اطبع هذه الصفحة


الصهاينة يهاجمون المصلين في الأقصى

أ. د. زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية

 


يتواصل سعير الهجوم الصهيوني على المصلين في المسجد الأقصى وفي قبة الصخرة وحولهما، ويواصل الصهاينة وعيدهم وتوعدهم بتصعيد الهجوم على الفلسطينيين، أصحاب الأرض، توعدهم حتى الإبادة، بمساندة دول الغرب الصليبي المتعصب.

ولا يفهم أي عاقل كيف يواصل الصهاينة قتل الفلسطينيين تحت الغطاء السياسي لحكومات الولايات المتحدة المتتالية؟ كيف يمكن لواضعي القوانين هناك مواصلة قبول تلك الأفعال الإجرامية ومواصلة تبريرها؟!

فلن تتوقف هذه المهزلة العدوانية الكاسحة للفلسطينيين، أصحاب الأرض، إلا لو عدنا إلى أصل القضية وهو: "وعد بلفور". فلا يُقبل ولا يجب ولا يجوز لأي دولة في الوجود، أيا كانت، أن تهب دولة ذات سيادة، إلى حفنة من المغتصبين، المطرودين كلية من ذلك المكان، من فلسطين، في سنة 70.. أي منذ قرابة ألفا عام..

فلقد قام الرومان باحتلال فلسطين وهدم المعبد اليهودي ومعه التوراة، وطرد اليهود تماما سنة 70. وهذا تاريخ معاش، ثابت، ولا يجب ولا يجوز تغافله. وظل اليهود في الشتات وخاضعين لمطاردة الفاتيكان الذي أذاقهم سوء العذاب، قرابة الفا عام، حتى برأهم من قتل السيد المسيح سنة 1965 في مجمع الفاتيكان الثاني..

وقد تداخل المطرودين جميعهم وامتزجوا في الشعوب التي ذهبوا إليها. فبأي عقل وبأي حق يتم انتزاع أرض من أصحابها واهدائها لجماعة هي نفسها منقسمة دينيا حول فكرة الحصول على الأرض المنتزعة المنهوبة من أصحابها، بل ويعتبرون الحصول على أرض منافي لشرع الله الذي فرض عليهم الشتات؟

ان الحل الوحيد العادل والمنطقي لهذه الجريمة اللا إنسانية يكمن فقط في إلغاء "وعد بلفور"، الذي اكتفي البعض بتلقيبه ب "الوعد المشؤوم" واكتفوا بذلك.. علي جميع المسئولين من رؤساء ورجال قانون تناول القضية الفلسطينية من هذا المنطلق أساسا، فلا حل حقيقي لها إلا بإلغاء ذلك الوعد المشئوم.

ولو نظرنا إلى الموضوع من الناحية الدينية، فعلي الجميع أن يتذكر أن اليهود قد حادوا عن التوحيد وعادوا لعبادة العجل وقتل الأنبياء دون وجه حق. كما حاد النصارى وابتعدوا عن التوحيد بالله وقاموا بتأليه السيد المسيح وجعلوا له ابنا وثالوثا.. وانغرست العداوة بين الفريقين منذ ذلك الوقت. ويشهد التاريخ كم كال الفاتيكان لليهود من اضطهاد وعذاب طوال الفا عام تقريبا، ثم برأوهم فجأة وتحالف معهم لمحاربة الإسلام واقتلاعه.

إن الأمور واضحة كالشمس، وليست بحاجة الي كل هذه المجازر التي ألَفها المغتصبون.. فما على الأمناء من القيادات السياسية والقانونية في هذه القضية، وفي هذا العالم، إلا أن يتصرفوا بالحق، فالله أحق بأن يُتّبع، وأن يلغوا الوعد المشئوم ويعيدوا فلسطين إلى أصحابها.
 

زينب عبد العزيز
11 مايو 2021



 

 
  • مقالات
  • كتب
  • أبحاث علمية
  • Français
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط