا يسع المجال لنشر كل الطبعات التي بينهما ولا كل التغيرات في العبارات الأخرى من قبيل ان الرجل صورة الله ومجده!!
أما في الأناجيل باللغة الفرنسية فلا يعنيهم التمويه والمداراة كما يحدث في البلدان العربية ذات الأغلبية الساحقة المسلمة، فظلت كلمة "يجز" مستخدمة، ثم بدأ إحلال التناوب بوضع الكلمتين يقص ويجز معا كما في السطر الرابع على اليمين في طبعة la Bible de Jérusalem طبعة 1986:


أما في طبعة TOB الصادرة سنة 1988 عن لجنة كاثوليكية وبروتستانتية وأرثوذكسية فاستخدمت كلمة "يجز" فقط أي tondre، كما هو واضح فيما يلي بآخر سطرين:


إلا إن هذه الطبعة، كما في كل ما سبقها من طبعات، توجد عبارة جديرة بالإشارة إليها فهي لم تتبدل في الطبعات المختلفة، وهي قول بولس الرسول: "غير إني أريدكم أن تعرفوا ذلك: أن رأس كل إنسان هو المسيح، ورأس المرأة هو الرجل، ورأس المسيح هو الله". غير إن كلمة رأس تأخذ عدة معاني أيضا منها على الأقل: رئيس، ووليّ أمر.

وما نخرج به من هذه العبارة تلك التقسيمة المحددة بين الرجل والمرأة، بملاحظتين أساسيتين:
1 ـ أن الحجاب أو تغطية الرأس فرض من الفروض التي يجب على المسيحية الالتزام بها؛
2 ـ أن الرجل رأس أو رئيس أو ولي أمر المرأة، وهو ما يناقض المساواة المطلقة المزعومة التي يتغنى بها الغرب وكنيسته ووصل بمقتضاها إلى كل ما لا يمكن تخيله من انفلات.
3 ـ أما الملاحظة الثالثة فهي إن الله هو رأس أو رئيس أو ولي أمر السيد المسيح، وخاصة: أن المسيح يقيناً ليس الله مثلما قامت الكنيسة بتأليهه في مجمع نيقيا سنة 325..

أما الصورة التي تتصدر المقال فهي لإنجيلين نلاحظ في الأولي على اليمين طبعة 1671، فيقول العنوان: "كتاب العهد الجديد يعني الإنجيل المقدس لربنا يسوع"؛ أما طبعة 1966 على اليسار فالعنوان مختلف: "الكتاب المقدس أي العهد القديم والعهد الجديد". أي أنه تم حذف عبارة "لربنا يسوع"..
وذلك لأنه في سنة 1965 قرر مجمع الفاتيكان الثاني تنصير العالم، ومن يعنيهم تنصيرهم هم المسلمون الموحدون بالله سبحانه وتعالي على الإطلاق، وبدأ التمويه والتسلل خطوة خطوة بمختلف الأساليب والوسائل، متناسين مقولة بعض علمائهم ووصفهم سورة الإخلاص بأنها الحاجز الذي لا يمكننا تخطيه:
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ‎﴿١﴾‏ اللَّهُ الصَّمَدُ ‎﴿٢﴾‏ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ‎﴿٣﴾‏ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ‎﴿٤﴾‏}.

وذلك لا يمنع من ان عمليات التبشير والتنصير وتغيير ملامح الدولة ببناء 5800 كنيسة غير مرخصة وتم تقنينها أثناء كورونا، أو تزوير التاريخ بمسار العائلة المقدسة التي لم تدخل مصر على الإطلاق فلا مرقص ولا يوحنا يتحدثان عن تلك الرحلة المزعومة، والإنجيل وفقا للوقا لا يتجاهل واقعة الهروب فحسب، وإنما يعلن أن العائلة المقدسة، بعد تقديم الطفل يسوع إلى المعبد، عادت إلى منطقة الجليل، في مدينة الناصرة (لوقا 2: 39).


زينب عبد العزيز
18 ابريل 2021


 

 
  • مقالات
  • كتب
  • أبحاث علمية
  • Français
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط