اطبع هذه الصفحة


البابا فرانسيس يقبّل حذاء سيلفا كير

أ. د. زينب عبد العزيز
أستاذة الحضارة الفرنسية

 


أمس، التاسع من يوليو 2021، مرت عشر سنوات على هذه اللقطة الفريدة المتفردة، التي ينحني فيها البابا فرانسيس ليقبل حذاء سيلفا ير رئيس جنوب السودان.. ولا يملك كل من يطالع هذه اللقطة، التي تتخطي كل الأعراف في مهانتها، من أن يتساءل عما دفع البابا لمثل هذا التصرف الذي تتحرج الكلمات من وصفه، وما هو المقابل الذي طلبه مثل هذا البابا ودفع فيه هذا الثمن!!

وقد نشر موقع زنيت الفاتيكاني هذا الخبر اليوم، بمناسبة مرور عشر سنوات على استقلال جنوب السودان، ومعه رسالة موقعة من البابا فرانسيس (رغم وجوده بالمستشفى بسبب اجراء عملية جراحية في القولون)، ووقعها معه كلا من جوستان ويلبي وجيم ولاس، ممثلان عن الكنيسة الأنغليكانية. وتقول الرسالة أو الجزء المنشور منها:
"إن بناء دولة عادلة وثرية يمكن أن يتضمن تضحيات شخصية من جانبكم كمديرين". وتدعو الرسالة المسئولين إلى تكثيف جهودهم وإلى أن يكونوا أكثر سخاءً في خدمة الشعب، أي أكثر سخاءً من الوعود التي قدماها اثناء لقائهم في الفاتيكان سنة 2019. فعلي الرغم من "بضعة خطي تقدمية يلاحظ الموقعون علي الخطاب أن الشعب لا يزال يعيش في الخوف وعدم التأكد"، بل "لا ثقة له في قدرة الدولة علي القيام فعلا بتحقيق العدالة والحرية والرخاء".

"فلا يزال أمامكم الكثير لتشكيل دولة تعكس ملكوت الرب، حيث كرامة الجميع محترمة والجميع متصالح" (راجع الخطاب الثاني الي أهل كورنثيوس بند 5). وقد يتطلب ذلك بعض التضحيات من جانبكم كقادة ـ وفقا لمثال المسيح في مجال القيادة الشديد الوضوح. واليوم نرغب أن تعلموا أننا نقف بجانبكم بينما تتطلعون الي المستقبل وتبحثون من جديد كيف يمكنكم خدمة شعبكم في جنوب السودان"..
"نحن نتذكر بسعادة وعرفان اللقاء التاريخي للقيادات السياسية والدينية لجنوب السودان عند زيارتهم الفاتيكان سنة 2019، والوعود الهامة التي قدمتموها آنذاك. لذلك نصلي من أجل أن تشكل هذه الوعود أعمالكم حتى يتثنى لنا زيارتكم والاحتفال شخصيا معكم وشعبكم تكريما لمساهمتكم في بناء دولة تقوم بتحقيق آمال 9 يوليو 2011. وإلي ذلك الحين نجلب عليكم وعلى جنوب السودان كل البركات الإلهية للأخوة والسلام".

والغريب أو اللافت للنظر أن اسم رئيس الدولة لا يظهر في بداية هذه الرسالة، وإنما هي موجهة إلى "المسئولين السياسيين في جنوب السودان". وهو ما يكشف عن المسكوت عنه في مثل هذه الرسائل المعلنة..

واللقاء الذي يشير اليه الخطاب، والذي تم في 11/4/2019، متعلق بتوقيع اتفاق جديد مع الثوار بغية مراقبة اتفاقية لوقف النار، المتعلقة باشتراك الثوار في مراقبة عملية وقف إطلاق النار.
ومن الواضح بكل تأكيد أن هناك الكثير المسكوت عنه، والذي لا يلوح منه اي شيء، سوي تلك الشذرات المسموح بها، وجميعها أو تحديدا ما دعي الي مثل هذه اللقطة المهينة التي اضطر اليها البابا، لا يزال قابعا في اقبية الفاتيكان الي حين ميسرة..


زينب عبد العزيز
10 يوليو 2021

 

 
  • مقالات
  • كتب
  • أبحاث علمية
  • Français
  • الصفحة الرئيسية
  • ملتقى الداعيات
  • للنساء فقط